+ A
A -
تحقيق - آمنة العبيدلي
دخلت البشرية العصر الرقمي بكل أدواته وأخلاقياته، وفرضت طبيعته أن يحمل كل إنسان واحدا من الهواتف الذكية على الأقل، لما لها من المزايا والفوائد العديدة مثل إنجاز المعاملات الحكومية والبنكية، وسهولة التواصل بين الناس، وتبادل المعلومات، والحصول على الأخبار بسرعة تفوق سرعة الإعلام التقليدي، ونشر الوعي في أمور الدين والمجتمع والصحة والسلامة وغيرها بأساليب جذابة ومشوقة من خلال الفيديوهات والرسائل المتقنة في المحتوى والإخراج.
ومع هذه الإيجابيات والمزايا للهواتف الذكية إلا أن بعض المواطنين أكدوا خلال استطلاع رأى لـ الوطن أن هناك بعض السلبيات والمخاطر تحدث أيضا نتيجة استخدام الجوالات وأبرزها إضاعة الوقت، فلا يختلف اثنان على ذلك، فالفرد يمضي الساعات الطوال مع الجوال دون فائدة تذكر إن لم يقع في إثم، كما أنها في كثير من الأحيان تتسبب أيضا في إحداث ضغائن بين الناس وفي القطيعة بين الأصدقاء رغم كونها وسيلة تواصل.
وقدموا عددا من النصائح للقضاء على سلبيات استخدام الجوال وأبرزها ضرورة غض البصر عن شاشات هواتف الجالسين معك، وعدم تصوير الآخرين وتسجيل أحاديثهم دون معرفتهم لأن ذلك يعتبر جريمة، كذلك تجنب مشاهدة الفيديوهات وسماع الموسيقى بصوت عال حتى لا ينزعج الآخرون، بجانب ضرورة عدم استخدام الجوال أثناء القيادة فتعرض نفسك والآخرين للخطر.

عدم تكرار الاتصال
قال فاهد العذبة: على الرغم من أن هذه الأجهزة للتواصل بالدرجة الأولى فإنها تحدث قطيعة بين الأصدقاء أحيانا، إذ يحدث أن يتصل إنسان ما بصديق له فلم يجد منه ردا فيكرر الاتصال عدة مرات في نفس الوقت ولكنه لم يجد ردا أيضا، فيُسِرُّها في نفسه ويظن أن صديقه غير مكترث أو مهتم به، وفي المقابل فإن الطرف الآخر يستاء أيضا لأن صديقه قد أزعجه بكثرة الاتصال وهو في وضع لا يسمح له بالرد، فقد يكون في المسجد أو في المركز الصحي أو يقود سيارته، ولا يريد أن يستخدم الجوال أثناء القيادة خوفا من وقوع حادث أو مخالفة سير.
وهنا لابد أن نقدم نصيحة، فإذا اتصلت بصديق أو قريب لك ولم يرد لا تكرر الاتصال به في نفس الوقت، بل عليك أن تنتظر وقتا كافيا لإعادة الاتصال، وإذا كان هناك أمر ما مهم أرسل إليه رسالة تخبره أنك تريده لأمر كذا ولا تغضب منه فأنت لا تعرف الظرف الذي هو فيه، كما أن على الطرف الآخر أن يكتب رسالة للمتصل يخبره بأنه في وضع لا يستطيع فيه التحدث وسوف يتصل به لاحقا، وهنا تستقيم الأمور وتستمر الصداقة.

لا تنظر في شاشة جوال من بجانبك
قالت اليازي الكواري: في كثير من الأحيان نجد أن رنات الهواتف الذكية أو إشعارات الرسائل تثير الفضول عند البعض، فمثلا أحدهم يجلس وأمامه جواله فيأتيه اتصال أو رسالة من شخص ما، فتجد الجالس معه على الفور ينظر في الجوال ليعرف من المتصل أو من أرسل رسالة، مثل هذه التصرفات العفوية تثير استياء المستقبل للاتصال أو الرسالة لأنه يريد الحفاظ على أسراره، وهنا لابد أن يكون الإنسان مهذبا مراعيا لمشاعر الآخرين، فإذا جاء اتصال هاتفي أو رسالة لشخص ما، وأنت معه احرص على عدم النظر إلى جواله وتجاهل الأمر تماما، حتى لو كان المستقبل واحدا من أفراد الأسرة، ولا حتى تسأله من المتصل، فالكثير من الرسائل تكون من البنوك أو إشعارات بفواتير الكهرباء والماء أو من جهة عمله، وهذه كلها أسرار لا يجوز لأحد غير صاحب الشأن أن يطلع عليها، ولا تغضب أيضا لو أن صاحب الجوال ذهب مكانا بعيدا عنك ليرد على المتصل، فكما لا تريد لأحد أن يطلع على أسرارك كذلك الناس لا تريد لك أن تطلع على أسرارهم.


