+ A
A -
طوكيو: فهد العمادي – عامر تيتاوي تصوير: سالم السعدي
ارتفع العلم القطري ودوى النشيد الوطني في أرجاء استاد طوكيو الأولمبي مساء أمس في حفل تتويج أبطال الوثب العالي في دورة الألعاب الأولمبية طوكيو 2020، أما المحتفى به ونجم الليلة فهو البطل معتز برشم الذي رفع اسم قطر وعلم قطر في كل المحافل أولمبيا وعالميا منذ أولمبياد لندن 2012 حيث أحرز البرونز ثم حقق الميدالية الفضية في أولمبياد ريو 2016 ثم كان الوعد في طوكيو التي شهدت تتويج البطل معتز برشم بالميدالية الذهبية في إنجاز كبير وعظيم يشير إلى القيمة الكبيرة لنجم القوى القطرية وصقرها المحلق دوما في فضاءات الميداليات الملونة معتلياً منصات التتويج ورافعا علم قطر.
الفضة غائبة عن المنصة
شارك في تتويج أبطال الوثب العالي أمس دحلان جمعان الحمد رئيس الاتحاد الآسيوي لألعاب القوى، بينما شهدت منصة التتويج للمرة الأولى منذ سنوات طويلة جدا غياب الميدالية الفضية عن حفل التتويج حيث لم تكن موجودة بسبب تقاسم بطلنا معتز برشم والإيطالي جيان ماركو تامبيري الميدالية الذهبية لتذهب الميدالية البرونزية للبطل البيلاروسي في مشهد لا يتكرر كثيرا.
السيناريو المختلف يثير الانتباه
الجماهير القليلة الحاضرة داخل الاستاد من إعلاميين ومنظمين وضيوف بدوا أكثر احتفاء بتتويج برشم وتامبيري بسبب السيناريو المثير الذي ترافق أمس في اللحظات الأخيرة من منافسات الوثب العالي، وبعد أن تساوى الثلاثي المتوج في القفز على ارتفاع 2.37 متر بينما لم ينجح أحد في الارتفاع فوق حاجز 2.39 وهو الرقم الأولمبي، الأمر الذي جعل الحكم يعرض على برشم إمكانية تقاسم الميدالية الذهبية أو استمرار التنافس لفك الارتباط، وبما أن برشم هو صاحب ثاني أعلى رقم في العالم في مسابقة الوثب العالي وهو 2.43 متر فكان الخيار له، ولم يتردد برشم في الموافقة على تقاسم الميدالية الذهبية مع الإيطالي تامبيري الأمر الذي جعل الأخير يدخل في نوبة فرح هستيري.
سر العلاقة يكشف جمالية الموقف
لقد كان المشهد الذي حدث في ختام منافسات الوثب العالي وقرار مشاركة الميدالية الذهبية بين برشم وتامبيري حديث الجميع في طوكيو وفي كل العالم حيث تناولت وكالات الأنباء ووسائل الإعلام العالمية هذا الموقف بالكثير من التقدير بعدما عرفوا سر العلاقة التي تربط بين بطلنا برشم والإيطالي تامبيري وكيف أن معتز انتشل شريكه الإيطالي في الذهب الأولمبي من حافة الانهيار وتوديع عالم ألعاب ألقوى والوثب العالي منذ سنوات بسبب إصابة تعرض لها وجعلته يشعر بأن تلك هي نهايته خاصة بعدما فشل في بعض المنافسات وتراجع أداؤه كثيرا وفقد الأمل في العودة.
تصرف برشم أنعش الروح الرياضية
إن القصة الملهمة التي كتب فصولها بطلنا برشم لم تحي الأمل فقط في نفس منافسه وشريكه تامبيري بل أحيت الروح الرياضية وأخلاق الفرسان في نفوس الجميع وأعادت الحركة الأولمبية إلى منابعها السامية والأصيلة، وقد طبق معتز برشم فعليا الإضافة التي تم إقرارها قبل انطلاق أولمبياد طوكيو بساعات على شعار «الأسرع والأقوى والأعلى» وقد أضيفت كلمة معا ليبقى الشعار «الأسرع والأقوى والأعلى.. معا»، وهذا هو ما ترجمه معتز برشم حرفيا على أرض الواقع فوق مضمار الاستاد الأولمبي في طوكيو فاستحق أن ينال احترام ومحبة وتقدير الجميع بعد أن قدم صورة الرياضي القطري في حلة زاهية وجميلة في عيون الجميع.
