+ A
A -
الخرطوم- أ.ف.ب- أعلنت الحكومة السودانية إحباط «محاولة انقلابية» جرت أمس، متهمة «ضباطا من فلول النظام البائد» بتنفيذها، في إشارة إلى نظام الرئيس المخلوع عمر البشير المعتقل منذ أكثر من سنتين بعد أن أطاح به الجيش تحت ضغط حركة شعبية احتجاجية عارمة.
وقال وزير الإعلام والثقافة حمزة بلول المتحدث باسم الحكومة السودانية، في كلمة مقتضبة بثها التليفزيون السوداني: «تمت السيطرة (...) على محاولة انقلابية فاشلة قامت بها مجموعة من الضباط في القوات المسلحة من فلول النظام البائد».
وأضاف: «نطمئن أن الأوضاع تحت السيطرة التامة، وتم القبض على قادة محاولة الانقلاب من العسكريين والمدنيين ويتم التحقيق معهم».
وأعلن الجيش السوداني القبض على 21 ضابطا، وعدد آخر من صف الضباط والجنود، على خلفية محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها البلاد أمس للاستيلاء على السلطة.
وأوضح الجيش في بيان: «حاول بعض الضباط والرتب الأخرى في الساعات الأولى من صباح أمس القيام بمحاولة للاستيلاء على السلطة في البلاد».
وقال إنه «تمت السيطرة والقبض على معظم المشاركين في المحاولة الفاشلة وهم 21 ضابطا، إضافة لعدد (لم يحدده) من الصف والجنود».
وأضاف الجيش: «تمت استعادة كل المواقع التي سيطر عليها الانقلابون (..) ما زال البحث جار للقبض على بقية المتورطين».
وفي الأثناء، زار رئيس مجلس السيادة، القائد العام للقوات المسلحة، عبد الفتاح البرهان، «سلاح المدرعات» بمنطقة الشجرة، جنوبي العاصمة الخرطوم، للوقوف على محاولة الانقلاب.
فيما عقد رئيس الوزراء عبد الله حمدوك اجتماعا بقيادة قوى الحرية والتغيير (الائتلاف الحاكم)، وأجرى اتصالات مع رئيس مجلس السيادة، (البرهان)، وفق بيان صادر عن مكتبه.
وقال حمدوك: «سأتابع هذا الوضع الهام لوضع الحقائق أمام شعبنا».
وأضاف: «ما حدث انقلاب مدبر من جهات داخل وخارج القوات المسلحة، وهو امتداد لمحاولات الفلول منذ سقوط النظام البائد لإجهاض الانتقال المدني الديمقراطي».
وتابع حمدوك: «سبقت المحاولة تحضيرات واسعة تمثلت في الانفلات الأمني في المدن واستغلال الأوضاع شرق البلاد ومحاولات قطع الطرق القومية وإغلاق الموانئ وتعطيل إنتاج النفط والتحريض المستمر ضد الحكومة المدنية».
والإثنين، أعلن المجلس الأعلى لنظارات البجا (قبلي)، بشرق السودان، إغلاق كل الموانئ على البحر الأحمر والطريق القومي «الخرطوم بورتسودان» لليوم الرابع للتوالي لتحقيق مطالبهم.
وأكد حمدوك أن «الانقلاب يستدعي مراجعة كاملة لتجربة الانتقال بكل الشفافية والوضوح والوصول إلى شراكة مبنية على شعارات ومبادئ الثورة وطريق يؤدي إلى الانتقال المدني الديمقراطي لا غيره».
و???????أعلن رئيس مجلس السيادة السوداني القائد العام للقوات المسلحة، عبد الفتاح البرهان، أمس، «وحدة واصطفاف القوات النظامية مع الشعب لحماية الفترة الانتقالية والتحول الديمقراطي في البلاد».
جاء ذلك لدى زيارته سلاح المدرعات بمنطقة الشجرة جنوبي العاصمة الخرطوم، عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة.
وكان برفقة البرهان، نائب رئيس مجلس السيادة، محمد حمدان دقلو «حميدتي»، ورئيس هيئة الأركان المشتركة، محمد عثمان الحسين، وفق بيان لمجلس السيادة الانتقالي.
وقال البيان إن البرهان «حيا ضباط وجنود سلاح المدرعات بمنطقة الشجرة لوقفتهم الصلبة وسيطرتهم على الأوضاع واحتواء ما جرى بحكمة مما جنب البلاد إراقة الدماء».
وتابع: «أكد البرهان لدى مخاطبته ضباط وجنود سلاح المدرعات بمنطقة الشجرة وحدة واصطفاف القوات النظامية مع الشعب لحماية الفترة الانتقالية والتحول الديمقراطي بالبلاد، وأن كل وحدات القوات المسلحة متوحدة خلف هذا الهدف».
ودعا البرهان القوى السياسية بالبلاد للوحدة والتماسك من أجل بناء السودان، خاصة أن عملية بناء الوطن وحمايته أمنه واستقراره مسؤولية مشتركة بين العسكريين والمدنيين ومن خلفهم الشعب السودانى.
وقال إنه متابع لأوضاع أفراد القوات المسلحة والظروف التي يمرون بها، وأن جهودا كبيرة تبذل لتحسين أوضاعهم الاقتصادية.
وفي وقت سابق أمس، أعلن التليفزيون السوداني عن محاولة انقلاب، داعيا الشعب إلى «التصدي لها»، قبل أن يصدر الجيش بعدها بساعات بيانا أكد عبره «إحباط المحاولة الانقلابية والسيطرة على الأوضاع تماما».
وقبلها قال عضو مجلس السيادة محمد الفكي سليمان، في تصريح للأناضول: «الأوضاع حاليا تحت السيطرة؛ حيث تم القبض على بعض المتورطين في المحاولة الانقلابية واخضاعهم للتحقيق لمعرفة تفاصيل المخطط ومدبريه والقائمين عليه».
وأضاف أن «الجيش يتفاوض حاليا مع وحدات عسكرية بسلاح المدرعات بمنطقة الشجرة جنوبي الخرطوم شاركت في الانقلاب للاستسلام دون مقاومة تفاديا لضربهم».
وأدانت الأمم المتحدة محاولة الانقلاب، وقال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان فولكر بيرتس في بيان: «تدين الأمم المتحدة أي محاولة سواء كانت انقلابية أو غير ذلك لتقويض عملية الانتقال السياسي الديمقراطية التعددية».
وأعلنت دول الترويكا (الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا والنروج) رفضها المحاولة الانقلابية، وقالت في بيان مشترك: «نرفض أي محاولة لعرقلة أو تعطيل جهود الشعب السوداني لإنشاء مستقبل ديموقراطي»، مشيرة إلى أن «شركاء السودان الدوليين يقفون بحزم خلف شعب السودان وحكومته الانتقالية».
copy short url   نسخ
22/09/2021
411