+ A
A -
يهتم الملتقى القطري للمؤلفين بتسليط الضوء وملامسة كافة القضايا الثقافية محلية كانت أو دولية، مرتكزاً في ذلك على التنوع في الفعاليات والحرص على اختيار الموضوعات والقضايا والأفكار التي يناقشها أو يستعرضها عبر ضيوفه من الخبراء والعلماء والأساتذة، على غرار مبادرة ما بين الرفوف والمبادرات النقدية مبادرة النقاد وما يقاربون وما قبلها اقرأني فإني هذا الكتاب ومبادرة الخطابة التي تحتفي باللغة العربية والخطباء والتي تأتي ضمن فعاليات الدوحة عاصمة الثقافة الإسلامية، إضافة إلى مبادرة أخلاق الرسول التي سلطت الضوء في آخر حلقاتها على علاقة الرسول صلى الله عليه وسلم بالشباب في عصره.
وتتماشى فعاليات الملتقى القطري للمؤلفين مع توجهات وزارة الثقافة والرياضة وتنسجم مع أهداف رؤية قطر الوطنية 2030، كما تهتم تلك الفعاليات بتعزيز ثقافة المجتمع ووعيه المعرفي، وتعلي من شأن فئة الشباب والجمهور بشكل عام عبر تقديم كل ما يساهم في الإرتقاء بالأخلاق.
وبالتطرق إلى برنامج "أخلاق الرسول" فقد قدم الحلقة الأخيرة التي أعدها الأستاذ محمد الشبراوي الإعلامي الأستاذ سالم الجحوشي، واستهل حديثه بالتأكيد على أن لكل عصر عوامل قوة وأنماط تأثير تتمثل عبر العصور جليا في مرحلة الشباب، نظرا لكونها مرحلة سنية لا نظير لها ترمز إلى العطاء والإنجاز وترك البصمات على جبين التاريخ.
وقال الأستاذ الجحوشي: «حين بعث نبينا، صلوات ربي وتسليماته عليه، كان في سن الأربعين، وهو سن اكتمال الشباب، إنه عمر يعادل البدر في دورة القمر، وفورة الشباب تضاهيها الشمس في رابعة النهار، ولن يكون القمر أكثر إثارة في غير البدر، ولن تكون الشمس أشد توقدا وتوهجا في غير شبابها».
من هذا المنطلق، عزز النبي صلى الله عليه وسلم دور الشباب في خدمة الأمة، ووظف روحهم الوثابة لتمكين الإسلام في الأرض، وقاسم الشباب الشيوخ الأمر، فلشباب الحماس والإخلاص وللشيوخ النصح والتوجيه، وبتكامل الطرفين يكون السؤدد والظفر.
وأكد أنه يمكن تبين دور الشباب في بدايات الدعوة النبوية، حيث كان لهم دور حيوي من بينهم الزبير بين العوام في عمر خمسة عشر عاما، وطلحة بن عبيد الله يكبره بعام واحد، وسعد بن أبي وقاص في عمر سبعة عشر عاما، ومصعب بن عمير وأسامة بن زيد وغيرهم الكثير ممن سخروا أنفسهم لخدمة دينهم.
وأوضح الأستاذ الجحوشي أن النبي الأكرم صلوات الله عليه نجح في استثمار هذه الإمكانيات الهائلة للشباب، في حين أن غيره أخفق في احتوائهم بفضل اعتماده على ثلاث نقاط أساسية، أولها تمكين الشباب عمليًا وليس بالأحاديث الرنانة والكلمات الطنانة، إذ لم يعقد النبي مؤتمرات وورشات وندوات حوار يلقي فيها الضوء على تفعيل الدور الشبابي، وإنما طبق هذا المنهج بصورة لا تخفى على صغير ولا كبير.
فبعد فتح مكة مباشرة، أعفى المصطفى صلوات ربي عليه أبا سفيان من منصبه، وأوكل إلى عتاب بن أسيد إمارة مكة، وتفعيلًا لدور الشباب كلف عثمان بن أبي العاص بمهمة جليلة، إذ جعله سفير الإسلام إلى الطائف والمتحدث باسمه، بالرغم من أن عثمان بن أبي العاص هو أصغر القوم يومها، لكنه تميز عنهم بصفات أهلته لهذه المكرمة.
واستشهد مقدم الحلقة على أهمية دور الشباب بالآية القرآنية التي يرفع ربنا من قدر الشباب، إذ يقول لنا حكاية عن يحيى بن زكريا عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام: (يا يحْيى خذِ الْكِتاب بِقوةٍ وآتيْناه الْحكْم صبِيًا)، ومن قبله تحرك خليل الله إبراهيم للدعوة وتحرق لأجلها وهو في إهاب الشباب: (قالوا سمِعْنا فتًى يذْكرهمْ يُقالُ لَهُ إِبْراهِيم)، فطبق الرسول الكريم منهجًا ربانيًا في استثمار الطاقات الشبابية.
أما النقطة التي ركز عليها الرسول الأكرم فهي احتواء الشباب، فقد فهم النبي طبيعة مرحلة الشباب، وخلع عليهم من الاحتواء والتوجيه ما يصقل به نفوسهم، ويحببهم في الدعوة إلى الله والإخلاص لها، وحين يأتيه أحدهم يستأذنه في اتباع شهوة نفسه أو الانسلاخ عن منهج الدعوة، لم يأمر المصطفى بضرب عنقه، بل حاوره بعطف الأب ورحمة الأم بولدها.
وعلى الجانب الآخر، أعلن الملتقى القطري للمؤلفين عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي عن انطلاق تدريب مجموعة من الشباب من أصحاب المواهب في الكتابة الإبداعية، وذلك ضمن مسابقة سابق أحلامك مع حمد التي تم إطلاقها يوم 4 مايو الماضي وتستهدف فئة الشباب الموهوبين في الكتابة الإبداعية في مجال القصة، وتأتي المسابقة ضمن مشروع رعاية المواهب الشابة ودعمها، من خلال اختيار مجموعة من الأعمال في مجال القصة لنشرها بالتعاون مع دور النشر المحلية، بعد عرضها على لجان تحكيم متخصصة لاختيار الأعمال التي تستحق أن ترى النور. وصرح الأستاذ حمد التميمي، مدير البرامج الشبابية بالملتقى والمشرف على البرنامج، بأن الملتقى استقبل منذ لإعلان عن المسابقة ما يزيد عن 20 مشاركة، لكنها لم تستوف الشروط المطلوبة، لذلك تم إقصاؤها وتم ترشيح مجموعة من المشاركات لشباب تترواح أعمارهم بين 16 و36 سنة ولا تزال فرصة الانضمام للبرنامج التدريبي متاحة لكل من تتوفر لديه الشروط، وهي: أن يكون قطريا أو مقيما في دولة قطر، أن يرسل نسخة من كتاباته والبطاقة الشخصية مع بيانات التواصل على الإيميل الموضح في الإعلان. يستهدف البرنامج التدريب على الكتابة القصصية والشغف والرغبة في تطوير مواهبهم، حيث تأتي هذه المسابقة ضمن برامج اكتشاف ورعاية المواهب في مجال الكتابة، ومن المتوقع أن تنطلق في مرحلة لاحقة، بعد مسابقة حقق أحلامك مع حمد لدعم الشباب لنشر كتابهم الأول، مسابقة الأديب للشباب، التي تنطلق سنويا في الإجازات بغرض استثمار هذه الفترة لاكتشاف القدرات الكامنة.
copy short url   نسخ
31/07/2021
312