غلق الجوال في المساجد والمستشفيات.. ضرورة
قال السيد جابر الشاوي: من الأخطاء التي يقع فيها كثير من الناس عدم غلق الجوال أثناء صلوات الجماعة في المساجد، فتسمع نغمات غير لائقة بقدسية المسجد، أو عدم غلقه في أماكن غير مسموح فيها استخدام الجوال، وهنا لابد أن نذكِّر بضرورة احترام الآخرين عند استخدام الجوال في الأماكن العامة، فلا تتحدث بصوت مرتفع، واحترم مساحتهم الشخصية، كما يجب مراعاة إغلاق الجوال أو وضعه على وضع الصامت أثناء حضور الاجتماعات، أو الندوات، أو المؤتمرات، أو عند التواجد في المكتبات والمؤسسات التعليمية حتى لو كنت مدرسا، وغلقه في الطائرة، أو في قاعات الانتظار، وعدم التحدث بصوت مرتفع فتزعج الآخرين المتواجدين في هذه الأماكن، خصوصا في المستشفيات لوجود المرضى الذين يحتاجون إلى الراحة.


التقاط صور للآخرين دون معرفتهم.. جريمة
قال علي الكبيسي: من الخطايا التي تقع من جراء الاستخدام الخاطئ للهواتف الذكية التقاط صور للآخرين دون معرفتهم ودون موافقتهم، خصوصا في أماكن مثل الأندية الرياضية، والشواطئ، وعند تعرضهم لحوادث ومواقف سيئة أو محرجة، وكذلك قيام البعض بتسجيل مقاطع صوتية أو مقاطع فيديو للأشخاص دون معرفتهم أو موافقتهم، وأنصح بالابتعاد عن هذه الممارسات التي تنتهي بأحدهم إلى المحاكم وتوقعه تحت طائلة القانون، أيضا أنصح بعدم الانشغال بالجوال عمن حولك، تجنب القيام بأكثر من مهمة أثناء التحدث مع شخص ما عبر الجوال وإيلاء المكالمة اهتماما كاملا، ليشعر الشخص المقابل بالاهتمام، والتواصل بانتباه مع أي شخص يقدّم لك خدمة في أي محل تجاري كالبائع، لأن الانشغال بالهاتف في هذه المواقف يقلل من احترامه واحترام الآخرين الذين يحتاجون هذه الخدمة أيضا، وهناك الكثير من النصائح العامة التي يجب مراعاتها من الجميع مثل عدم إجراء مكالمات أو إرسال رسائل نصية أثناء القيادة، لما فيه من تعريض حياة السائق وحياة الآخرين للخطر، وعدم رفع صوت الموسيقى بدون استخدام سماعات الأذن في الأماكن العامة، فهذا قد يسبب مشاكل أو حوادث لعدم انتباه الشخص لما يحدث حوله.
وتابع: بتطبيق هذه النصائح يكون تعاملنا حضاريا وراقيا في عصر التحول الرقمي واستخدام أدواته وفي مقدمتها الهواتف الذكية وكذلك أجهزة الحاسب الآلي.

آداب لمشاهدة الفيديوهات في الأماكن العامة
قال راشد الأسود الناشط في وسائل التواصل الاجتماعي: من الاستخدامات السيئة للجوالات ما نلاحظه من بعض الإخوة الوافدين الذين يستخدمون الحافلات الجماعية والريل، تجد الواحد منهم يتحدث بصوت عال فيربك من حوله، أو يستخدم موسيقى أو يشاهد فيديوهات بصوت مرتفع، ونصيحتي في مثل هذه الحالات أن على الإنسان أن يحترم وجود الآخرين، أو على الأقل يستخدم سماعات الأذن ليستمع هو بمفرده ولا يفرض ذوقه على كل من في المكان، أنصح كذلك بعدم إرسال أي رسالة نصية أو صورة أو مقطع فيديو مسيء، قد يتسبب بإزعاج أو إيذاء الطرف المقابل بأي شكل، والتأكد من أن تكون الرسائل واضحة ومفهومة وشاملة بالنسبة للطرف المقابل، ولا تسبب له أي نوع من التشويش أو عدم الفهم، أنصح أيضا بضرورة احترام خصوصية الآخرين وتجنب الممارسات الخاطئة التي تسيء إليهم، وذلك بالتحدث معهم بنبرة مهذبة ولطيفة أثناء المحادثة، مع اختيار الوقت المناسب لهم عند التواصل معهم، بحيث لا تكون مزعجا دائما.
copy short url   نسخ
16/10/2021
555