+ A
A -
طلال عوكل كاتب فلسطيني
ما الذي لا يعرفه الفلسطينيون عن نفتالي بينيت، حتى يتفاجؤوا بترّهاته حول الحقوق الوطنية الفلسطينية؟ لو كان الأمر بيده، لأعلن منذ يومه الأول رئيساً للحكومة، ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية، ولكنه أضعف من أن يتخذ موقفاً كهذا، يمكن أن يسعر الخلاف مع الإدارة الأميركية، التي يتحاشى الدخول معها في خلاف صريح، هذا عدا أن مثل هذا القرار، من شأنه أن يؤدي إلى قلب الطاولة فلسطينياً وعربياً ودولياً. معروفة مواقفه التي تنبع من التزام عقائدي بالمشروع الصهيوني التوسعي، وبأحقية إسرائيل فيما يسميه يهودا والسامرة، وتشجيع الاستيطان، وحماية الميليشيات الاستيطانية.
يصر بينيت على أنه لا يمكن أن يلتقي الرئيس محمود عباس، وأنه يرفض رفضاً قاطعاً، أي مفاوضات، أو تسوية على أساس رؤية الدولتين، لكنه يذهب إلى الحد الأقصى من العدمية، حين يقول إن دولة فلسطينية ستكون دولة إرهاب.. أعجبتني ردود الفعل الرسمية الفلسطينية، التي تنطلق من مبدأ الندية، فتعلن أن الدولة الفلسطينية ستقوم رغماً عنه، وان الفلسطينيين موجودون هنا منذ الأزل، لم يحتلوا أرض غيرهم، ولم يطردوا أحداً وأنهم أصحاب الحق والأرض والتاريخ.
نفهم من هذه الردود، أن الموقف السياسي الرسمي الفلسطيني والسلوك على الأرض آخذ في التصعيد، نحو ممارسة المزيد من الندية المبنية على ثقة عميقة، تضع مراهناتها على حركة التاريخ، وليس على وهم الوصول إلى مفاوضات وتسوية على أساس قرارات الأمم المتحدة التي تحصر الصراع بالضفة والقدس.
غير أن هذه القراءة تستدعي انتظار المزيد من المواقف والسياسات المتحدية للاحتلال، خاصة وان ما يجري على الأرض، وما هو متوقع على الصعيد السياسي الإسرائيلي خلال وبعد مرحلة تحالف بينيت، لا يحمل للفلسطينيين وعوداً بما هو أفضل إلا عبر الكفاح الشامل.
والحال أن إسرائيل تخوض حرباً يومية شاملة على الأرض، والحقوق والوجود الفلسطيني، لمصادرة ما يسمونه يهودا والسامرة، فضلاً عن القدس.
لا يوجد تدخل أميركي أو دولي، يكبح جماح هذه الحرب المجنونة، وكل ما يفعله هؤلاء لا يزيد عن التعبير عن قلق، أو التحذير من تداعيات هذا السلوك أو الموقف أو ذاك.
لا ينبغي لفلسطيني يعرف القليل من السياسة، والحقائق أن يصدق بأن الولايات المتحدة يمكن أن تلعب دوراً حقيقياً فاعلاً ومثمراً من خلال ممارسة ضغط حقيقي، أو اتخاذ عقوبات بحق إسرائيل، كما تفعل بسهولة مع عديد الدول التي تقصر سياساتها على مجاراة سياسات الاحتلال الإسرائيلي والخطر على السلم الدولي الذي تمثله تلك السياسات، طالما أن هذا ما يميز السياسة الأميركية بعامة، وتواصل التأكيد العملي على ضمانها لأمن وتفوق الكيان الإسرائيلي.
copy short url   نسخ
16/10/2021
233