+ A
A -
بيروت- الأناضول- أعادت الاشتباكات الدامية التي شهدتها العاصمة بيروت، شبح «الحرب الأهلية» إلى ذاكرة اللبنانيين مجددا عقب أكثر من 3 عقود على انتهائها.
والخميس، أطلق مجهولون النار بكثافة في منطقة الطيونة (مختلطة بين شيعة ومسيحيين) على مؤيدين لـ«حزب الله» وحركة «أمل» (شيعيتان)، خلال مظاهرة منددة بقرارات القاضي طارق البيطار، المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت.
وأسفرت الاشتباكات الدامية عن مقتل 6 أشخاص وإصابة 32 آخرين، بينهم اثنان في حالة حرجة، وفق وزارة الصحة اللبنانية.
بطلقات رصاص وقذائف صاروخية استمرت على مدى 5 ساعات متواصلة، وجد اللبنانيون أنفسهم محاصرين داخل المنازل والمحال التجارية في منطقة الطيونة بالعاصمة بيروت.
وتعد المنطقة إحدى خطوط التماس القديمة في زمن الحرب الأهلية في لبنان، والتي استمرت 15 عاماً بين عامي 1975 و1990، وراح ضحيتها 150 ألف قتيل و300 ألف جريح.
وفي تصريح للأناضول، قال «أبو فادي» المقيم في الطيونة: «عشنا في تلك الساعات القليلة أحساس أقسى وأصعب من زمن الحرب الأهلية».
وأضاف: «انهمرت طلقات الرصاص والقذائف الصاروخية فوق رؤوسنا كالأمطار في ليال الشتاء، وانتشر القناصة بشكل مكثف، ما أجبر الجميع على الاختباء داخل المنازل والمحال التجارية».
فيما روت المواطنة «نادية» عن تعرضها لصدمة نفسية كبيرة، قائلة: «ما حدث من اشتباكات جاء ليزيد نكباتنا وهمومنا في ظل الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة».
وأضافت للأناضول: «الناس تعبت جداً ولم تعد تحتمل اضطرابات أمنية تزيد من الجوع والحرمان الذي ترزح تحته منذ أكثر من عامين».
بدوره كان «حسّان» في عمله صباحاً أثناء وقوع الأحداث، إذ وجد نفسه فجأة مع زملائه في مواجهة الموت بعد أن اخترقت طلقات الرصاص جميع نوافذ مكاتب العمل من كل جانب.
وقال حسان للأناضول: «الرصاص من كافة الأحجام طال كافة أرجاء مكاتب العمل، واخترق نوافذ وشرفات المبنى وأحدث أضراراً مادية فادحة».
بينما حالت الاشتباكات الدامية دون وصول «شادي» إلى منزل عائلته للاطمئنان عليهم.
وقال شادي: «كنت في طريقي لمنزل عائلتي للاطمئنان عليهم، لكن سرعان ما بدأ إطلاق النيران واشتدت عمليات القنص والاشتباكات وتحول المشهد فجأة إلى حرب شوارع».
واتهمت جماعة «حزب الله» وحركة «أمل»، «مجموعات مسلحة» تابعة لحزب «القوات اللبنانية» (مسيحي) بزعامة سمير جعجع، بقتل وجرح مؤيدين لهما خلال المظاهرة، وهو ما نفته الأخيرة ووصفت الاتهامات بـ«الباطلة».
وكان المحقق العدلي في القضية طارق البيطار ادعى في 2 يوليو الماضي على 10 مسؤولين وضباط، بينهم نائبان من «أمل» هما علي حسن خليل وغازي زعيتر (وزيران سابقان) ورئيس الحكومة السابق، حسان دياب.
ونفت الرئاسة اللبنانية أمس، طلب القاضي طارق بيطار المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت، التنحي عن النظر في القضية.
وقالت الرئاسة اللبنانية، في تغريدة عبر حسابها على تويتر: «نفى مكتب الإعلام برئاسة الجمهورية مزاعم اتصال المحقق العدلي القاضي طارق بيطار بالرئيس ميشال عون لإعلامه برغبته في التنحي عن التحقيق في جريمة مرفأ بيروت».
وأضافت: «هذا الخبر مختلق ولا أساس له من الصحة، لاسيما وأنه لم يتم أي تواصل بين الرئيس عون والقاضي بيطار».
وقال وزير الدفاع اللبناني موريس سليم، أمس، إن المؤسسة العسكرية لن تسمح بأي تجاوزات من شأنها إحداث اضطرابات أو تهديد للسلامة العامة في البلاد.
جاء ذلك خلال لقائه الرئيس ميشال عون في قصر الرئاسة في بعبدا، شرق بيروت، بحسب بيان للرئاسة.
وذكر البيان، أن اللقاء بين عون وسليم تناول الأوضاع الأمنية في البلاد، بعد الأحداث التي وقعت الخميس، في منطقة الطيّونة في بيروت، والدور الذي قام به الجيش لضبط الأوضاع وإعادة الأمن والاستقرار.
وأضاف أن «الاجتماع تطرق إلى ضرورة الإسراع في التحقيقات الجارية لتحديد المسؤولين ومحاسبة المرتكبين والمحرضين وتوقيفهم بناء على إشارة القضاء المختص».
وشدد الوزير سليم على أن «المؤسسة العسكرية لن تسمح بأي تجاوزات من شأنها إحداث اضطرابات أو تهديد السلامة العامة».
copy short url   نسخ
16/10/2021
590