+ A
A -
الدوحة- الوطن
تواصل مؤسسة قطر ريادتها في مجال الاستدامة وتكريس مكانتها في الموروث الشعبي القطري، وذلك بالتعاون مع وزارة الثقافة والرياضة عبر اتفاقية وقعتها مع مركز «نوماس» التابع للوزارة، والتي بموجبها يعمل المركز على تعليم طلاب المؤسسة بمرحلتيها الإعدادية والثانوية، وتدريبهم على الأنشطة المرتبطة بالتراث والعادات الأصيلة عبر حصصٍ وأنشطة تفاعلية.
وعليه، تقع الاستدامة في صميم الموروث الشعبي القطري، وكلاهما يأتي في صميم اهتمام مؤسسة قطر، حيث الاستدامة وما بعدها أولوية في مختلف مشاريع ومبادرات ومهام المؤسسة والمراكز التابعة لها؛ والتراث ركيزة لنا في عالم يتقدّم بسرعة هائلة ولا يمتلك الوقت، وربّما النيّة للحفاظ على الخصوصيات الثقافية في عالمٍ أصبح بلا شكّ بعد كوفيد - 19 أكثر انخراطًا وسرعةً وتأثرًا ببعضه البعض.
«المدود» صناعة الدمى من بقايا الأقمشة والأخشاب، لعبة شعبية قطرية للفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن من 6 إلى 12 عامًا، تُشجعهنّ على ابتكار دمى تُشبه شخصياتهنّ من حيث الملابس، ولون الشعر، والعيون، والملامح، ما يميّز هذه الدمية ليس وجه الشبه بينها وبين من ابتكرها، بل المواد المستخدمة في صناعتها من بقايا الأقمشة والأخشاب ومحاكتها لتفاصيل حياتهنّ اليومية.
التلواح، المخلاة، البرقع، والدسّ، مصطلحات تشير إلى بعضٍ من مستلزمات الصقر الذي يمثل جزءًا من الموروث الثقافي القطري حيث تعتبر مهنة صيد الصقور ورياضة الصيد بالصقر إرثًا ثقافيًا تحافظ عليه دولة قطر، لاسيّما مع تكريسها مبدأ الصيد المُستدام منذ نحو عقد من الزمن.
وتقول هند الموسوي، رئيس قسم برامج الثقافة والتراث، تنمية المجتمع، مؤسسة قطر:«تأتي شراكتنا مع مركز نوماس كإحدى وسائل غرس الثقافة والهوية القطرية في نفوس الجيل الجديد، وذلك من خلال عدة فعاليات وأنشطة قام بها المركز مثل الألعاب الشعبية في حديقة الأكسجين، والتي شهدت إقبالًا لافتًا من الزوّار في فترة ما قبل الجائحة»، مشيرة إلى أن:«أولياء الأمور أكدوا على ضرورة الاستمرار في توفير هذه الفعاليات التي تعزز الهوية والوطنية والانتماء لدى أبناءهم، افتراضيًا خلال الظروف الحالية التي يمرّ بها العالم».
وأضافت: قمنا بتقديم ورش وأنشطة افتراضية حققت النجاح المنشود، بالرغم من أن هذا النوع من الأنشطة الافتراضية يعتبر تجربة جديدة في المجتمع، هدفت هذه الورش إلى تعزيز العادات الاجتماعية التي تّميز الهوية القطرية سواء في آداب المجالس أو آداب الحوار والإنصات والحديث والاستئذان، بالإضافة إلى آداب التعارف والاحترام، وكيفية التعامل مع الآخرين، حيث إن تعليم أبنائنا من الطلاب والطالبات هذه الآداب الاجتماعية والحياتية التي تميّز الهوية القطرية أمر غاية في الأهمية حتى يكونوا مثالاً يحتذى به الشباب وصورة مشرفة لقطر وأهلها.
ومن أجل تحقيق الهدف المنشود من هذه الشراكة، يتعاون فريق تنمية المجتمع في مؤسسة قطر مع فريق التعليم ما قبل الجامعي أيضًا، وفي هذا الإطار، قالت هند الموسوي: نتعاون في تنمية المجتمع مع التعليم ما قبل الجامعي بالمؤسسة من خلال توفير أنشطة وبرامج ثقافية في المدارس وذلك بالتعاون مع عدة جهات ومؤسسات، بهدف تعزيز الهوية الوطنية وتكريس المبادئ، والقيم التراثية لدى أبناء الجيل الجديد، خصوصًا أن طلاب مؤسسة قطر يتطلعون بشغف إلى هذا النوع من الأنشطة.
وأضافت: من أهم أهداف التعاون مع التعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر، هو استدامة الموروث الشعبي من خلال ترسيخ الهوية الوطنية وتفعيل الاهتمام بها وانخراط الطلاب في العادات التراثية القديمة، ونحن نتطلع إلى المزيد من التعاون وعقد الشراكات مع وزارة الثقافة والرياضة من أجل الاستمرار في التنمية البشرية الثقافية وجعل الجيل الجديد على صلة أكثر بموروث الثقافة القطرية.
copy short url   نسخ
26/09/2021
314