+ A
A -
الدوحة-قنا- تبدأ المناقشة العامة للدورة السادسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الثلاثاء الموافق للحادي والعشرين من سبتمبر الجاري وتستمر حتى السابع والعشرين منه، وتشكل هذه المناقشة أبرز فعاليات كل دورة جديدة للجمعية العامة، وتبدأ بعد أسبوع من حفل الافتتاح الرسمي، وهي قمة عالمية يلتقي خلالها عدد كبير من رؤساء الدول والحكومات داخل حرم الأمم المتحدة، ويعتلون واحدا تلو الآخر منصة قاعة الجمعية العامة لمخاطبة العالم بشأن قضية من اختيارهم.
ويشارك حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في اجتماعات الدورة السادسة والسبعين للجمعية العامة، وسيلقي سموه «حفظه الله» خطابا أمام الجلسة الافتتاحية للمناقشة العامة اليوم الثلاثاء، ومن المنتظر أن يتناول خطاب سموه ثوابت السياسة القطرية، ومواقف الدولة تجاه أبرز القضايا والملفات المحلية والعربية والدولية الراهنة.
وتأتي مشاركة حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى في أعمال الدورة الجديدة للمنظمة الدولية، تأكيدا على إيمان دولة قطر بأهمية الأمم المتحدة وأجهزتها المختلفة ورسالتها السامية للأسرة الدولية واستقرارها ورفاهيتها وصيانة حقوقها دون تمييز أو استثناء.
كما تعكس مشاركة سمو الأمير المفدى في أعمال هذه الدورة، حرص سموه «حفظه الله» على إبراز صورة دولة قطر المشرقة ومواقفها أمام المحافل الدولية، وحرصها على المشاركة في كافة الأنشطة والحوارات واللقاءات الدولية، والتي تهدف بالمقام الأول للتشاور وتبادل الآراء ووجهات النظر تجاه القضايا والموضوعات والملفات المطروحة على الساحتين الإقليمية والدولية.
وفي مؤشر على التعافي النسبي من جائحة كورونا، تختلف أجواء دورة هذا العام عن العام الماضي من حيث المشاركة التي ستكون خليطا ما بين الحضور الشخصي وإلقاء الكلمات من على منصة الجمعية العامة أو المشاركة بخطابات مسجلة بالفيديو أو عبر الانترنت وهو ما حصل بالدورة السابقة.
ومن المنتظر مشاركة أكثر من ثمانين زعيما في فعاليات الدورة الجديدة بشكل شخصي، بينما قرر نحو ثلث قادة الدول الأعضاء وعددها مائة وثلاث وتسعون دولة إلقاء كلماتهم عبر تسجيلات بالفيديو.
وستتركز خطابات القادة والرؤساء أمام الجمعية العامة حول أبرز الأزمات والصراعات الدولية الراهنة، والقضايا التي تهم الأسرة الدولية وتتطلب تضافر الجهود وحشد الطاقات لمواجهتها وفي مقدمتها جائحة كورونا وتداعياتها المختلفة، بالإضافة إلى قضية التغير المناخي، ومكافحة الإرهاب.
ومن المتوقع أن تتصدر قضايا المناخ والتعامل مع جائحة فيروس كورونا قائمة القضايا والموضوعات المدرجة على جدول أعمال الدورة الجديدة للجمعية العامة، وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جو بايدن سيوجه كلمة مباشرة إلى المشاركين باجتماع الجمعية العامة، في أول زيارة يقوم بها إلى مقر الأمم المتحدة منذ أن أصبح رئيسا خلال يناير الماضي، وسيستضيف بايدن اجتماعا عبر الإنترنت من واشنطن مع الزعماء ورؤساء الشركات المعنية غدا الأربعاء، بهدف تعزيز التوزيع العالمي للقاحات.
وذكرت مصادر صحفية أميركية، أن بايدن يخطط لإخبار الجمعية العامة بأنه يريد تطعيم سبعين بالمائة من سكان العالم بالكامل بحلول هذا الوقت من العام المقبل، وسيدعو أيضا الدول الغنية لشراء أو التبرع بمليار جرعة إضافية من اللقاحات وتمويل بعشرة مليارات دولار أخرى لتجهيز اللقاحات على مدار العام ونصف العام المقبلين.
