+ A
A -
قالت صحيفة The Times البريطانية، الجمعة، إن مرضى سرطان الرئة المسجلين لدى هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا سيصبحون أول الحاصلين على عقار «سوتوراسيب» في علاج الخلايا السرطانية، حيث كشفت التجارب الإكلينيكية أنَّ عقار سوتوراسيب قادر على وقف نمو الخلايا السرطانية في الرئة لمدة 7 أشهر، وهو يستهدف متحوراً معروفاً باسم «نجم الموت»، لأنه كوري الشكل وصعب الاختراق، ويتواجد في ربع أنواع السرطانات.
هذا الأمر دفع أوساطاً طبية وعلمية للقول إنَّ جيلاً جديداً من الأدوية يبدو أنه حل اللغز أخيراً بعد 4 أعوام من الأبحاث المتواصلة في هذا الصدد. وأول ما يصل للمرضى من بين هذه الأدوية هو عقار سوتوراسيب، الذي يأتي في صورة أقراص، ويأمل الأطباء أن يُحدِث انفراجة في علاج سرطان القولون والأمعاء.
يشار إلى أن بريطانيا تسجل نحو 48 ألف حالة جديدة من سرطان الرئة، إضافة إلى 35 ألف وفاة ناجمة عن المرض، كل عام. واعتباراً من شهر سبتمبر الجاري، سيُوصَف هذا العقار، المُصمَّم لعلاج الحالات المتطورة أو الورم التنقلي، لما يقرب من 600 مريض سنوياً في إنجلترا.
يستهدف جيناً
كان عصيّاً على الأطباء
من جهته، قال البروفيسور تشارلز سوانتون، رئيس الأطباء الإكلينيكيين في منظمة Cancer Research UK: «عقار سوتوراسيب هو واحد من أكثر التطورات إثارة في علاج سرطان الرئة منذ 20 عاماً؛ إذ يستهدف جيناً سرطانياً كان عصيّاً، وأضاف إلى عقود من الأبحاث المعملية التي كشفت عمل السرطان من الداخل».
في حين يتحكم الجين المعني، واسمه «KRAS- كيراس»، في إنتاج بروتين معين وإرسال الإشارات لإيقاف الإنتاج أو تشغيله. ويعني حدوث تحور فيه أنه يتعثر عن العمل، وبالتالي تُنتَج المزيد والمزيد من الخلايا، التي تتحول إلى ورم.
إذ يعمل عقار سوتوراسيب من خلال الارتباط بالطفرة الجينية «كيراس جي 12 سي»، ويجعلها غير نشطة؛ مما يوقف انقسام الخلايا ونمو السرطان.
البقاء على قيد الحياة
سوانتون أضاف: «يوسع هذا الدواء قائمتنا من العلاجات الدقيقة الفعالة ضد سرطان الرئة، التي تساعد على تحسين البقاء على قيد الحياة للمرضى ذوي الخيارات المحدودة».
فيما سيتلقى المرضى الدواء بموجب اتفاقية وصول وطنية بين هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا والشركة المُصنّعة للعقار Amgen. وقال المسؤولون إنَّ هذا سيتم «على أساس ميزانية محايدة مُوجّهة إلى هيئة الخدمات الصحية الوطنية بينما يكمل (المعهد الوطني للتميز الإكلينيكي) تقييمه».
بدورها، قالت أماندا بريتشارد، الرئيسة التنفيذية لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا: «تتمتع هيئة الخدمات الصحية الوطنية بسجل حافل من تأمين الوصول الأفضل قيمة للعلاجات ذات المستوى العالمي لمرضانا، وعقار سرطان الرئة هذا هو أحدث صفقة توصلت إليها الخدمة الصحية في إنجلترا والتي ستنقذ الأرواح».
كما أوضحت بريتشارد أن الأولوية أُعطِيَت لخدمات السرطان طوال فترة الوباء، وعلى الرغم من الاضطراب في الخدمات الذي لا مفر منه، فقد استخدمت هيئة الخدمات الصحية الوطنية الموارد الإضافية جيداً لمساعدتهم على الاستجابة.
