+ A
A -
جنى بركات
كاتبة لبنانيةأيام تفصلنا عن الذكرى السنوية لانتفاضة 17 أكتوبر في لبنان التي يعتبرها البعض تاريخ ولادة جديدة للمعارضة اللبنانية التي قالت كلمتها في الشارع ضد السلطة الحاكمة منذ 30 سنة تحت شعار «كلّن يعني كلّن». ويقترب مع هذا التاريخ، موعد الانتخابات النيابية المقرّر حتى الآن في 8 مايو من العام المقبل، أو مبكراً عن ذلك في مارس.
نبع من رحم الثورة العديد من التحرّكات المعارضة التي تتحضّر لتشكيل لوائح بهدف خوض المعركة الانتخابية، لكن حتى الآن ثمّة بعض الأخطاء التي ترتكبها المعارضة، أو المجتمع المدني، تفقدها مصداقيتها وبالتالي الخسارة في الانتخابات المقبلة.
اللبنانيون اليوم بحاجة إلى برنامج سياسيّ يشبع متطلّباتهم للخروج من الأزمة، مبنيّ على حلول منطقيّة لا شعبوية، إلى معارضة لا توجّه سهامها نحو طرف دون الآخر ويكون قعرها العمل السياسي، لأن فصل السياسة والعلاقات الداخلية والخارجية عن المعركة الانتخابية يعتبر ساذجاً.
السّاحتان، اللبنانية والعراقية، متقاربتان في السياسة، إذ ما يحصل في العراق دائماً يعتبر مرحلة تحضيرية للمشهد المقبل في لبنان. أجرى العراق في العاشر من أكتوبر انتخاباتها البرلمانية المبكرة، وحشدت الأحزاب والتيارات السياسية لوائحها أهمّها الحشد الشعبي، لكن الشّعب كان في المرصاد.
ما يمكن إدراكه من قبل اللبنانيين هو أن التحالفات وإرادة الشعب مفتاحان مهمّان جدّاً في الانتخابات المقبلة، والمقاربة والتعلّم من السّاحة العراقية أمر لا بدّ منه لأنّهما متوازيان كما أن المشاكل الاقتصادية والاجتماعية السياسيّة متشابهة إلى حدّ كبير.
خلاصة الموضوع، لا يمكننا خداع أنفسنا بأن أحزاب السلطة ضعيفة، بل هذه المرّة ستغذّي نفسها وتجري تحالفات غير مسبوقة من أجل الاستمرار، وقد تنجح لأنّها، شئنا أم أبينا، منظّمة بطريقة حرفية. والمعارضة، إذا كانت ستستمر في التأخر على إعلان مرشّحيها ووضع خطتها والدخول رسمياً في الحياة السياسية، وإذا بقيت مقتصرة على منافسة بعضها وفي الوقت عينه تنافس الأحزاب، ستكون تجربتها فاشلة ونعود إلى نقطة الصّفر.عربي بوست
copy short url   نسخ
14/10/2021
100