+ A
A -
كتب - عادل النجار
كتب الصقر الذهبي معتز برشم تاريخاً جديداً بحصوله على الميدالية الأولمبية الثالثة في مسيرته، في إنجاز غير مسبوق لقطر بدورات الألعاب الأولمبية، إذ نجح بطل الوثب العالي في حصد ثلاث ميداليات أولمبية في ثلاث دورات متتالية، حيث حقق برونزية «لندن 2012»، ثم فضية «ريو 2016»، ثم ذهبية «طوكيو 2020»، ليكتب التاريخ ويعانق المجد ويدون اسمه بأحرف من نور في السجل الذهبي الرياضي. لقد نجح برشم في إضافة ميدالية أولمبية جديدة لقطر في دورة الألعاب الأولمبية الجارية في اليابان، حيث كان فارس إبراهيم قد حقق ذهبية رفع الأثقال، ثم لحقه برشم بذهبية الوثب العالي، ليكون إنجازاً تاريخياً لقطر وإنجازاً عربياً من خلال تقديم قطر صورة مشرفة للعرب في «طوكيو 2020». إنجاز برشم في دورة الألعاب الأولمبية الحالية مكنه من إضافة الميدالية الخامسة في البطولات الكبرى، بواقع ذهبيتين في بطولة العالم 2017 في لندن والدوحة 2019، بالإضافة إلى برونزية أولمبياد لندن 2012، وفضية أولمبياد ريو دي جانيرو 2016، وذهبية أولمبياد طوكيو 2020. تاريخ برشم الحافل بالإنجازات كان سبباً في سعادة الشعب القطري، ومصدر فخر للخليجيين والعرب، لم لا وهو البطل العربي الوحيد الذي صنع إنجازات تاريخية غير مسبوقة في الوثب العالي، بل صنع أرقاماً لتاريخ اللعبة ككل، فهو صاحب ثاني أعلى وثبة في تاريخ منافسات الوثب العالي مسجلا 2.43 متر، متأخرا بسنتيمترين فقط عن الكوبي خافيير سوتومايور صاحب الرقم القياسي العالمي الصامد منذ 28 عاما وصاحب الإنجاز القياسي بمحافظته على لقب بطل العالم في نسختين متتاليتين لأول مرة في تاريخ اللعبة. البطل العالمي القطري معتز عيسى برشم من مواليد الدوحة في 24 يونيو 1991، انضم في سن الـ 14 لصفوف نادي الريان لممارسة رياضات المضمار والجري، على غرار والده البطل في ذلك التخصص، لكنه تحول إلى القفز العالي الذي كان أكثر متعة بالنسبة له وصنع من خلاله مسيرة النجاح التاريخية. انضم الصقر الذهبي إلى أكاديمية أسباير عندما تمكن من اجتياز ارتفاع 2 متر لأول مرة في سن الـ 16، ليبهر من حوله بموهبته ويبدأ مشواره في هذه الرياضة بشكل أكثر جدية، حيث إنه كان يوازن بين أوقات الدراسة والتدريب، ليتخرج من أسباير عام 2009، ويلتحق في جامعة قطر لدراسة الإدارة الرياضية والتجارية، وقد ساهمت أكاديمية أسباير في تطوير موهبته بصورة كبيرة وجعله جاهزاً للمنافسة العالمية. ذهبية الناشئين في كندا بدأ معانقة الذهب بعد الإعداد القوي الذي تلقاه في أكاديمية التفوق الرياضي، ونجح في يحقق ذهبية بطولة العالم للناشئين لألعاب القوى بكندا سنة 2010 مسجلا 2.30 متر، وكذلك حقق بطولة آسيا 2011 في اليابان مسجلا 2.35 متر، وسجل رقما قياسيا آسيويا في لوزان خلال استعداداته لأولمبياد لندن. ذهبية الألعاب العسكرية كما فاز نجمنا المتألق بالميدالية الذهبية لمسابقة الوثب العالي في دورة الألعاب العسكرية في البرازيل في 2011، ولم يكتف بطلنا بهذا فقط بل حطم الرقم القياسي في الوثب العالي بتسجيله 2.29م، خاصة أن الرقم القياسي السابق كان 2.28 الذي ظل صامتاً طوال 18 عاماً في الدورات العسكرية. ذهبية الدورة العربية كذلك تمكن من حصد المركز الأول والتتويج بذهبية مسابقة الوثب العالي للرجال بعدما ما وثب لمسافة 2.30 متر في الدورة العربية التي أقيمت في قطر 2011، متفوقاً على لاعبين كبار رغم صغر سنه، الأمر الذي جعل الجميع يتوقع له مستقبلا مبهرا، وحيث إن ذلك يكفي لضمان التأهل إلى الألعاب الأولمبية في لندن. برونزية أولمبياد لندن ارتفع سقف الطموحات في ظل العمل الكبير الذي يقوم به استعداداً لدورة الألعاب الأولمبية «لندن 2012»، حيث نجح في كتابة تاريخ جعل العالم كله يتحدث عنه، عندما نجح في حصد الميدالية البرونزية، ليكون أول قطري يحقق هذا الإنجاز في الوثب العالي، كما أنه أول خريج من أكاديمية أسباير يحقق ميدالية أولمبية، وكان ذلك بمثابة مولد لبطل