+ A
A -
أكد فضيلة الداعية عبدالله النعمة أن التعاون على البر والتقوى هو تعاون على تحقيق ما أمر الله به ورسوله قولا وعملا واعتقادا، وعلى ترك ما حرم الله ورسوله قولا وعملا واعتقادا، كما أكد على أن التعاون بين المسلمين قربة عظيمة إلى الله تعالى، والله تعالى فطر الإنسان محتاجا إلى من يعاونه ويسانده على قضاء حوائجه، وأن الإسلام يهدف من خلال توجيهاته وآدابه وقيمه ونظمه إلى إقامة المجتمع الآمن المطمئن المتكاتف المتعاضد، مثله كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
وقال الداعية عبدالله النعمة في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب: يهدف الإسلام من خلال توجيهاته وآدابه وقيمه ونظمه إلى إقامة المجتمع الآمن المطمئن المتكاتف المتعاضد، مثله كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، وفي سبيل تحقيق هذه الغاية النبيلة جاءت الشريعة الإسلامية بمقاصد عظيمة وغايات كريمة وقواعد راسخة متينة لبث الألفة والمحبة والأخوة بين المسلمين بعضهم لبعض، وبين أفراد المجتمع الواحد ومن القواعد العظيمة الجليلة التي قررها الإسلام في قوله تعالى: «وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان»، ففي الآية قاعدة عامة في تعامل المسلم مع الناس وفي الوصول لأعلى درجات الرقي والكمال في تعامل الناس مع بعضهم البعض، قال ابن القيم - يرحمه الله - فالبر كلمة لجميع أنواع الخير والكمال المطلوب من العبد، في هذه الآية أوصى الله تعالى عباده المؤمنين بالتعاون فيما بينهم (على البر والتقوى) قال ابن كثير: «يأمر تعالى عباده المؤمنين بالمعاونة على فعل الخيرات وهو البر، وترك المنكرات وهو التقوى وينهاهم عن التناصر على الباطل والتعاون على المأثم والمحارم.
وبين الخطيب أن التعاون على البر والتقوى هو تعاون على تحقيق ما أمر الله به ورسوله قولا وعملا واعتقادا، وعلى ترك ما حرم الله ورسوله قولا وعملا واعتقادا، فالتعاون بين المسلمين قربة عظيمة إلى الله تعالى، والله تعالى فطر الإنسان محتاجا إلى من يعاونه ويسانده على قضاء حوائجه، قال ابن تيمية - رحمه الله- حياة بني آدم وعيشهم في الدنيا لا يتم إلا بمعاونة بعضهم لبعض، والنبي صلى الله عليه وسلم حثنا على التعاون في مناسبات كثيرة وأحاديث متعددة، روى البخاري عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:»المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ثم شبك بين أصابعه«، وعن مسلم من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:»مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى«، وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:»والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه«، قال النووي - رحمه الله - هذه الأحاديث صريحة في تعظيم حقوق المسلمين بعضهم على بعض وحثهم على التراحم والملاطفة والتعاضد في غير إثم ولا مكروه.
وأضاف: كان سلف هذه الأمة يحث بعضهم بعضا على البر والتقوى والخير، قال عطاء بن أبي رباح - رحمه الله - تفقدوا إخوانكم بعد ثلاث فإن كانوا مرضى فعودوهم أو مشاغيل فأعينوهم أو كانوا نسوا فذكروهم»، وسئل أبو حمزة الشيباني عن الإخوان في الله عز وجل من هم؟ قال: هم العاملون بطاعة الله عز وجل، المتعاونون على أمر الله عز وجل، وإن تفرقت دورهم وأبدانهم، قال بعض الحكماء: فضيلة الفلاحين التعاون بالأعمال، وفضيلة التجار التعاون بالأموال، وفضيلة الملوك التعاون بالآراء والسياسة، وفضيلة العلماء التعاون بالحكم الإلهية، والفضيلة المشتركة بين الأصناف الأربعة هي التعاون على ما يصلح به المعاش والمعاد.
ولفت النعمة إلى أن مجالات التعاون كثيرة ومعدودة، فالعون يكون في مجال المساعدة بالمال وبالجسم وبالقول وبالجاه وبالعلم والمشورة النافعة، بالشفاعة الحسنة وما من عمل في الحياة إلا له جوانب يمكن أن تكون مجالا من مجالات التعاون على البر والتقوى، فكل خير من قول أو فعل فهو يدخل في البر، وكل منكر من قول أو فعل فإنه يجتنب بالتقوى، فنحن مأمورون بالتعاون على البر والتقوى، ونهينا عن التعاون على الإثم والعدوان، وبهذا ينال الإنسان سعادته قبل إسعاد الآخرين، قال الماوردي - رحمه الله - ندب الله سبحانه إلى التعاون بالبر وقرنه بالتقوى له، لأن في التقوى رضا الله تعالى وفي البر رضا الناس، ومن جمع بين رضا الله تعالى ورضا الناس فقد تمت سعادته وعمت نعمته.
وذكر الخطيب أن للتعاون فوائد جمة فمن أهم فوائد التعاون أنه من ثمرات الأخوة الإسلامية، وهو طريق موصل إلى محبة الله ورضاه وجنته، وهو سبب من أسباب الألفة والمحبة بين الناس، وثمرة من ثمرات الإيمان فضلا عن كونه حاجة ماسة للإنسان وتحقيق سنة الله تعالى في خلقه، ويوافق طبيعة الأشياء. ومن المقرر في أصول أهل السنة والجماعة أن التعاون ولزوم الجماعة وترك الفرقة فيه تحقيق أصل من أصولهم، فمن أعظم فوائد التعاون تحقيق الأمر الإلهي «وتعاونوا على البر والتقوى»، وقوله: «واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا»، وفي التعاون تمكن من تنفيذ أوامر الله تعالى، إذ بالتعاضد يقوي بعضنا بعضا وفيه امتثال لأمر النبي صلى الله عليه وسلم الذي حث على التعاون والجماعة ومعاونة الناس.
copy short url   نسخ
25/09/2021
907