+ A
A -
رسالة أوستن وحيد بوسيوف موفد لجنة الإعلام الرياضي
حصد منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم مكاسب كثيرة خلال مشاركته التاريخية في بطولة الكأس الذهبية «الكونكاكاف 2021» التي ظهر فيها بمستويات رائعة أوصلته حتى للمربع الذهبي، وكان قريباً من نهائي «لاس فيجاس» لو لا الحظ الذي لم يكن مع منتخبنا، ليثبت نجومنا من جديد أنهم على قدر المسؤولية وبإمكانهم التنافس في أي بطولة كانت حتى أمام منتخبات يحتكون بها لأول مرة.
أفضل تجهيز لـ «مونديال 2022»
الاستراتيجية الجيدة التي اعتمد عليها الاتحاد القطري لكرة القدم للتحضير لمونديال 2022 أعطت فرصة للاعبي العنابي للاحتكاك بمدارس مختلفة في طريق التجهيز لكأس العالم.
وبما أن منافسي العنابي في مونديال 2022 سيكونون من مختلف المدارس والقارات، كان من الضروري الاحتكاك مع فرقها، فقد أتاحت «كوبا أميركا» خلال نسختها ما قبل الأخيرة التي أقيمت في البرازيل أيضا للاعبي منتخبنا الفرصة للاحتكاك مع أفضل المدارس الكروية في العالم وهي أميركا اللاتينية، حيث واجهوا الأرجنتين بطل النسخة الأخيرة من البطولة بنجومها الذين يقودهم الأسطورة ليونيل ميسي، والباراجواي المنتخب المتعود على المشاركة في كأس العالم، بالإضافة إلى المنتخب الكولومبي القوي بقيادة خاميس رودريجيز، وبعدها خاض التصفيات الأوروبية المؤهلة لمونديال قطر 2022، حيث لعب حتى الآن ثلاث مباريات فاز فيها بمباراتين وتعادل في مواجهة واحدة، فالاحتكاك بفرق القارة العجوز يفيد منتخبنا بشكل كبير، لتأتي هذه النسخة من بطولة الكأس الذهبية التي اكتشف فيها نجوم العنابي مدارس جديدة في كرة القدم وهي «الكونكاكاف» المعروفة بقوتها البدنية.
أهمية الجانب البدني للاعبين
لم ينافس منتخبنا الوطني في النسخة الحالية من بطولة الكأس الذهبية منتخبات الكونكاكاف فقط، بل ظهر منافس آخر له وهو الجانب البدني، وهذا ما شاهدناه منذ الجولة الأولى من مرحلة المجموعات أمام بنما.
ولا شك أن المشاركة في البطولة خلال نهاية الموسم كانت صعبة جدا على اللاعبين، وهذا ما أكده فيليكس سانشيز خلال المؤتمر الصحفي بعد مباراة السلفادور في الدور ربع النهائي، فلاعبو منتخبنا أغلبيتهم خاضوا موسما طويلا في الدوري، بالإضافة إلى دوري أبطال آسيا وكذلك لعب ثلاث مباريات في التصفيات الأوروبية المؤهلة لمونديال 2022 واستكماله التصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة لكأس العالم وكأس آسيا 2023، العكس مع منتخبات الكونكاكاف.
هجومنا يمر بأفضل فتراته
في مباراة منتخبنا الوطني الأخيرة أمام الولايات المتحدة الأميركية، ضيع لاعبونا الكثير من الفرص السانحة للتسجيل، حيث وصلت في نهاية اللقاء إلى 18 محاولة، وهو عدد كبير خاصة أنها المباراة الوحيدة التي لم يسجل فيها العنابي أي هدف. وبالرغم التفوق الهجومي لمنتخبنا على كل منافسيه في البطولة من حيث عدد الأهداف المسجلة وكونه أيضا المبادر دائما هجوميا فيما اعتمدت الفرق التي لعبت أمامه على الأسلوب الدفاعي حتى لا تتلقى أهدافا كثيرة، إلا أن مشكلة اللمسة الأخيرة ظهرت في جميع مباريات العنابي في البطولة. ففي المباريات التي سجل العنابي رباعية نظيفة مثل مواجهة جرينادا، كان من الممكن أن تنتهي بنتيجة أثقل، وحتى أمام بنما شهدت تضييع منتخبنا لفرص كثيرة خاصة في الشوط الأول، لكن في مباراة المنتخب الأميركي دفع ثمن تضييع تلك الفرص، وهذه النقطة أيضا سيقوم المدرب فيليكس سانشيز بالنظر فيها، لأنه حتى وإن كان هجوم منتخبنا يمر بأفضل فتراته منذ تتويجه ببطولة كأس أسيا 2019، إلا أن العمل على استغلال كل الفرص لتسجيل الأهداف سيفيد العنابي أكثر.
لا خوف على مرمى منتخبنا
من بين النقاط الإيجابية التي خرج بها منتخبنا الوطني في البطولة هو المستوى الرائع الذي ظهر به مشعل برشم في البطولة، حيث أكد أنه لا خوف على مرمى العنابي بتواجده هو وسعد الشيب ويوسف حسن.
وقد لعب مشعل برشم دورا كبيرا في وصول منتخبنا للمربع الذهبي من خلال الأداء الذي ظهر به في مباراة الهندوراس بالجولة الأخيرة من دور المجموعات، وكذلك في مواجهة السلفادور بالدور ربع النهائي التي لم يتحمل فيها مسؤولية الهدفين الذين تلقاهما منتخبنا، كما أنقذ مرماه من هدف ثالث خلال الدقائق الأخيرة، وحتى في مباراة نصف نهائي أمام المنتخب الأميركي ظهر بمستوى جيد وتصدى لبعض محاولات التي سنحت للمنتخب الأميركي، ولا يتحمل أيضا الهدف الذي سجله جياسي زارديس.
لاعبون «كنز» للجهاز الفني
أكثر ما يميز منتخبنا الوطني خلال السنوات الأخيرة هو امتلاك للاعبين يجيدون اللعب في أكثر من مركز، فخلال النسخة الحالية من بطولة الكأس الذهبية خاض فيليكس سانشيز جميع مبارياته الخمسة بثلاثة لاعبين في قلب الدفاع ومنهم عبدالكريم حسن، هذا الأخير مركزه الحقيقي هو ظهير أيسر، ورغم ذلك ظهر بشكل جيد أيضا في هذا المركز، وهذا ينطبق أيضا على تغيير سانشيز مراكز اللاعبين خلال مباراة السلفادور خاصة بالنسبة لكريم بوضياف الذي لعب أيضا في الدفاع، وهذا يريح كثيرا المدرب، لأن امتلاك لاعب يجيد اللعب في مركزين بمثابة «كنز» خاصة في حالة تعرض لاعب ما لإصابة.
copy short url   نسخ
01/08/2021
348