قوائم انتظار المرضى
في غضون ذلك، أظهرت الأرقام الصادرة عن هيئة الخدمات الصحية الوطنية، يوم الخميس استمرار العجز عن الوفاء بالمواعيد النهائية المحددة لقوائم انتظار مرضى السرطان، لكن الخدمات كانت ترى إقبال مئات الآلاف من الأشخاص.
يذكر أنه خضع ما يقرب من نصف مليون شخص للكشف عن السرطان في يونيو ويوليو، وبدأ أكثر من 50000 في تلقي العلاج.
من جانبه، قال ماينش باتيل، رئيس السياسات في Macmillan Cancer Support: «مع دخول المزيد من الأشخاص إلى هيئة الخدمات الصحية للتشخيص والعلاج، من الأهمية بمكان أن تضخ الحكومة استثمارات عاجلة في خدمات السرطان، بما في ذلك الاستخدام المضمون لقدرات القطاع الخاص الإضافية. ويمثل التمويل المُعلَن عنه هذا الأسبوع بداية، لكن هناك حاجة إلى خطة استثمار طويلة الأجل لإنهاء الأعمال المتراكمة الناجمة عن كوفيد - 19».
كانت دراسات علمية سابقة قد كشفت أن عقار «سوتوراسيب» يقلل من حجم أورام الرئة الناتجة عن طفرة معينة في الحمض النووي؛ الأمر الذي بشّر بنتائج واعدة في تحسين معدلات بقاء المرضى على قيد الحياة. سبق أن حصل عقار «سوتوراسيب» على موافقة هيئة الغذاء والدواء الأميركية في 28 مايو 2021، كعلاج موجه للمرضى الذين يعانون من سرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة، الذين تعبر أورامهم عن طفرة معينة تسمى (G12C) في جين (KRAS)، والذين خضعوا لعلاج واحد على الأقل من قبل.
ويعدّ سرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة أكثر أنواع سرطان الرئة شيوعاً، ويحدث عندما تتشكل خلايا السرطان في أنسجة الرئة، وتنتشر إلى الغدد الليمفاوية القريبة، أو إلى أجزاء أخرى من الجسم بالقرب من الرئتين.
هذا النوع من السرطان هو السبب الرئيسي للوفيات بالسرطان في الولايات المتحدة، حيث تم تسجيل أكثر من 222 ألف حالة جديدة بالمرض، وما يزيد على 155 ألف حالة وفاة بالمرض عام 2017، وفقاً للمعهد القومي للسرطان في الولايات المتحدة.
هذا الأمر دفع أوساطاً طبية وعلمية للقول إنَّ جيلاً جديداً من الأدوية يبدو أنه حل اللغز أخيراً بعد 4 أعوام من الأبحاث المتواصلة في هذا الصدد. وأول ما يصل للمرضى من بين هذه الأدوية هو عقار سوتوراسيب، الذي يأتي في صورة أقراص، ويأمل الأطباء أن يُحدِث انفراجة في علاج سرطان القولون والأمعاء.
يشار إلى أن بريطانيا تسجل نحو 48 ألف حالة جديدة من سرطان الرئة، إضافة إلى 35 ألف وفاة ناجمة عن المرض، كل عام. واعتباراً من شهر سبتمبر الجاري، سيُوصَف هذا العقار، المُصمَّم لعلاج الحالات المتطورة أو الورم التنقلي، لما يقرب من 600 مريض سنوياً في إنجلترا.
يستهدف جيناً
كان عصيّاً على الأطباء
من جهته، قال البروفيسور تشارلز سوانتون، رئيس الأطباء الإكلينيكيين في منظمة Cancer Research UK: «عقار سوتوراسيب هو واحد من أكثر التطورات إثارة في علاج سرطان الرئة منذ 20 عاماً؛ إذ يستهدف جيناً سرطانياً كان عصيّاً، وأضاف إلى عقود من الأبحاث المعملية التي كشفت عمل السرطان من الداخل».
في حين يتحكم الجين المعني، واسمه «KRAS- كيراس»، في إنتاج بروتين معين وإرسال الإشارات لإيقاف الإنتاج أو تشغيله. ويعني حدوث تحور فيه أنه يتعثر عن العمل، وبالتالي تُنتَج المزيد والمزيد من الخلايا، التي تتحول إلى ورم.
