+ A
A -
المسألة الليبية صارت من الأهمية، أو قل الخطورة، حتى أنها كانت من ضمن أهم الملفات التي بحثها قادة حلف الشمال أطلسي (الناتو) في اجتماعهم الأخير الأسبوع الماضي، وينبئ أكثر بهذه الأهمية الزيارة الاستثنائية لكبار المسؤولين الأتراك للعاصمة طرابلس قبل قمة الناتو بيومين، والمبادرة الفرنسية التي أخذت حيزا من اللقاءات الثنائية بين بعض الرؤساء.
وهناك عوامل عدة جعلت من الأزمة الليبية ضمن أجندة الناتو منها أن الغاية الرئيسية من تأسيس الحلف كانت مجابهة خطر الاتحاد السوفياتي، الذي ورثته روسيا، والأخيرة اليوم تتمركز في ليبيا، الأمر الذي شكل قلقا لأبرز الدول الحلف، الولايات المتحدة وكبرى دول الاتحاد الأوروبي، والتي قد يدفعها النشاط الروسي في ليبيا إلى تصنيفه بالسياسة بالعدائية من قبل الناتو والتي تستوجب تحركا فاعلا.
من ناحية أخرى، فقد افترقت دول مهمة في الحلف في مواقفها من الأزمة الليبية إلى درجة وقوفها في مواجهة غير مباشرة من خلال اصطفاف كل منها إلى جانب أحد أطراف النزاع في ليبيا، ولقد انطبق هذا التوصيف على فرنسا وإيطاليا، ثم فرنسا وتركيا، وهو ما يدعو إلى تبني موقف موحد تجاه التطورات في ليبيا. علاوة على ما سبق، فإنه قد تم جر النزاع الليبي ليكون ضمن أوراق الصراع في منطقة شرق البحر المتوسط الغنية بالنفط والغاز، وجُل أطراف الخلاف هم أعضاء في الحلف، وقد استدعى هذا الخلاف أطرافا أخرى ليس معنية بشرق المتوسط بشكل مباشر. كيف درات الحوارات حول الأزمة الليبية؟
جرت النقاشات حول الأزمة الليبية في اجتماعات الناتو، الخاصة الثنائية منها بشكل غير متوقع، فالتقديرات كانت تتجه إلى توتر سببه تحفظ كل الأعضاء المعنيين بالمسألة الليبية على اتفاق النفوذ الاقتصادي والاتفاقية الأمنية والعسكرية التي وقعتها تركيا مع حكومة الوفاق في تشرين الثاني (نوفمبر) 2019م، ولم يحل دون التصعيد تجاه الدور التركي في ليبيا إلا الخطر الروسي الذي جعل بعض الدول الأعضاء في الناتو وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية يغضون الطرف عن العلمية العسكرية التركية التي أسهمت في هزيمة قوات حفتر المدعومة من قبل الروس. التصريحات التي صدرت عن أبرز الدول الأعضاء في الحلف بخصوص ليبيا كانت توحي بالحرص على التهدئة والبحث عن توافقات ترضي جميع الأطراف المتورطة في النزاع الليبي أو المعنية به بشكل مباشر من دول الحلف.السنوسي بسيكري
كاتب ليبيعربي 21
copy short url   نسخ
02/08/2021
441