+ A
A -
الدوحة - الوطن
كبار السن هم الذين بلغت أعمارهم 60 سنة أو أكثر يقدمون مساهمات مهمة في المجتمع كأعضاء أسرة ومتطوعين ومشاركين فاعلين في القوى العاملة. وعلى الرغم من أن معظم كبار السن يتمتعون بصحة نفسية جيدة، إلا أن العديد منهم معرضون لخطر الإصابة باضطرابات نفسية أو اضطرابات عصبية، فضلاً عن علل صحية أخرى مثل: السكري، وضعف السمع، والفُصال العظمي.
البقاء بصحة جيدة والشعور بأن الشخص في أفضل حالاته أمر مهم للغاية في أي سن. ومع التقدم في العمر، يواجه الشخص عددًا متزايدًا من التغييرات الرئيسة في الحياة، مما يؤثر في صحته النفسية، بما فيها التغيرات الوظيفية والتقاعد وفقدان الأحبة، والتعامل السليم مع هذه التغيرات يُعد مفتاح البقاء بصحة جيدة.
وفي هذا الصدد، يقول الدكتور موسى بشير موسى، استشاري طب الاسرة في مركز أم غويلينة الصحي التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية: يتغير نمط حياة الأشخاص بعد تقدمهم في العمر، مما يؤثر في صحتهم النفسية، ولا شك أن التغيرات الوظيفية وفقدان الأحبة من التغيرات التي تؤثر في الصحة النفسية، كما أن الخرف والاكتئاب والقلق من المشاكل النفسية الشائعة في مرحلة الشيخوخة وهي ليست جزءًا طبيعيًّا من التقدم بالعمر، ويرتبط القلق غالبًا بالاكتئاب، أي أن أغلب المصابين بالاكتئاب يعانون القلق أيضًا
تجربة الأنشطة الجديدة والتواصل مع الآخرين يدعم الشخص نفسيًّا واجتماعيًّا عند التقدم في العمر.
عوامل خطورة الإصابة
وتكمن عوامل خطورة الإصابة بالاضطرابات النفسية عند كبار السن وعلاقتها بفصل الصيف في زيادة معدل الإصابة بالأمراض، مثل: أمراض القلب، والجلطات الدماغية، والزهايمر، وغيرها، إضافة إلى الآثار الجانبية لبعض الأدوية وفقدان الصداقات، وكذلك الاعتمادية على النفس، والعمل والدخل، والمرونة والحركة
العزلة الاجتماعية والتغيرات الجذرية في نمط الحياة، كالذهاب للعيش في دور المسنين أو التنويم في المستشفى.
وتشير دراسات أميركية وبريطانية إلى دور الماء في عمل الدماغ، حيث يشكل 75 % من الدماغ، ونقص الماء الشديد الذي يمكن أن يحصل لدى البعض خلال الصيام قد يكون مسؤولاً عن اضطراب وظائف الخلايا الدماغية، وإفراز مواد تزيد من التوتر وضعف التركيز، وزيادة العصبية والانفعال والتوتر، وضعف التركيز، وأحياناً الهلوسة في الحالات الشديدة، والوقاية تكمن في التركيز على شرب 8-10 أكواب من الماء.
أعراض القلق والاكتئاب
ويرتبط القلق غالبًا بالاكتئاب، أي أن أغلب الذين تم تشخيصهم بالاكتئاب يعانون القلق كذلك، ويصعب تشخيص القلق عند كبار السن، لأنه غالبًا يظهر كأعراض جسدية وليس شكوى نفسية، ولا تظهر أعراض واضحة للقلق، وفي كثير من الأحيان سوف تواجه كبار السن مجموعة من الأعراض تظهر على السلوك والمشاعر والأفكار، والأعراض الجسدية مثل اضطراب النوم.
ويقول الدكتور موسى بشير إن الاكتئاب من الأمراض النفسية الأكثر شيوعًا بين كبار السن، وقد يؤدي إلى ضعف في الأداء الجسدي والعقلي والاجتماعي، مما يزيد حدة الأمراض المزمنة، ويؤخر التحسن ويزيد فترة البقاء في المستشفى، ويزيد الأدوية المستخدمة.
وأظهرت بعض الدراسات أنه في الدول القريبة من خط الاستواء يكون هذا النوع من الاكتئاب أكثر انتشارا بحيث تتغير مستويات هرمون السيروتونين والميلاتونين في الدماغ، وبالنسبة لبعض الناس، فإن اكتئاب الصيف يكون السبب وراءه بيولوجيا، وبالنسبة لآخرين، فيمكن أن تسبب لهم الضغوط المتراكمة في الصيف الاكتئاب حيث تزداد مدة النهار وتقل مدة الليل.
الحرارة العالية والعزلة
كما أن حرارة الصيف العالية التي تجعل الناس يمكثون فترة أطول في البيت قد تزيد من عزلتهم واكتئابهم وأيضا الجفاف ونقص السوائل قد يصيب كبار السن بالهذيان، وهو عبارة عن حالة من التشوش الذي يمكن أن يعرض حياة كبار السن للخطر، ويؤدي غالباً إلى إصابتهم بتلفيات مستديمة، في حال عدم علاجه.
كما أن الأفكار والمشاعر السلبية تجاه قدوم فصل قد ترتبط بأمور عده مثل الالتزامات المالية وازدياد النفقات خلال فصل الصيف، لذا يقلل بعض الأشخاص من قدرتهم على تغطية هذه المصاريف، كما أن ملابس الصيف تظهر عيوب الجسد بشكل أكبر، لذا قد يخجل البعض من شكل أجسامهم خلال الصيف، فيتجنبون المناسبات الاجتماعية والزيارات الأسرية.
أما الأعراض التي تبرز ولمدة أسبوعين أو أكثر، فهي ضعف الشهية وفقدان الوزن والقلق النفسي وشدة الانفعال والسلوكيات العنيفة في بعض الأحيان، إضافة إلى الأرق والنوم طيلة الفترة النهارية والشعور بالحزن وعدم الاهتمام بالأنشطة المعتادة والشعور بانعدام القيمة واليأس وانخفاض الطاقة وصعوبة التركيز والخمول.
العلاج النفسي
ويُعد العلاج النفسي، المعروف أيضًا بالعلاج بالحوار، خيارًا آخر لعلاج الاضطراب العاطفي الموسمي، ويمكن لنوع العلاج النفسي المعروف باسم العلاج السلوكي المعرفي أن يساعد في تحديد وتغيير الأفكار والسلوكيات السلبية التي تجعل المريض يشعر بالسوء ومعرفة الطرق الصحية للتأقلم مع الاضطراب العاطفي الموسمي وخاصة مع تقليل سلوك الاجتناب وتحديد مواعيد الأنشطة ومعرفة كيفية السيطرة. وللوقتية من هذا المرض يجب الخروج من المنزل يوميًا وتجنب العزلة في البيت وضرورة تناول غذاء صحي ومتوازن يحتوي على المعادن والفيتامينات التي تمدك بالطاقة وتساعدك على التركيز بشكل أفضل، فقد وجدت العديد من الدراسات أن ممارسة النشاط البدني بانتظام يمكن أن يساعد على منع الإصابة بالأعراض الاكتئابية.
copy short url   نسخ
04/08/2021
446