إذ يعمل عقار سوتوراسيب من خلال الارتباط بالطفرة الجينية «كيراس جي 12 سي»، ويجعلها غير نشطة؛ مما يوقف انقسام الخلايا ونمو السرطان.
البقاء على قيد الحياة
سوانتون أضاف: «يوسع هذا الدواء قائمتنا من العلاجات الدقيقة الفعالة ضد سرطان الرئة، التي تساعد على تحسين البقاء على قيد الحياة للمرضى ذوي الخيارات المحدودة».
فيما سيتلقى المرضى الدواء بموجب اتفاقية وصول وطنية بين هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا والشركة المُصنّعة للعقار Amgen. وقال المسؤولون إنَّ هذا سيتم «على أساس ميزانية محايدة مُوجّهة إلى هيئة الخدمات الصحية الوطنية بينما يكمل (المعهد الوطني للتميز الإكلينيكي) تقييمه».
بدورها، قالت أماندا بريتشارد، الرئيسة التنفيذية لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا: «تتمتع هيئة الخدمات الصحية الوطنية بسجل حافل من تأمين الوصول الأفضل قيمة للعلاجات ذات المستوى العالمي لمرضانا، وعقار سرطان الرئة هذا هو أحدث صفقة توصلت إليها الخدمة الصحية في إنجلترا والتي ستنقذ الأرواح».
كما أوضحت بريتشارد أن الأولوية أُعطِيَت لخدمات السرطان طوال فترة الوباء، وعلى الرغم من الاضطراب في الخدمات الذي لا مفر منه، فقد استخدمت هيئة الخدمات الصحية الوطنية الموارد الإضافية جيداً لمساعدتهم على الاستجابة.
قوائم انتظار المرضى
في غضون ذلك، أظهرت الأرقام الصادرة عن هيئة الخدمات الصحية الوطنية، يوم الخميس استمرار العجز عن الوفاء بالمواعيد النهائية المحددة لقوائم انتظار مرضى السرطان، لكن الخدمات كانت ترى إقبال مئات الآلاف من الأشخاص.
يذكر أنه خضع ما يقرب من نصف مليون شخص للكشف عن السرطان في يونيو ويوليو، وبدأ أكثر من 50000 في تلقي العلاج.
من جانبه، قال ماينش باتيل، رئيس السياسات في Macmillan Cancer Support: «مع دخول المزيد من الأشخاص إلى هيئة الخدمات الصحية للتشخيص والعلاج، من الأهمية بمكان أن تضخ الحكومة استثمارات عاجلة في خدمات السرطان، بما في ذلك الاستخدام المضمون لقدرات القطاع الخاص الإضافية. ويمثل التمويل المُعلَن عنه هذا الأسبوع بداية، لكن هناك حاجة إلى خطة استثمار طويلة الأجل لإنهاء الأعمال المتراكمة الناجمة عن كوفيد - 19».
كانت دراسات علمية سابقة قد كشفت أن عقار «سوتوراسيب» يقلل من حجم أورام الرئة الناتجة عن طفرة معينة في الحمض النووي؛ الأمر الذي بشّر بنتائج واعدة في تحسين معدلات بقاء المرضى على قيد الحياة. سبق أن حصل عقار «سوتوراسيب» على موافقة هيئة الغذاء والدواء الأميركية في 28 مايو 2021، كعلاج موجه للمرضى الذين يعانون من سرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة، الذين تعبر أورامهم عن طفرة معينة تسمى (G12C) في جين (KRAS)، والذين خضعوا لعلاج واحد على الأقل من قبل.
ويعدّ سرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة أكثر أنواع سرطان الرئة شيوعاً، ويحدث عندما تتشكل خلايا السرطان في أنسجة الرئة، وتنتشر إلى الغدد الليمفاوية القريبة، أو إلى أجزاء أخرى من الجسم بالقرب من الرئتين.
هذا النوع من السرطان هو السبب الرئيسي للوفيات بالسرطان في الولايات المتحدة، حيث تم تسجيل أكثر من 222 ألف حالة جديدة بالمرض، وما يزيد على 155 ألف حالة وفاة بالمرض عام 2017، وفقاً للمعهد القومي للسرطان في الولايات المتحدة.
