+ A
A -
يقوم مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم (وايز) بإجراء مشروع بحثي عن التحديات التي يواجهها قادة المدارس العامة والخاصة في دولة قطر في تحفيز الطلاب وحثّهم على التعلم، حيث شمل إجراء استقصاء شارك به أكثر من 100 مدرسة عامة وخاصة ومقدمو خدمات تعليمية غير نظامية في دولة قطر.
أجاب هذا البحث عن أسئلة عديدة أهمها كيف باستطاعة المدارس الاستفادة من الدروس التي تقدّمها الجهات الفاعلة في مجتمعنا، التي لا تندرج تحت فئة الجهات التعليمية، ولكن بوسعها تقديم إسهامات جمّة في أحد أصعب التحديات التي يواجهها قادة المدارس العامة والخاصة في دولة قطر.
وفي هذا السياق يؤكد أوريليو أمارال رئيس مسار منظومات التعلّم في مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم (وايز)، إحدى مبادرات مؤسسة قطر، أنّ التعلّم والنمو ليسا بالضرورة أن يكونا مرتبطين بالمدرسة، فشغف المرء بالتعلم هو السبيل لإيجاد مُتعلّمين أكثر تفاعلًا على الأمد الطويل.
وقال: سعيًا منهم إلى تعزيز مشاركة الطلاب داخل المدارس، لجأ كثير من مديري المدارس ومعلميها إلى توفير فرص التعلم الواقعية بكثرة خارج الفصول الدراسية، لا سيّما تلك المرتبطة بالمناهج الدراسية التي يدرسها الطلاب. وتعكس في الوقت نفسه المجالات التي تحوز على اهتماماتهم وشغفهم. ومثال ذلك، تنظيم الزيارات إلى أرباب العمل والمؤسسات الثقافية، أو إجراء حوارات افتراضية، نظرًا للظروف التي فرضتها جائحة كوفيد 19 وما استتبعها من تركيز على التعلم الإلكتروني، مع قادة وروّاد مخضرمين في مجالات عديدة، وذلك سعيًا منهم إلى إضفاء صبغة التعلم على الأنشطة الحياتية التي يمارسها الطلاب.
و دأب مؤتمر القمة للابتكار في التعليم «وايز» على تشجيع فرص التعلم غير النظامية للشباب القطري وتوسيع نطاقها عبر المبادرات المحلية التي ينظمها.
ففي عام 2020، قمنا بإطلاق نسخة أولية مختلطة من مهرجان للتعلم في الوكرة امتد لأسبوع كامل بالتعاون مع نخبة من الشركاء المحليين والدوليين، سعيًا منّا إلى تشجيع الطلاب على الاطلاع على تجارب من الضيوف المشاركين من الخارج، وحثّهم على التفاعل الافتراضي عبر مؤسسات متنوعة في بلدانهم وتأمل القضايا التي تؤرق مجتمعاتهم.
وشهدت إحدى هذه الأنشطة تنظيم جولة رقمية داخل استاد الجنوب والمساحات الخضراء التي تكتنفه بالتعاون مع أحد خبراء الاستدامة، وأتاح ذلك للطلاب معرفة أن عملية تخطيط المنطقة تضمّنت تلقي إسهامات بالأشجار من الأسر القاطنة في جوارها.
وفي إحدى ورش العمل خارج الصفوف الدراسية، أتحنا للطلاب زيارة الشوارع القديمة في محيط سوق الوكرة وتوثيقها وسرد قصص مصوّرة عن بيئتها المحلية، حيث صبّ بعض الطلاب جلّ تركيزهم على قطع الأثاث القديمة التي عمدت بعض الأُسر إلى رميها والتخلص منها، بينما ركّز بعض الطلاب في قصصهم المصورة على المنازل وهندستها المعمارية وألوانها.
وبوجه عام، أثارت هذه الصور مزيدًا من التساؤلات لدى الطلاب عن هذا الحيّ وعن تاريخه وقاطنيه. يحاول «وايز» في الوقت الراهن طرح المزيد من فرص التعلّم غير الرسمية التي من شأنها تعزيز الحافز الداخلي لدى الشباب للتعلم وذلك عبر برنامج صوت المتعلمين. وتعمل هذه المبادرة على تزويد المشاركين بمهارات التعبير عن النفس.
copy short url   نسخ
31/07/2021
296