في غضون ذلك، أكد السيد أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة أن جائحة كورونا كانت من أصعب الفترات التي شهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية، إذ أدت إلى تعميق التفاوتات وتدمير الاقتصادات وإغراق الملايين في براثن الفقر المدقع.
وأضاف غوتيريش، في تصريحات صحفية مؤخرا، أن الوقت قد حان لدق جرس الإنذار، محذرا من أن العالم أصبح على حافة الهاوية ويتحرك بالاتجاه الخاطئ، مشيرا للصراعات التي شهدها العالم خلال الأشهر القليلة الماضية، وقال إن رسالته للقادة المشاركين في الدورة الساسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة هي أن «يستيقظوا ويغيروا المسار داخل بلدانهم وخارجها، وأن يتحدوا لمواجهة المسائل التي تسهم بتقدم البشرية».
وشدد الأمين العام للأمم المتحدة على الحاجة إلى تسريع الاستجابة للجائحة، باللقاحات والعلاج والمعدات للجميع، والاستثمار بالتنمية البشرية والرعاية الصحية والتغذية والمياه والتعليم، والالتزام بأهداف مناخية جريئة خلال مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالمناخ في غلاسكو، خلال نوفمبر المقبل.
وبحسب خبراء الأمم المتحدة، فإن التنوع البيولوجي آخذ في التدهور إذ هناك ما يصل إلى مليون نوع من الحيوانات والنباتات مهددة بالانقراض، وحذر الخبراء من أن الطبيعة تتدهور بشكل أسرع من أي وقت مضى في تاريخ البشرية، وهذا التدهور الذي غالبا ما يشار إليه بالانقراض الجماعي السادس، يهدد ظروف الوجود البشري على الكوكب، ويبدو ذلك جليا في تضاعف الكوارث المرتبطة بآثار تغير المناخ الذي تسببه النشاطات البشرية، من عواصف وفيضانات وجفاف وحرائق.
كما شدد غوتيريش على الحاجة لإعادة الالتزام بقيم الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، ودعم أكثر الفئات ضعفا، وإقرار السلام من خلال الحوار والتضامن.
ودعا إلى خطة تطعيم عالمية عادلة، مع استمرار ظهور المتغيرات، والتي قد تصبح بمرحلة ما مقاومة للتطعيمات الحالية. وقال إن المشكلة هي أن هذا الفيروس ينتشر كالنار في الهشيم بجنوب الكرة الأرضية، كما أنه يتحور ويتغير، وهناك خطر، في لحظة معينة، من أن تجلب إحدى طفراته فيروسا قادرا على مقاومة اللقاحات المستخدمة الآن، وعندها لن يكون أحد بأمان لا في الجنوب ولا في الشمال، ولا حتى بالبلدان التي تم فيها تطعيم الجميع.
وتحدث غوتيريش عن انعدام الثقة بين القوى العظمى، والتي تجلت في الصعوبات التي يواجهها مجلس الأمن لاتخاذ قرارات مناسبة مع الأزمات المختلفة في العالم.. مشددا على الحاجة لإعادة بناء الثقة، بين أولئك الذين لديهم تأثير أكبر بالشؤون العالمية، وذلك بهدف توحيد المجتمع الدولي لمعالجة الأزمات التي تتضاعف حاليا.. مؤكدا على أهمية وجود مجلس أمن موحد وقوي، وضرورة إطلاق حوار جاد بين القوى الكبرى لمحاولة إيجاد أرضية مشتركة.
في غضون ذلك، أكد السيد عبدالله شاهد رئيس الدورة السادسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وزير الشؤون الخارجية بجمهورية المالديف، أن الأمل ضروري بشدة للمليارات من البشر حول العالم ممن يعانون من جائحة كورونا، في ظل الدمار والصراع، وقال إن الجمعية العامة، بصفتها الهيئة الأكثر تمثيلا للأمم المتحدة، هي في وضع مثالي يسمح لها ببلورة ذلك الأمل.
copy short url   نسخ
21/09/2021
841