+ A
A -
عبدالأمير المجر
كاتب عراقيمن الأمور التي تثير الألم وتشيع جوا من الإحباط، ما نسمعه من البعض بشأن موقفهم من المشاركة في الانتخابات، اذ يقول هؤلاء، كيف لنا أن نشارك في انتخابات رشحت اليها قوى فاسدة.. الخ؟! ويحاجج هؤلاء بأن تلك القوى بما تمتلكه من مال ونفوذ تكرّس عبر السنين السابقة، يجعل منها مستحوذة مسبقا على الأصوات، ومن ثم يصبح الذهاب للتصويت من عدمه غير ذي جدوى!.
من المؤكد أن هؤلاء، ومن بينهم مثقفون ومتعلمون، إضافة إلى أناس بسطاء، ربما تأثروا بهذا الخطاب، الذي اتسع مؤخرا في مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من المنابر الإعلامية، التي نشطت للتشجيع على المقاطعة، نقول: إن هؤلاء لم يتابعوا الجهد اللوجستي على مستوى أمن الانتخابات والأمن العام، الذي تحقق في الأشهر الأخيرة، وإن شابته شوائب، تحصل مثلها حتى في البلدان المستقرة تقريبا، وايضا لم يتابعوا الاهتمام الاممي والدولي بهذه الانتخابات، وحجم المشاركة على مستوى المراقبة وغيرها، إضافة إلى العدد الكبير للمرشحين من غير القوى السياسية التقليدية التي أمسكت بالحكم منذ نحو عقدين، وان هذه المعطيات تجعلنا أمام فرصة قد لا تتكرر، اذا ما حصلت المقاطعة الواسعة وبقيت الساحة للقوى، التي لا يريدها المقاطعون أنفسهم.
الذهاب إلى الانتخابات اليوم يعني العمل على إقصاء الفاسدين من المشهد؛ لأن الانتخابات هي الوسيلة الوحيدة وان ظروفها الآن أفضل من أي انتخابات سابقة.
وإن ترك الساحة يعني تنازل المواطن عن حقه في الدفاع عن وطنه وحقه في هذه المعركة الانتخابية، التي نأمل وبصدق ان تسفر عن واقع جديد، قد لا يكون مثاليا لكن من الممكن جدا ان يكون بداية انطلاقة نحو غد أفضل لبلادنا.الصباح العراقية
copy short url   نسخ
15/09/2021
118