صمبا يدخل المعترك الشرس
اليوم يتجدد الموعد مع بطلنا القطري عبد الرحمن صمبا الذي سوف يدخل إلى معترك المنافسة الشرسة في سباق نهائي 400 متر حواجز ذلك السباق الصعب والقاهر والذي سوف ينطلق عند الساعة الثانية عشرة والثلث ظهر اليوم الثلاثاء، السادسة والثلث صباحا بتوقيت الدوحة، ومعروف للجميع أن السباق لن يكون سهلا على الإطلاق من واقع قوة المنافسة أصلا في هذه الفئة وصعوبتها لأنها تعتبر مسافة صعبة ويطلق عليها قاهرة الرجال سواء كانت حرة أم حواجز ودوما يأتي إيقاع السباق صعبا وشديد المراس والسبب الثاني يتمثل في وجود العدائين الكبار في هذا السباق وفي مقدمتهم النوريجي وارهولم حامل الرقم القياسي العالمي في مسافة السباق بزمن 46.70 ثانية والذي سجله في الأول من يوليو من العام الحالي 2021 الأمر الذي يعني أن وارهولم الآن في قمة الجاهزية والقدرة التنافسية، كما يشارك في السباق البطل الأميركي بنجامين وأفضل أزمنته الشخصية يبلغ 46.83 ثانية وهناك أيضا البرازيلي دوس سانتوس وزمنه الأفضل 47،31 ثانية، أما بطلنا عبد الرحمن فهو يحوز أفضل زمن بالنسبة له ومقداره 46.98 بينما حقق صمبا في السباق التأهيلي الأول رقمه الأفضل في هذا الموسم 47.47 ووجود هذه النخبة إلى جوار بطلنا عبد الرحمن سيجعل من السباق منافسة ساخنة ومثيرة وسيترقبها الكل نهار اليوم، حيث ينتظر أن يشهد السباق تنافسا قويا ومثيرا بين نخبة الأبطال التي ينتظر أن تسيطر على مقدمة السباق بمن فيهم البطل عبدالرحمن صمبا البالغ من العمر 25 عاماً، وهو نجم في سماء أم الألعاب القطرية بل والعالمية فهو صاحب برونزية 400 متر حواجز في بطولة العالم الأخيرة والتي أقيمت في الدوحة 2019، وقد تأهل صامبا إلى أولمبياد طوكيو 2020 بعد أن فاز بسباق 400 م حواجز الذي أقيم ضمن لقاء شنغهاي الجولة الثانية من بطولة الدوري الماسي لألعاب القوى 2019 وفيها أحرز بطلنا القطري المركز الأول للسباق محققا أفضل رقم عالمي في تلك السنة وفي ذات الوقت رقما جديدا للقاء شنغهاي وهو 47.27 ثانية.
فيمي يعود اليوم من بوابة «200 م»
يعود العداء القطري فيمي أوغونودي اليوم مجددا إلى مضمار الاستاد الأولمبي في طوكيو للمشاركة في تصفيات سباق 200 متر، وهي بمثابة الفرصة الثانية لفيمي الذي شارك في سباق السرعة 100 متر وخرج من نصف النهائي ولم يقدم المستوى الذي يتناسب مع إمكانياته ومع النتائج والأرقام التي حققها في بطولات أقيمت مؤخرا مثل جولة الدوري الماسي بالدوحة والتي أظهر فيها قدرا كبيرا من القوة وقدم مستويات عالية. وبما أن اليوم التحدي يختص بسباق 200 متر فمن المهم الإشارة إلى أن المنافسة في سباق 200 أقل صعوبة من سباق 100 متر الذي لايعرف سوى أن يدين للأساطير مثل أوسين بولت وإسافا باول وجاستين جاتلين ودونافان بايلي وغيرهم من الرجال الأسرع في كوكب الأرض، وبالتالي فإن فيمي أوغونودي وإن كانت حالته الصحية جيدة فسوف يقوم بتقديم أداء أفضل في الظهور الأخير اليوم، وسوف تنطلق سباقات التصفيات لهذه الفئة عند الحادية عشرة وعشرين دقيقة ظهرا بتوقيت طوكيو الخامسة وعشرين دقيقة فجرا بتوقيت الدوحة.برشم يتقاسم الذهب والفرحة مع تامبيريصمبا يخوض نهائي «400» حواجز.. اليوم
copy short url   نسخ
03/08/2021
368