+ A
A -
كتب محمد مطر
أبدع نجوم الليلة الثانية من ليالي مهرجان الأغنية القطرية في نسخته الثالثة التي يحتضنها مسرح قطر الوطني، وتنظمها وزارة الثقافة والرياضة، ممثلة في مركز شؤون الموسيقى ضمن فعاليات الدوحة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي، وتحت شعار «ولين الحين يا سدرة.. عروقج عايشة فينا»، وتألق النجوم في أداء فقراتهم الغنائية، وأمتعوا الحضور والجمهور العريض الذي يتابع المهرجان عبر الشاشات المحلية ووسائل الإعلام المختلفة.
وبدأت الليلة الثانية والتي قدمها الشاعر عبدالحميد اليوسف بأغنية «دوحة العز» ومن ثم استهل الحفل بالفقرات الغنائية للنجوم، إذ بدأ الفنان محمد المطوع تلك الفقرات عبر أغنيتي «عطر وشال - اهديتك»، وقدم الفنان بدر الريس أغنيات: «نعمة الاله - اه منك - اسولف يا قطر»، وكذلك قدم الفنان سعود جاسم سيقدم أغنيتي: «أعاتب اشواقي - خاف من ربك»، أما الفنان خالد سالم فقدم «ما ابي غيرك - حضن الدفا»، وقدم الفنان حمود الخضر أغنيات «كن انت - ها أنذا - غبت عني»من التراث القطري«- لغات العالم»، وقدمت الفنانة أصيل هميم أغنيات «منهو يقول - انكتب لي – سماي صافية».
كذلك شهدت الليلة الثانية عرض «ميدلي رياضي قطري»، وهو العمل الذي قدمه للحفل المعلق يوسف سيف، وتضمن الميدلي تقديم أغنيات: أبطال ديرتنا لعبد الرحمن الماس، واسمك ضوا عالي لأحمد علي، سيروا وعين الله ترعاكم لخالد سالم، ورد البطل لسعود جاسم، وأنا أقول آه للمجموعة.
كما قدم الفنان عيسى الكبيسي أغنيات «العبق – الغلا غلاب – نبكي على الدنيا - انت وينك»، فيما قدم الفنان سعد الفهد أغينيات «نمت – تكلم غيري – من مد للفرقى – بدري من عمري».
وفي ختام الليلة كرّم سعادة وزير الثقافة والرياضة كلا من الفنانين: جاسم صفر وخليفة جمعان وعبد الرحمن الماس.
ويأتي مهرجان الأغنية القطرية ليعزز الأهداف التي تسعى إليها وزارة الثقافة والرياضة في دعم المبدع القطري في مجال الأغنية وإبراز دوره الثقافي في المجتمع، بما يسهم في رفد الثقافة القطرية الأصيلة بأعمال إبداعية تثري المكتبة القطرية، وتطبعها بألوان الرقي والإبداع من خلال ما تقدمه في كافة التخصصات المتنوعة في مجالات الصوت، والشعر، واللحن والموسيقى، ما يجعل المهرجان توثيقاً لمسيرة الغناء القطري بكل ما يحمله من عراقة تاريخية، يمكن تقديمها للجيل الحالي، والأجيال القادمة، وهو ما يخلق بدوره جسرًا للتواصل بين المبدعين.
ويقام المهرجان في حلته الجديدة تحت شعار: «ولين الحين يا سدرة.. عروقج عايشة فينا»، وهو الشعار المستمد من كلمات أغنية الشاعر الدكتور مرزوق بشير، وتعبر عن البيئة القطرية الأصيلة، وهو ما يتماشى مع شعار اليوم الوطني للدولة 2021: «مرابع الأجداد.. أمانة»، والمستوحى من البيئة القطرية بكل ما تزخر به من مكونات.
وقد ارتبط الإنسان القطري ببيئته عبر العصور، فاصطبغ بها، ورسخت لديه الانتماء الوطني، فضلاً عن تعزيزها للهوية الوطنية القطرية، ما يجعل المهرجان وقفة مع الأصالة الفنية وتقديرًا للفن الراقي، واحتفاء بالأغنية القطرية، بكل ما ارتبطت به من بيئتها، وعبرت عنها، وظهر ذلك في ألوان الطرب الأصيل.
