+ A
A -
بقلم فهد العمادي مدير التحرير
سجل يا تاريخ واشهد يازمان..
ليلة تاريخية عشناها بالأمس في طوكيو بعد أن نجح البطل الأولمبي والتاريخي والذهبي الرباع فارس إبراهيم في تحقيق أغلى ميدالية أولمبية في تاريخ المشاركات القطرية، فقد اختلطت دموع الفرح بسعادة هذا الإنجاز الذي نجح فارس الأثقال والإرادة والإصرار في تحقيقه، وأهدى بلادنا الحبيبة الذهب ضاربا ومحققا إنجازا ثلاثي الأبعاد، فقد فاز بالصدارة وحقق أول ذهبية لقطر وحطم الرقم الأولمبي باقتدار.
ثقة عالية بإمكانياته ظهر بها البطل فارس إبراهيم، ورغم حدة المنافسة وشدتها خاصة عندما فشل في المحاولة الثانية في الجولة الأولى، إلا أنه انتظر وترقب حتى انقض على الجميع برقم أولمبي جديد بعد رفعه إجمالي 402 كيلو جرام.
لقد ترك فارس بقية الرباعين يسرحون ويمرحون ويستعرضون عضلاتهم وقوتهم وينالون التصفيق حتى جاءت اللحظة الحاسمة ودقت طبول الذهب، ليدخل بطلنا فارس إبراهيم متجها نحو المنصة، ونجح من أول محاولة في الجولة الثانية متفوقا على الجميع في النقاط، رافعا وزن 217 كيلو جراما، ليحقق الذهبية من أول محاولة أمام ذهول منافسيه وأغلب الحاضرين، ولم يكتف بذلك بل كشر عن أنيابه وبقوة هذه المرة وقدم للجميع في القاعة درسا في التحدي، ليحطم الرقم الأولمبي رافعا وزن 225 كيلو جراما، محققا إجمالي وزن 402 كيلو جرام.
فارس ذو الـ 23 ربيعا نجح في أن يكتب اسم قطر بأحرف من نور وذهب، فالشعور لا يوصف من جمالية الإنجاز وأهميته ولذته وحلاوته، فقد حقق فارس إنجازا أشبه بإعجاز في دورة أولمبية استثنائية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، خاصة أنها تقام بدون جمهور في ظل ظروف جائحة كورونا التي تحاصر العالم.
هذا الإنجاز التاريخي حتما لم يكن وليد اللحظة، بل نتيجة عمل كبير من اللجنة الأولمبية برئاسة سعادة الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني، والدعم اللامحدود للاتحادات واتحاد رفع الأثقال برئاسة السيد محمد يوسف المانع الذي صبر كثيرا حتى جاء الإنجاز الأهم والأكبر في تاريخ الرياضة القطرية على الصعيد الأولمبي، فتجهيز بطل أولمبي بحد ذاته يتطلب الكثير من الوقت والصبر والعمل المتواصل وعدم اليأس وتوفير كل مقومات النجاح والتفوق، وهذا ما تحقق لبطلنا فارس إبراهيم الذي اجتهد هو الآخر ومعه والده ومدربه الذي قام بتجهيز بطل أولمبي من العيار الثقيل ويشار إليه بالبنان لسنوات طويلة.
ما حققه البطل فارس نتمنى أن يكون دافعا لبقية رياضيينا في الدورة لتحقيق الإنجازات، خاصة أننا ننتظر منهم الكثير وثقتنا فيهم كبيرة وبلا حدود، وفي مقدمتهم الصقر العالمي معتز برشم الليلة بإذن الله تعالى.
وختاما، لا يسعني إلا أن أقول مبروك يا بلادي والله يا عمري قطر.
copy short url   نسخ
01/08/2021
417