عالمي أولمبي جديد. لقــــــــد نجح في تسجيل اسـمه بالســـــجل الأولــــمبــــــــــــي لأبطال قطـر والخليج والعرب والعالم وهو في عمر 21 عاما، وانطلق بقوة نحو المجد من خلال خطة مدروسة ودعم لا محدود من القيادة الرشيدة. تحطيم الرقم القياسي بالدوري الماسي واصل البطل الذهبي نجاحه في منافسات الوثب العالي، وفي 2013 استطاع أن يحطم الرقم القياسي الآسيوي الصامد منذ نحو ثلاثة عقود من الزمان عندما سجل (2.40م) في الوثب العالي، وذلك في لقاء يوجين في رابع جــــــولات الــــــدوري المـــــاســي لألـــــعـــاب القوى بالولايــــات المتحـــــدة الأميركية، وأصبح برشم أول متسابق يحقق (2.40م) في مسابقة الوثب العالي منذ الروسي فياتشيسلاف فورونين عام 2000. كما فاز بفضية بطولة العالم خارج الصالات وتحديداً في الدورة الرابعة عشرة لبطولة العالم لألعاب القوى التي أقيمت في موسكو - روسيا في الفترة بين 10 حتى 18 أغسطس 2013، بعد منافسة قوية من أبطال العالم في الوثب العالي حقق خلالها الميدالية الفضية عندما سجل 2.38 متر. ذهبية بطولة العالم داخل الصالات وفي العام التالي توالت الإنجازات، حيث توج بالميدالية الذهبية لبطولة العالم للوثب العالي داخل الصالات التي أقيمت في بمدينة سوبوت البولندية في 2014، حيث تفوق على منافسه الروسي إيفان يوكوف في النهائي محققا 2.38 متر من المحاولة الأولى. ذهبية آسيا والألعاب الآسيوية وفي 2014 واصل هيمنته وتألقه على الصعيد الدولي، وحقق العديد من الإنجازات، منها ذهبية بطولة آسيا داخل الصالات هانغزو 2014، وذهبية دورة الألعاب الآسيوية انشون 2014، وواصل الإبداع في العام التالي، وأحرز المركز الأول في مسابقة الوثب العالي في لقاء يوجين الأميركي الدولي الجولة الثالثة من بطولة الدوري الماسي لألعاب القوى في 2015، وسجل برشم ارتفاعا قدره 2.41 متر متقدما على الصيني جيو ويي جانج (2.38 متر) والأميركي اريك كينارد (2.35 متر)، وحقق في ذلك العام أيضا برونزية بطولة آسيا ووهان. فضية أولمبياد «ريو» في 2016 صنع إنجازا كبيرا وغير مسبوق للرياضة القطرية عندما حصد الميدالية الفضية في مسابقة الوثب العالي ضمن منافسات ألعاب القوى في أولمبياد ريو دي جانيرو بالبرازيل «ريو 2016»، وسجل البطل مسافة (2.36)، ليهدي قطر أول ميدالية فضية في تاريخ المشاركات الأولمبية. ذهبية بطولة العالم وفي 2017 كان على موعد من القمة العالمية، حيث توّج بالميدالية الذهبية في بطولة العالم لألعاب القوى بالعاصمة البريطانية لندن، بعد أن نجح في الوثب العالي 2.35 م، وكان ذلك إنجازاً تاريخياً جديداً ساهم في حصوله في العام نفسه على جائزتي أفضل رياضي في العالم، وأفضل رياضي في آسيا، الممنوحة من اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية. وفي 2018 واجه العديد من الإصابات التي أثرت عليه، ورغم ذلك نجح في حصد الميدالية الفضية ببطولة العالم داخل القاعة في نسختها السابعة عشرة التي استضافتها مدينة برمنغهام الإنجليزية بعدما حقق ارتفاعا قدره (2.33). الاحتفاظ بالذهبية العالمية وفي 2019 تمكن من صناعة تاريخ جديد بحصوله على بطولة العالم عندما أبدع في استاد خليفة، وحقق الميدالية الذهبية بارتفاع 2.37 متر، وأصبح ثاني بطل يحرز أكثر من لقب بطولة العالم في تاريخ الوثب العالي، بعدما حافظ على ذهبية بطولة العالم، ونال في العام نفسه العديد من الجوائز أبرزها أفضل رياضي عربي. ذهبية «طوكيو 2020» وفي 2020 حلت جائحة كورونا التي عطلت المنافسات العالمية، لكنه استغلها لاستعداد بقوة لأولمبياد طوكيو، وكان في الموعد كما اعتاد دائما، ونجح في صناعة التاريخ وحصد الميدالية الذهبية في الدورة الأولمبية الحالية «طوكيو 2020» بارتفاع 2.37، ليؤكد أنه صانع الإنجازات وصائد الذهب، فقدم لقطر ثلاث ميداليات منوعة من بين 7 تحققت على مدار التاريخ، وساهم في جعل المشاركة القطرية بطوكيو هي الأنجح تاريخياً.
copy short url   نسخ
02/08/2021
387