ويعكس شعار النسخة الثالثة لمهرجان الأغنية القطرية أن الفنان القطري ابن بيئته، عاش وما يزال بين أحضانها، يتأمّل بحرها وبرّها، ويعشقُ عبقها، ويستلهم منها كلماته وألحانه وأغانيه، ويرى فيها أهلها الذين صانوها وحافظوا عليها متمسكين بعاداتهم وتقاليدهم، وعاشوا في سلام بينهم، رغم تقلبات الزمان وليسطروا بذلك تاريخهم الحضاري، ومثال ذلك السدرة التي تقف على هذه الأرض شامخة شاهدة على ذلك كله وملهمة للأجيال المتعاقبة، حتى كأن عروقها تمتد فينا وتتآلف مع أرواحنا، تعيش وتكبر معنا.
وتعتبر السدرة تعبيرًا ملهمًا لكل المبدعين في كل مجال وفي كل زمان وفي ليلة الأغنية القطرية كذلك «ولين الحين.. يا سدرة عروقج عايشه فينا».
وقد ظلت الأغنية دائماً معبرة عن وجدان أبناء الوطن الأوفياء في انتصاراتهم وإنجازاتهم وتطلعاتهم وكل التحديات التي واجهوها. ومن هذا المنطلق سعى منظمو مهرجان الأغنية القطرية إلى أن تكون هذه الفعالية علامة فارقة على ذلك اللقاء الوجداني بين فن الغناء القطري المبدع وبين ذائقة الجمهور القطري الذي تستهويه الموسيقى والغناء الرفيع، وذلك في الوقت الذي شهدت فيه الأغنية القطرية الحديثة تطورا استفاد من ألوان الغناء التراثي ومن ألوان الموسيقى المعاصرة، فظهرت أصوات غنائية جديدة قدمت للأغنية القطرية مدى جديدا وأكسبتها حضورا في الساحة الفنية العربية، فضلا عن كونها جزءا من الموروث الشعبي في محطات مختلفة، كالاحتفالات الوطنية، والمناسبات الاجتماعية.
ويقام المهرجان على خشبة مسرح قطر الوطني، بمشاركة نخبة من نجوم الغناء القطري والخليجي، بالإضافة إلى أصحاب المواهب الفنية الشابة، التي أثبت تألقها وصعودها في ساحة الطرب المحلي.
ويشهد المهرجان تكريم خمسة من المطربين والشعراء الغنائيين القطريين، وهم: علي عبدالستار، وجاسم صفر، وإبراهيم علي، ومحمد جولو، وخليفة جمعان.
وقد بدأ المهرجان في نسخته الأولى عام 2019 بليلة واحدة، وفي العام التالي أقيم على مدى ليلتين، ليقام في نسخته الثالثة على مدى ثلاث ليال، ومن أهم متغيرات المهرجان هذا العام أنه أصبح مهرجاناً للأغنية القطرية على مدى ثلاثة أيام، يمكن أن تزداد إلى أكثر من ذلك خلال الأعوام القادمة، وبمشاركة مطربين من خارج قطر.
وتتعدد أهداف المهرجان في تنشيط الحركة الموسيقية في قطر، وإبراز الفنانين القطريين ممن تركوا بصمة واضحة في مسيرة الأغنية القطرية وقدموا الكثير من الجهود في خدمة الفن القطري، فمن هنا يأتي دعم أمثال هؤلاء الفنانين، عبر منصة سنوية، لتقديمهم للجمهور، بالإضافة إلى الحرص ضمن أن تكون الوزارة ومركز شؤون الموسيقى تحديداً منصة لأصحاب المواهب الصاعدة، فالمركز يعمل على دعم أصحاب الأصوات الجديدة، انطلاقاً من اهتمام وزارة الثقافة والرياضة بنشر الثقافة الفنية.
ويرجع الانتقال من ليلة إلى مهرجان للأغنية القطرية إلى الحرص على تقليل الفترة الزمنية، والرغبة في مشاركة أكبر عدد من الفنانين القطريين، خاصة مع صعود عدد جديد من الفنانين بشكل أكثر من العام الماضي.
وقد حرصت اللجنة المنظمة للمهرجان على تكريم مختلف عناصر العمل الفني الموسيقي من فنانين وشعراء وملحنين، من منطل إثراء الحركة الموسيقية، والدفع بأعمال غنائية جديدة إلى الساحة الغنائية، فهناك حرص كبير على تعزيز دور الشعر الغنائي، وإتاحة الفرص أمام الشعراء وكذلك المواهب الموسيقية بمختلف أطيافها.
ويقام المهرجان وفق تطبيق كافة الإجراءات الاحترازية، حيث تم العمل على توزيع الجمهور بطريقة تراعي الاشتراطات الصحية، بحيث لا يتجاوز عدد الحضور في كل ليلة النسبة المحددة من قبل وزارة الصحة العامة، مع مراعاة الحفاظ على المـسافة الآمنـة بحسـب تـوجـيهات الوزارة نفسها.
copy short url   نسخ
16/10/2021
888