+ A
A -
أربيل- العراق- قنا- وكالات- أكدت الحكومة العراقية على موقف بغداد الثابت الداعم للقضية الفلسطينية العادلة والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حقه بدولة مستقلة عاصمتها القدس، مشددة على رفضها طرح مفهوم العلاقات مع الاحتلال دستوريا وقانونيا وسياسيا في الدولة العراقية.
وقال المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء العراقي في بيان صحفي أمس إن العراق يرفض كل أشكال الاستيطان والاعتداء والاحتلال التي تمارسها قوات الاحتلال الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، معربة عن رفضها القاطع للاجتماعات غير القانونية، التي عقدتها بعض الشخصيات العشائرية المقيمة في مدينة اربيل بإقليم كردستان من خلال رفع شعار العلاقات مع الكيان الإسرائيلي.
وأوضح البيان أن هذه الاجتماعات لا تمثل أهالي وسكان المدن العراقية التي تحاول هذه الشخصيات بيأس الحديث باسم سكانها وأنها تمثل مواقف من شارك بها فقط.
وكان قد دعا أكثر من 300 عراقي بمن فيهم شيوخ عشائر إلى إقامة علاقات بين العراق والكيان الإسرائيلي، في أول نداء من نوعه أطلق خلال مؤتمر رعته منظمة أميركية في إقليم كردستان، ما أثار إدانات رسمية وحزبية.
تقيم كردستان وهي منطقة تتمتع بالحكم الذاتي في شمال العراق، علاقات ودية مع الدولة العبرية.
قال الخبير الأميركي من أصل يهودي عراقي ومؤسس «مركز اتصالات السلام» جوزيف برود لوكالة فرانس برس إن نحو 300 مشارك من السنة والشيعة تجمعوا في أربيل عاصمة كردستان «من ست محافظات هي بغداد والموصل وصلاح الدين والأنبار وديالى وبابل».
وأضاف برود في اتصال هاتفي أجرته معه وكالة فرانس برس «شارك أيضا شيوخ عشائر من هذه المحافظات ومثقفون وكتاب».
وجاء في البيان الختامي للمؤتمر الذي قرأته سحر الطائي التي قدمت نفسها لوكالة فرانس برس على انها موظفة في وزارة الثقافة ببغداد، «نطالب بانضمامنا إلى اتفاقيات ابراهيم (أبراهام)، وكما نصت الاتفاقيات على إقامة علاقات دبلوماسية بين الأطراف الموقعة والكيان الإسرائيلي، فنحن أيضًا نطالب بعلاقات وبسياسة جديدة تقوم على العلاقات المدنية مع شعبها بغية التطور والازدهار».
وقالت الطائي التي تتراس منظمة المناهضة للعنف ضد المرأة وكانت من المتحدثين خلال المؤتمر «لا يحق لأي قوة، سواء كانت محلية أم خارجية، أن تمنعنا من إطلاق مثل هذا النداء».
وكان بين المتحدثين العراقيين لواء سابق وأحد قادة «الصحوة»، وهي فصائل عشائرية قاتلت التنظيمات الإسلامية المتطرفة بدعم من واشنطن.
وتحدث خلال المؤتمر عبر الفيديو تشيمي بيريز الذي يرئس مؤسسة أسسها والده الرئيس الإسرائيلي الراحل شمعون بيريز.
وقال الشيخ ريسان الحلبوسي شيخ عشيرة البومطر من الأنبار لوكالة فرانس برس «يكفينا عداء وفتن وقتل، مفروض نفتح صفحة جديدة للتعاون والسلام والأمن لكي يعيش أبناؤنا وأحفادنا من بعدنا بسلام وأمان، لا تستطيع بين يوم وليلة أن تقنع المواطن بالعلاقات مع إسرائيل... مع الزمن تتغير الأفكار».
خلال العقود الأخيرة، زار العديد من قادة كردستان العراق إسرائيل ودعا السياسيون الأكراد علانية إلى العلاقات معها، وفي عام 2017، عندما نظم أكراد العراق استفتاء الاستقلال المثير للجدل، كانت إسرائيل من بين الداعمين القلائل لهم.
واستنكرت الحكومة العراقية في بيان عقد «الاجتماعات غير القانونية» التي «لا تمثل أهالي وسكان المدن العراقية التي تحاول هذه الشخصيات بيأس الحديث باسم سكانها».
كما دانت رئاسة الجمهورية التي يشغلها الكردي برهم صالح الدعوة لإقامة العلاقات مع الكيان الإسرائيلي.
وذهب رجل الدين الشيعي واسع التأثير مقتدى الصدر أبعد من ذلك، داعيا الحكومة إلى «تجريم واعتقال كل المجتمعين».
بدوره، اعتبر النائب والمتحدث باسم تحالف الفتح أحمد الأسدي أن ما جاء في المؤتمر «فعل إجرامي».
وقال الأسدي في منشور على صفحات التواصل الاجتماعي «يعد كل من أعد وشارك في هذا الاجتماع خائناً وفقاً للقانون، ويجب محاكمتهم وإنزال أقصى العقوبات بحقهم».
وثمنت حركة «حماس»، أمس، موقف الحكومة العراقية الرافض لدعوات إقامة علاقات مع الكيان الإسرائيلي.
وقال حازم قاسم الناطق باسم الحركة، لمراسل الأناضول: «نقدر الموقف العراقي المنحاز للقضية الفلسطينية، والموقف القيادي والشعبي الرافض للعلاقات مع الاحتلال».
وأضاف أن «العراق كان على الدوام إلى جانب القضية الفلسطينية ونضال شعبنا العادل ضد الاحتلال».
copy short url   نسخ
26/09/2021
447