+ A
A -
أسهم طلاب من «وايل كورنيل للطب - قطر» في الإجابة عن سؤال بشأن المخاطر المحتملة لمجموعة معيّنة من الأدوية الخافضة لضغط الدم على المصابين بفيروس «كوفيد - 19»، وقد شارك الطلاب في دراسة منهجية على غرار تلك المستخدمة في الطب المستند إلى الأدلة والهادفة إلى تمكين المهنيين الصحيين من اتخاذ قرارات طبية سليمة، ونشروا دراسة بعنوان: «العلاقة المتبادلة بين جهاز المناعة، ونظام رينين-أنجيوتنسين-ألدوستيرون، ومُثبطات نظام رينين-أنجيوتنسين-ألدوستيرون وأثرها على تعديل محصلة كوفيد - 19: دراسة استعراضية منهجية».
واستقصت الدراسة ما إذا كانت عائلة معيّنة من الأدوية الخافضة لضغط الدم (المعروفة باسم مُثبطات نظام رينين-أنجيوتنسين-ألدوستيرون) قد تعزّز من تكوين البروتين ACE2، وهو البروتين الذي يستخدمه فيروس كورونا المسبّب في مهاجمة خلايانا، الأمر الذي يفاقم خطر الإصابة بالعدوى أو يزيد من حدّة المرض. وللتثبّت من هذه الفرضية، تمّ تجميع البيانات الطبية الخاصة بمرضى «كوفيد - 19» ممّن أخذوا هذا النوع من الدواء.
وقادت هذه الدراسة الدكتورة داليا زكريا المحاضِرة في علم الأحياء في برنامج ما قبل الطب في «وايل كورنيل للطب - قطر»، وأشرفت على الطلاب المشاركين بها، ووصفت نتائجها بالمفاجِئة. وقالت في هذا الصدد: «توقّعنا أن يتبيّن لنا أن المرضى الذين يتناولون هذا النوع من الدواء أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا المستجد أو أن تكون حالتهم أكثر خطورة على الأرجح من غيرهم في حال الإصابة بالفيروس نفسه، ولكن ما تبيّن لنا بالفعل أن مثل هذه الأدوية تعود بالفائدة. فالمشكلة الأساسية لفيروس كوفيد - 19 تتمثل في حالة الالتهاب المفرطة التي يتسبب بها الفيروس للمريض، وما تقوم به مثل هذه الأدوية أنها تخفّف حالة الالتهاب ما يجعلها مفيدة للمصابين بالمرض. هذا أحد الجوانب الإيجابية لمثل هذه الدراسة، إذ يتعيّن أخذ كل الأوراق البحثية ذات الصلة في الحسبان بما يجعل الاستنتاجات في نهاية المطاف خالية من أي تحيّز».
وكانت الطالبة هبة نافيد، سنة ثالثة في برنامج الطب، أول المبادرين للمشاركة بالدراسة، وتحمل الورقة البحثية المنشورة اسمها كمؤلف أول مشارِك، حيث حرصت على المشاركة لأن الدراسة تجسد أحد مشروعات بحوث العلوم الطبية الحيوية المتقدمة. وقالت في هذا السياق: «حرصت منذ البداية على المشاركة في هذه الدراسة واقتناص هذه الفرصة البحثية، فطب القلب هو أحد اهتماماتي، وهذه الدراسة وثيقة الصلة به، ولا يقلّ عن ذلك أهمية أن الدراسة تناولت كوفيد - 19، ومن المهم بطبيعة الحال استقصاء كل ما يتعلق به في خضم الجائحة الراهنة وتداعياتها العالمية. شملت مهامّي استعراضاً سريعاً لما مجموعه 1658 خلاصة بحثية و173 مقالة علمية كاملة ومن ثم استخلاص البيانات من 14 دراسة، بالإضافة إلى الإسهام في كتابة مخطوطة الدراسة. وعقدنا اجتماعات افتراضية منتظمة مع الدكتورة داليا عبر منصة زوم لمناقشة التقدم المحرَز في البحث، إلى جانب التراسل بالإيميل عند الحاجة. وكانت التجربة رائعة، وتلقينا كل الدعم اللازم بفضل الإشراف المذهل للدكتورة داليا».
انطوت الدراسة على أكثر من تحدّ، في مقدّمها استعراض العدد الهائل من الأوراق البحثية المشمولة بالدراسة، خصوصاً في خضم الجائحة وتدفّق بيانات جديدة متلاحقة وبسرعة بالغة عن «كوفيد - 19»، وهو ما جعل عبدالله الشافعي، وهو مؤلف أول مشارك أيضاً وحالياً في السنة الرابعة والأخيرة من برنامج الطب، ينضمّ إلى مشروع البحث، ثم تبعه زملاؤه عماد جانجوا، أريج نعمان، حسام قواس، ريدهيما كول، دانة العلي، أروى سعد الدين. وأسهم الدكتور محمد الشاذلي في استعراض البيانات الإكلينيكية، فيما أسهم سعد لوز أمين المكتبة في الكشف عن الأوراق البحثية الجديدة ذات الصلة.
ووصف عبدالله مشاركته بتجربة التعلُّم القيّمة، وقال في هذا الصدد: «تعلّمت الكثير عن أصول كتابة مراجعة استعراضية منهجية، وعرفت ما تستلزمه من عمل دؤوب، واستفدت الكثير من الزملاء المشاركين، فقد قدّم كل واحد منهم مساهمة ثرية وفريدة».
copy short url   نسخ
28/09/2021
189