+ A
A -
في إطار مشاركة وزارة التعليم والتعليم العالي كشريك استراتيجي في فعاليات الدوحة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2021 تحت شعار «ثقافتنا نور»، والتي تنظمها وزارة الثقافة والرياضة واللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم، أعدت الوزارة ندوة ثقافية بعنوان «منازل القمر في كنوز تراث قطر» لطلبة المرحلة الثانوية بالمدارس الحكومية والخاصة، وذلك عبر تطبيقMicrosoft Teams.
وهدفت الندوة إلى التعريف بعلم الفلك الشرعي في التراث القطري، والتعريف برواد هذا العلم من القطريين المتميزين في هذا المجال، ومن ضمنهم الشيخ حامد بن أحمد المرواني رحمه الله (1865 -1940م) وهو من أوائل علماء قطر الذين اهتموا بدراسة هذا العلم، وكذلك تم عرض دراسة علمية للمخطوطة، والإشارة إلى دور منازل القمر الرئيسي في تحديد فصول السنة والتقلبات الجوية وأحوال الرياح، والأمطار، والحر، والبرد.
وقدم الندوة الثقافية الأستاذ محمد فؤاد حسيب – موجه تربوي بقسم العلوم بإدارة التوجيه التربوي، حيث ألقى الضوء من خلال عرضه التقديمي على المحاور التالية: التعريف بأحد أبرز رواد الثقافة الإسلامية والتعليم بشكل عام وهو الشيخ حامد المرواني، واستعراض جهود الشيخ المرواني رحمه الله وريادته في مجالات التعليم وأشهر طلابه وتأثيره في نشر ثقافة الحرص على التعليم، بالإضافة إلى مناقشة نموذج رائد من مخطوطات الشيخ عن منازل القمر وتوظيفها في نشر الثقافة البيئية من خلال برنامج (جلوب) الذي يطبقه قسم العلوم بإدارة التوجيه التربوي.
كما استضافت الندوة المهندس/حسن المرواني حفيد الشيخ للحديث عن السيرة الذاتية للشيخ المرواني وأهم أعماله ومخطوطاته. وأشار إلى دور الشيخ حامد المرواني في الحركة التعليمية في قطر، حيث إنشأ كتابا بمثابة نواة لمدرسه في منزله الخاص والكائن بمنطقة الجسرة وابتدأ نشاطه التعليمي بتدريس أبناء جيرانه المقربين القرآن الكريم وأحكامه كان ذلك في الفترة التي سبقت عام 1900 م، كما ذاع صيت الشيخ حامد لدى أهل المنطقة وذلك لأسلوبه المميز في التدريس لذلك تزايدت طلبات الأهالي الراغبين بتعليم أبنائهم وبناتهم على يديه. ومن هنا قام الشيخ حامد ببناء بعض الغرف الإضافية في منزله لاستيعاب الزيادة العددية من الطلبة، وقام بتدريس مواد أخرى إلى جانب تدريس القرآن الكريم مثل تدريس اللغة العربية قراءة وكتابة ومبادئ الحساب، كما كان يستعين في بعض الأحيان ببعض محفظي القرآن من أهالي المنطقة لمعاونته في التدريس ووفر لهم غرفاً بمثابة فصول دراسية في منزله، وكان هذا الكتاب بمثابة مدرسة من أوائل المدارس غير النظامية في ذلك الوقت وقبل بداية التعليم النظامي في قطر.
ثم استعرض المهندس/حسن المرواني بعض تلاميذ الشيخ حامد المرواني، ممن أصبح لبعضهم دور بارز في تاريخ قطر الحديث وأبرزهم: الشيخ/جاسم بن محمد آل ثاني أول وزير للكهرباء والماء في دولة قطر، وسعادة/خالد بن محمد المانع وزير الصحة الأسبق، وسعادة/علي بن أحمد الأنصاري أول وزير للعمل والشؤون الاجتماعية، والأستاذة/آمنة الجيدة، أول مديرة مدرسة قطرية.
وناقش مقدما الندوة ارتباط علوم الفلك بحياة العرب قديماً وتوظيفها في العلوم الشرعية، والتفرقة بين منازل القمر المرتبطة بمجموعات النجوم خلفه والتي تبلغ 28 منزلة وبين أطوار القمر التي تتغير خلال الشهر العربي، وكذلك استعرضا جهود الشيخ المرواني في نسخ مخطوطة منازل القمر وتعليمها للطلاب بأسلوب مبتكر وأساليب تدريس مفيدة.
واختتمت الندوة الثقافية باستعراض برنامج «جلوب» في قسم العلوم والثقافة الإسلامية؛ بهدف تنشيط مشاركة الطلاب في برامج الاهتمام بالتنمية البيئية المستدامة من خلال الأنشطة والمشروعات في علوم الأرض والفلك، والتعرف على إنجازات العلماء المسلمين والعرب قديماً، والعمل على نشر ثقافة البحث العلمي وطلب العلم.
الجدير بالذكر أن الندوة الثقافية «منازل القمر في كنوز تراث قطر»، قد تم استعراضها سابقاً في شهر يونيو الماضي 2021؛ وذلك لموظفي الوزارة ومديري المدارس.
copy short url   نسخ
15/09/2021
238