+ A
A -
الدوحة- الوطن
في حلقة جديدة من مبادرة ما بين الرفوف الأسبوعية التي يقدمها كل من الكاتبين الأستاذ حسن الأنواري والأستاذة ريم دعيبس، استعرض الملتقى القطري للمؤلفين عبر قناته على يويتوب مسيرة عملاق الأدب الروسي الكونت ليو تولستوي حلقة بعنوان«حياة الكاتب ليو تولستوي».
وعرف الأستاذ حسن في بداية الجلسة ليو تولستوي الذي ولد عام 1828 في مقاطعة تولا والتي تقع على بعد 130 ميلا جنوب مدينة موسكو وهو ابن الكونت نيكولاس تولستوي، وأمه الأميرة ماريا فولكونسكي، وكانت أسرة والدته من سلالة روريك وهو أول حاكم ورد اسمه في التاريخ الروسي.
ويعتبر تولستوي من عمالقة الروائيين الروس ومصلحا اجتماعيا وداعية سلام ومفكرا أخلاقيا وعضوا مؤثرا في أسرة تولستوي، كما أنه من بين أهم أعمدة الأدب الروسي في القرن التاسع عشر.
وأشار مقدم الحلقة إلى أن الفيلسوف الروسي اعتنق أفكار المقاومة السلمية النابذة للعن، وأثر على مشاهير القرن العشرين في جهادهم الذي اتسم بسياسة المقاومة السلمية النابذة للعنف، كذلك اختلط تولستوي بالمزارعين وتعلم أساليبهم في العمل، ودافع عنهم ضد المعاملة السيئة من جانب ملاك الأراضي.
أما فيما يتعلق بحايته الشخصية فقد تزوج في عام 1862م، من الكونتيسة صوفيا أندريفيا برز، التي كانت زوجة متفهمة ومحبة لخدمته.
ويُعد كتاب الحرب والسلام 1869م من أشهر أعماله، ويتناول هذا الكتاب مراحل الحياة المختلفة، كما يصف الحوادث السياسية والعسكرية التي حدثت في أوروبا في الفترة ما بين 1805 و1820م. وتناول فيها غزو نابليون لروسيا عام، ومن أشهر كتبه أيضًا أنا كارنينا الذي عالج فيه قضايا اجتماعية وأخلاقية وفلسفية في شكل مأساة غرامية كانت بطلتها هي أنَّا كارنينا، أيضًا كتاب ما الفن؟.
وأوضح فيه أن الفن ينبغي أن يُوجِّه الناس أخلاقيًا، وأن يعمل على تحسين أوضاعهم، ولا بد أن يكون الفن بسيطًا يخاطب عامة الناس وقدمت الأستاذة ريم نبذة عن نشأة ليو وعلاقته بالأدب العربي، حيث أوضحت أن طفولة تولستوي شهدت الكثير من المآسي؛ فقد توفيت والدته سنة 1830، فتولت إحدى قريبات والده مهمة رعاية الأطفال، ولم تمض سوى 7 سنوات حتى توفي والده أيضًا، فعُينت عمته وصية قانونية على الأطفال، وبعدما توفيت العمة، انتقل ليو وإخوته للعيش مع عمته الثانية في مدينة كازان وتلقى تعليمه الابتدائي في المنزل على أيدي المعلمين الفرنسيين والألمان وفي عام 1843، التحق ببرنامج اللغات الشرقية في جامعة كازان، إلا أنه فشل في إظهار تفوقه الدراسي ليعود بعد ذلك إلى منزل والديه لتولي الإشراف على زراعة الأراضي هناك، ولكنه لم يتمكن من المواظبة.
وفي الوقت الذي كان فيه منهمكًا بشؤون أراضيه، عاد أخوه نيكولاي إلى المنزل في إجازة قصيرة من الجيش، وأقنعه بالانضمام إليه فوافق تولستوي وسافر معه إلى وحدته العسكرية في جبال القوقاز وفي سنة 1854، انتقل إلى أوكرانيا، وشارك في حرب القرم سنة 1855.
وأكدت الأستاذة ريم أن الكاتب الروسي أضمر احتراماً اللأدب العربي، والثقافة العربية، والأدب الشعبي العربي، فعرف الحكايات العربية منذ طفولته، وعرف حكاية «علاء الدين والمصباح السحري» وقرأ «ألف ليلة وليلة»، وعرف حكاية «علي بابا والأربعون حرامي»، وحكاية «قمر الزمان بين الملك شهرمان»، ولقد ذكر هاتين الحكايتين ضمن قائمة الحكايات، التي تركت في نفسهِ أثراً كبيراً، قبل أن يصبح عمره أربعة عشر عاماً.
وأشارت إلى إنّه كان يحبّ كثيراً الحكايات العربية، ويقدرّها تقديراً عالياً. ويقول: يجب معرفتها منذ الطفولة، وتعود علاقة الكاتب الأولى بالأدب الشعبي العربي إلى عام 1882م، فلقد نشر في ملحق مجلته التربوية، بعض الحكايات العربية الشعبية، وأيضا يذكر أنه تراسل مع الإمام محمد عبده ولكن توفي الاثنان ولم يكملا تحاورهما بعد رسالتين فقط.
واستعرض الأستاذ الأنواري أهم إنجازات الكاتب الذي استغل لحظات السلام أثناء تواجده في الجيش، ليعمل على تأليف القصص والروايات، فأولى القصص التي ألّفها روى فيها سيرته الذاتية التي أطلق عليها اسم «الطفولة»، وتلك كانت أولى محاولاته الأدبيّة.
أما رواية آنا كارنينا فكانت من أهمّ ما تمّ إنتاجه، حيث عُدّت هذه الرواية من أعظم الروايات التي قدّمها للأدب العالمي، وهي عمل فنيّ لا تشوبه شائبة بالإضافة إلى أنها تحفة فنية رسمت صورة حية للمجتمع الروسي المعاصر، وأيضا كتاب الحرب والسلم وهو عبارة عن ملحمة أدبية أبدعها الكاتب ليو، خلال خمس سنوات من بدايات القرن التاسع عشر، وقد صوّر من خلاله الاجتياح الفرنسي للأراضي الروسية كما صوّر الصراع الذي تولّد بين فرنسا بقيادة نابليون وبين روسيا.
copy short url   نسخ
02/08/2021
333