+ A
A -
د. صادق كاظم كاتب عراقي
ينتظر العراقيون يوم العاشر من الشهر المقبل للتوجه صوب صناديق الاقتراع للادلاء بأصواتهم، على أمل أن تكون هذه الانتخابات مغايرة للانتخابات السابقة، من حيث كونها تأتي استجابة لمطالب شعبية وجماهيرية واسعة، اعقبت تظاهرات شهر تشرين من العام 2019، إذ يرغب المواطنون في أن تكون الحكومة والبرلمان المقبلان على مستوى المسؤولية والتحديات، وأن تكون هناك إصلاحات جدية للعملية السياسية ومعالجات جادة للملف الخدمي المنهك منذ أكثر من 18 عاما، حيث تتفاقم المعاناة نتيجة لارتفاع معدلات البطالة، التي تتزايد من دون وجود برامج حكومية حقيقية لمعالجتها واستيعاب الأعداد الكبيرة من العاطلين عن العمل، إضافة إلى الملفات المتعثرة في قطاعات الصحة والاسكان والكهرباء التي تعاني من مشاكل عدة.
البلاد تمر حاليا بلحظة مفصلية حاسمة تكون فيها كل الأطراف مدعوة إلى صياغة رؤية جديدة والتي منها تعزيز صلاحيات مجلس الوزراء ومنح رئيسه سلطة اوسع، فضلا عن إصدار تشريعات عقابية صارمة بحق الفساد والمفسدين وتعزيز هيبة الدولة وسلطتها، إضافة إلى توحيد الجهود السياسية لدعم الوحدة الوطنية وتعزيز المشتركات مع منح القيادات والكفاءات الشابة دورا أكبر في الحكومة ومنح النساء ايضا نصيبا وافرا في المناصب الحكومية وإدارتها، مع تمكين الشباب وهم يمثلون الأجيال الصاعدة التي تملك الرؤية والطموح لبناء بلدهم بشكل أفضل دورا ومساحة اوسع، من أجل تطوير العملية السياسية وازالة الثوابت والمرتكزات التقليدية التي ميزت الفترة السابقة.
إن إجراء الانتخابات لوحدها ليس كافيا للوصول إلى التغيير المنشود ما لم تصاحبه رؤية سياسية من قبل الكتل والأحزاب صاحبة الحضور الأكبر في المشهد السياسي، لإعادة النظر بوضع العملية السياسية وإبداء المرونة تجاهها مع دعم رئيس الحكومة المنتخب، لكي يقوم بالخطوات الضرورية للإصلاحات المطلوبة والتي ستسهم حتما في تعافي البلاد واستقرارها من خلال تخطيها الناجح للأزمات التي تواجهها.{ الصباح العراقية
copy short url   نسخ
28/09/2021
130