+ A
A -
معن بشّ ور كاتب لبناني
الشهداء الخمسة الذين ارتقوا في مواجهة مسلحة مع العدو في منطقتي القدس وجنين، جدّدوا بالدم ملاحم شهدتها المدينتان المجبولة أرضهما بالقداسة والشهادة، وأكدّوا أن سيف القدس ما زال مشرعا، وأن الضوء ما زال يتلألأ في نهاية «نفق الحرية» بعد أن أشعله الأبطال الستة قبل أيام.
بين القدس وجنين، وعشية الذكرى الحادية والعشرين لانتفاضة الأقصى المبارك، يؤكد شهداؤنا البررة ورفاقهم الأبطال أن كل جرائم العدو وتخاذل النظام الرسمي الدولي وانحياز واشنطن وتوابعها في العالم والمنطقة، لن يغير من حقيقة ساطعة أن المقاومة مستمرة وأن الاحتلال إلى اندحار والكيان الغاصب إلى زوال، مهما تخاذل المتخاذلون.
لأقمارنا الخمسة في القدس وجنين، بعد أسودنا الستة في سجن جربوع، عهد ووعد أن نواصل الكفاح حتى تحرير الأرض والإنسان، كل الأرض وكل إنسان.
مؤتمر أربيل
حين وقفنا ضد الحرب على العراق عام 2003، وتحمّلنا ما تحّملناه بسبب موقفنا ذاك، كنّا واثقين أن تلك الحرب كانت بالأساس قراراً صهيونياً نفّذته واشنطن ولندن وحلفاؤهما وأتباعهما لتدمير دولة عربية قويّة شكّلت بمواقفها سداً منيعاً بوجه المشاريع الصهيونية والاستعمارية.
وحين ساندنا المقاومة العراقية ضد الاحتلال وآثاره التدميرية، وواجهتنا اتهامات ووضعت أسماؤنا على قوائم المطلوبين من الاحتلال وأتباعه، كنّا ندرك أن الخطوات التالية للاحتلال هي العلاقات مع العدو وتقسيم العراق إلى دويلات مذهبية وعرقية.
وحين اعترضنا على «دستور بريمر» الذي يعترف بكل القوميات في العراق إلاّ القومية العربية، كنّا نعرف أن الهدف هو إخراج العراق من عروبته، وإخراج العروبة من العراق، لإخراج هذا البلد، الذي قدّم العديد من جنوده ومجاهديه شهداء على أرض فلسطين، من الصراع العربي الصهيوني، ومن كل صراع بين العرب وأعدائهم.
واليوم تتأكد مخاوفنا في اجتماع اربيل التقسيمي الذي يحاول استغلال ممارسات إقصائية يرتكبها بعض المتنفذين في العراق ضد شرائح واسعة من المجتمع العراقي.
من هنا إذ نؤيد موقف العديد من العراقيين، الحاكمين والمعارضين، المناهض لاجتماع أربيل ندعوهم جميعا إلى حوار جامع، لا إقصاء فيه، متحّرر من كل شوائب المراحل السابقة، تحت شعار «متحدون من أجل عراق عربي ديمقراطي موحد قادر أن يستعيد دوره في أمته ومحيطه والعالم».{ عربي 21
copy short url   نسخ
28/09/2021
124