+ A
A -
نادية عصام حرحش كاتب فلسطينية
بعد 13 يوما من الخروج من نفق ظلم السجون نحو حرية أثبت أصحابها للعالم أجمع أن الحرية حق من يسعى لها، سد النفق من جديد ليملأ ظلام السجون ظلمة من جديد.. ما قام به أبطال التحرر الستة – محمود العارضة، يعقوب القادري، محمد العارضة، زكريا الزبيدي، مناضل نفيعات وأيهم كممجي سيبقى درسا لأحرار العالم والمتعطشين للحرية.
منذ بداية هذه المغامرة، كنا نتمنى أن المستحيل الذي مكنهم من اختراق المستحيل قد يكون ممكنا وسط سياج السجن الكبير الذي نعيشه. تمنينا أن نكون كما كنا من مجتمع ملتحم متماسك لا يرد فيه سائل ويجعل لأبطاله من بيته سقفا يحميه ويأويه. وكنا كذلك نعرف أن هذا مستحيل بقدر المستحيل الذي اخترقه الأبطال الستة للتو وسط سجن محكم الإغلاق والقبضة. فلقد أطلق الاحتلال كل أجهزته بما فيها الكلاب لشمشمة كل وأي أثر للأبطال، تكنولوجيا فائقة التقدم والذكاء، جيش متعدد الوحدات والاختصاصات، أجهزة مخابرات وتنسيق على كافة المستويات. كل هذا وسط كاميرات وحواجز وجدار وشوارع سريعة مزروعة في كل زاوية ومكان.
في أسطورة الاحتلال الذي لا يهزم التي عهدناها، لم يكن ذلك «الهروب» ليدوم أكثر من ساعات معدودة. ولكن في سباق الأبطال نحو الحرية دام لبعضهم لـ 312 ساعة. على الرغم من كل الإمكانيات التي كرست من أجل إيجادهم، فشلت منظومة الاحتلال بجبروتها أن تجدهم بسهولة.. كان التحليل المبدئي لكل وأي خبير، انهم اذا ما لجأوا إلى جنين ستكون فرص نجاتهم هي الأضعف. ومع هذا كانت فرص النجاة الأكبر من حظ البطلين اللذين لجآ إلى جنين.. ووجد أيهم ومناضل أبطالا يزيدون لبطولتهم بطولة. فلم يخل رحم فلسطين من جنيني رحيم بطل، فآوى الشاب عبدالرحمن أبو جعفر البطلين في ملحمة ربما بدأنا الاطلاع على بعض خيوطها لعائلة أثبتت أن الإنسان الفلسطيني لايزال ينبض نخوة ومروءة، وتم اعتقاله ليكون سابع المعتقلين.{ رأي اليوم
copy short url   نسخ
21/09/2021
243