+ A
A -
كابول- أ.ف.ب- تعمل حركة طالبان على إعادة تشغيل المرافق والمؤسسات في كابول بعد سيطرتها عليها عبر دعوة الموظفين الحكوميين للعودة إلى العمل، على الرغم من حذر السكان وخروج عدد قليل من النساء من منازلهن.
وقد بثت حركة طالبان أمس، رسائل طمأنة للداخل والخارج بشأن عدد من الملفات التي شغلت الرأي العام المحلي والدولي، لعل أبرزها طبيعة نظام الحكم الجديد، وحقوق المرأة، وبسط الأمن، ومنع الهجمات على الخارج انطلاقا من البلاد.
وفي مؤتمر صحفي من كابول، قال المتحدث باسم الحركة، ذبيح الله مجاهد، في أول ظهور علني له، إن «الإمارة الإسلامية ملتزمة بالحفاظ على حقوق المرأة في إطار الشريعة»، معلنا العفو العام عن كل الموظفين المدنيين والعسكريين في الحكومة السابقة، داعيا المترجمين والمتعاونين مع الاحتلال الأمريكي إلى العودة لبيوتهم، متعهدا بعدم المساس بهم.
وعلى صعيد دولي، قال مجاهد، «إنه لن يتعرض أي شخص من الولايات المتحدة أو المجتمع الدولي للأذى، أعداء داخليين أو خارجيين».
وتابع «الإمارة الإسلامية تتعهد لجميع دول العالم بأنها لن تكون مصدر تهديد من أفغانستان لأي دولة».واستؤنفت رحلات الإجلاء من مطار كابول أمس بعد الفوضى التي شهدها أمس الأول مع تدفق أعداد ضخمة احتشدت على مدرج المطار حتى أن اليأس دفع البعض للتشبث بطائرة عسكرية أميركية أثناء استعدادها للإقلاع.
وتسعى طالبان مع عودتها إلى السلطة إلى إشاعة أجواء من الهدوء والظهور بمظهر معتدل عبرت عنه أمس بإعلان عفو عام عن موظفي الحكومة.
وجاء في بيان طالبان أن «أولئك الذين يعملون في أي قسم أو دائرة حكومية يجب أن يستأنفوا عملهم برضا تام وأن يواصلوا أداء واجباتهم من دون أي خوف».
كذلك أعيد فتح بعض المحلات التجارية مع عودة شرطة المرور إلى الشوارع، فيما يستعد مسؤولو طالبان لعقد أول اجتماع دبلوماسي مع السفير الروسي.
وقال وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف إن بلاده تؤيد إطلاق «حوار وطني» في أفغانستان «بمشاركة جميع القوى السياسية والاتنية والطائفية» بعد انتصار طالبان. واعتبر ان تطمينات طالبان بشأن احترام حرية التعبير عن الرأي في أفغانستان «إيجابية».
وأجرى مسؤول في طالبان مقابلة مع صحافية في قناة إخبارية أفغانية.
لكن المدارس والجامعات ما زالت مغلقة، وخرج عدد قليل من النساء إلى الشوارع فيما خلع الرجال ملابسهم الغربية لارتداء الملابس التقليدية.
وقال صاحب متجر طلب عدم نشر اسمه بعد فتح متجره الصغير في الحي «الخوف موجود».
وقال مجلس الأمن الدولي الاثنين إنه يتعين على المجتمع الدولي أن يعمل لضمان ألا توفر أفغانستان ملاذًا للإرهاب.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن إن العالم «يتابع» ما يجري. وأضاف أن «على المجتمع الدولي توحيد صفوفه لضمان عدم استخدام أفغانستان مجددا منصة أو ملاذا لتنظيمات ارهابية».
كذلك، دعا «مجلس الأمن والمجتمع الدولي برمته إلى تشكيل جبهة والعمل معا والتحرك معا، واستخدام كل الادوات المتاحة لهما للقضاء على التهديد الارهابي العالمي في افغانستان وضمان احترام الحقوق الإنسانية الاساسية».
وسيطرت طالبان على البلاد الأحد عندما فر الرئيس أشرف غني ودخل مقاتلوها إلى كابول من دون مقاومة بعد سيطرتها بسرعة على جميع مدن البلاد في خلال عشرة أيام .
وفي أول تصريح له منذ انتصار طالبان، اعترف بايدن بأن تقدم الحركة جرى أسرع مما كان متوقعا.
لكنه وجه انتقادات إلى حكومة غني، وأصر على أنه لا يشعر بأي ندم مؤكدًا أن القوات الأميركية لا تستطيع الدفاع عن دولة «استسلم قادتها وفروا».
وقال بايدن في خطابه بالبيت الأبيض: «أعطيناهم كلّ فرصة لتقرير مستقبلهم. لا يمكننا إعطاؤهم الإرادة للقتال من أجل مستقبلهم.. لا يمكن للقوات الأميركية ولا ينبغي لها أن تقاتل في حرب وأن تُقتل في حرب لا ترغب القوات الأفغانية في خوضها».
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية، أمس، أن موقف واشنطن من الحكومات القادمة في أفغانستان مرهون بـ«سلوك طالبان».
وقال المتحدث باسم الخارجية نيد برايس، في تصريحات للصحفيين: «في أفغانستان إذا كانت الحكومة لا تحترم حقوق الإنسان، وتؤوي الإرهابيين فلن نتعاون معها». وأشار برايس، أنهم نقلوا السفارة الأميركية في كابل إلى مطار حامد قرضاي.
وأكد أنهم على تنسيق مع شركاء الولايات المتحدة الدوليين، وأنّ وزير الخارجية أنتوني بلينكن أجرى اتصالات هاتفية مع نظرائه، وفي مقدمتهم التركي.
وأعلنت الحكومة الألمانية أمس تعليق مساعداتها التنموية لأفغانستان. وقال وزير التنمية غيرد مولر في مقابلة مع صحيفة رينيش بوست اليومية إن «التعاون الحكومي من أجل التنمية معلق في الوقت الحالي». وكانت ألمانيا تخصص سنويًا مساعدات بقيمة 430 مليون يورو لأفغانستان.
copy short url   نسخ
18/08/2021
466