+ A
A -
الدوحة الوطن
نظمت وزارة البلدية والبيئة ممثلة بإدارة الثروة السمكية يوم الخميس الماضي، محاضرة بعنوان (حماية البيئة في الشريعة الإسلامية) لفضيلة الشيخ د. موافي عزب، الداعية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وذلك ضمن فعاليات الدوحة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي.
تحدث فضيلة الشيخ د. موافي عن إن حل مشكلات البيئة يكون بالبعد عن المعاصي واتباع منهج الله. فقد قال الله تعالي: «إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَ?لِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» (24- يونس).
وذكر فضيلة الشيخ د. موافي عزب إن الإسلام دين المحافظة على البيئة، ودين الإيمان بالقيم الإنسانية الرفيعة، واستشهد بقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في الحديث (من قطع سدرة صوب الله رأسه في النار) وأشار إن الإسلام سبق جميع الأديان إلى مكافحة تلوث البيئة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يبولن أحدكم في الماء الراكد ثم يغتسل فيه).
وحثّ القرآن الكريم المسلم على حمـــاية البيــئــة والمحافظة عليها وأمر الله -تعالى- بالتعامل مع البيئة على أنّها ملكيةٌ عامةٌ يتوجّب عــلـى المســلـــم المحافظة على مكوناتها وثرواتهـــا ومــواردهـــا، وأنّ الأرض ومـا فيها من نعم الله تعالى التي يجب على المسـلـم شــكـر الله عليها؛ لتثبت وتستمر ويزيده الله منها، أمّا إن لم يؤدها بواجبها ولم يشكر الله كان ذلك سبباً في زوالها واضمحلالها وإنزال العقوبات الجماعية مثل الحرائق العامة والزلازل والأمراض الفتاكة.
وقال: حين خلق الله -تعالى- الإنسان جعله خليفةً في الأرض، والأرض أمانةٌ يجب على الإنسان حمايتها، وسخّر الله الأرض للإنسان لإدراك كلّ ما تعلقت به حاجات الناس من غرسٍ وحرثٍ وبناءٍ، وكذلك جاءت السنة النبوية بالحثّ على المحافظة على البيئة وعدم الإضرار بها قال صلى الله عليه وسلم (إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ، وَبِيَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ، فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا يَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَفْعَلْ)، مبيِّنا إن الحفاظ على البيئة يكون بأمرين الأول أن تقـــوم الحكـومــات بوضع القوانين التي تحافظ على البيئة، والأمر الثاني الاستقامة على منهج الله والبعد عن المعاصي في المحافظة على البيئة.
وأضاف أن الإنسان في الإسلام مُستخلَف في الأرض واستثمار خيراتها والمحافظة عليها، وهذا يفرض عليه أن يتصرف فيها تصرف الأمين والمسؤول عنها، وأن يتعامل معها برفق وأسلوب رشيد من أجل مستقبله ومستقبل الأجيال القادمة.
وفي ختام المحاضرة، أشاد الداعية موافي عزب بدور وزارة البلدية والبيئة في اهتمامها الكبير بحماية البيئة والمحافظة على مواردها الطبيعية وتنميتها.
copy short url   نسخ
26/09/2021
284