+ A
A -
بيّن فضيلة الداعية الدكتور محمد حسن المريخي أن نعمة الأمن نعمة عظيمة، حيث إن من أجلّ النعم بعد نعمة الإيمان هي نعمة الأمن والأمان والاستقرار، وذهاب الخوف، وأن من حاز نعمة الأمن تهنّأ بعيشه ولو افترش الأرض، والتحف السماء. .وقال الداعية د. محمد المريخي في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الشيوخ: فيا أيها الناس اتقوا الله ربكم، الذي خلقكم ورزقكم وكف أيدي الناس عنكم، أطعمكم من جوع وآمنكم من خوف، كبت عدوكم وبسط رزقكم وجمع فرقتكم وأظهر أمنكم، وأحسن معافاتكم.

وأضاف الخطيب: لا تستقيم حياة بلا أمن ولا يطيب عيش بلا اطمئنان وراحة بال، حتى الدنيا بطولها وعرضها إذا غاب فيها الأمن تحولت إلى جحيم وعذاب أليم، لقد منّ الله عليكم بالنعم الجليلة والمنن الكثيرة وإن من أجلها بعد نعمة الإيمان هي نعمة الأمن والأمان والاستقرار، وذهاب الخوف، لقد ضرب الأمن بإذن الله أطنابه في أرضكم ودياركم حتى صرتم مضرب الأمثال في أمن الأوطان.
إن نعمة الأمن نعمة عظيمة يقول تعالى: «فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف»، وقال تعالى: «واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون».
وأردف: ولما أراد يوسف عليه السلام إيواء أبويه وإخوته في مصر ذكر لهم توفر نعمة الأمن فيها دون غيرها من النعم، قال الله تعالى: «فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه، وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين»، وبين رسول الله للأمة مكانة الأمن ومن يحصل عليه، فقال: «من أصبح منكم آمناً في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا».
وأوضح الداعية د. محمد المريخي أن من حاز نعمة الأمن تهنّأ بعيشه ولو افترش الأرض، والتحف السماء، ومن فقده تنغصت أيامه ولو سكن القصور الشاهقة وحوى الثروات الفائقة، لا يهنأ بنوم ولا يتلذذ بطعام.
وقال الخطيب: أيها المسلمون ألا تتطلعون وتشتاقون لمعرفة أسباب وجود الأمن، بعد إذن الله تعالى، ألا تشرئب أعناقكم للوقوف على مستجلبات الأمان وراحة البال، إذا اردتم أن تعرفوا قدر نعمة الأمن وقدرها ومقامها، فاسألوا من فقدوها وخسروها، إن أول أسباب استجلاب الأمان هو الإيمان بالله ورسوله، وتحقيق توحيده وحراسة العقيدة وإعلاء كلمة الله، وشد حزام الدين الحنيف وإظهار شعائره والاعتزاز بها صدقا وإخلاصا، ونصر السنة المطهرة والدعوة للعمل بالدين القويم، يقول الله تعالى: «الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون»، ويقول: «من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون».
وذكر الخطيب أن ألد أعداء الأمن وأكبر مسببات ذهابه هي الذنوب والمعاصي، من الشرك والكفر إلى أصغر ذنب، وإرخاء حبل دين الله والصد عن سبيله، وتنحيته وركنه، والنظر إليه بدونية وقصور والاغترار بالدنيا ونسيان الله تعالى، والتهاون في توحيده ونصرة دينه، قال الله: «لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال، كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور، فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل، ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور»، وقال تعالى أيضا عن قومٍ «فلما آسفونا انتقمنا منهم..» يعني أغضبونا.
وحث الداعية د. محمد المريخي المسلمين قائلا: فالله، الله في رعاية الأمن والمحافظة عليه، الأمن في النفوس والبلدان والأمة، والأمن الفكري برعاية المعتقد الشرعي والتأكيد على توحيد الله تعالى وتحقيقه، أدام الله علينا الأمن والأمان وثبتنا على الإيمان ودينه الإسلام.
copy short url   نسخ
18/09/2021
806