+ A
A -
رسالة أوستن وحيد بوسيوف موفد لجنة الإعلام الرياضي
كنتم أبطالاً..
أقل ما يمكن أن نقوله لنجوم منتخبنا الوطني على ما قدموه من مستوى في نصف نهائي الكأس الذهبية، فبطاقة التأهل للمباراة النهائية التي ذهبت للمنتخب الأميركي لا تعكس تماماً الفريق الأفضل في هذه المواجهة، والإحصائيات تتحدث عن الفرص الكثيرة التي سنحت للاعبينا للتسجيل، فحتى هدف المباراة الوحيد جاء خلال الدقائق الأخيرة عكس مجريات اللقاء التي أضاع فيها حسن الهيدوس ركلة جزاء احتسبها الحكم بعد العودة لتقنية الفيديو.
الحديث عن المستوى الذي قدمه العنابي في المربع الذهبي والبطولة ككل جعل حتى قناة «فوكس سبورت» تتحدث مباشرة عن الأداء الرائع لنجوم منتخبنا في المواجهة في استوديو التحليلي الخاص بالمباراة، ونقطة التحول التي حدثت بعد ركلة جزاء التي أضاعها منتخبنا في اللقاء، لهذا من حقنا أن نفتخر بما قدمه أبطالنا أمام المنتخب الأميركي وفي البطولة عامة لأن الوصول للمربع الذهبي هو بمثابة إنجاز جديد لكرة القدم القطرية في مشاركة تاريخية للعنابي بأعرق بطولات الكونكاكاف، بعد أن فرض أسلوبه في اللعب أمام كل منافسيه في البطولة، ليبقى الأكثر تسجيلاً للأهداف وللفرص التي سنحت له خلال جميع المباريات التي لعبها، فهذه الأرقام كانت كافية لتكتب عنها صحف الكونكاكاف وتتحدث عنها قنواتهم في تقاريرها..
لا تغييرات في التشكيلة
اختار فيليكس سانشيز مدرب منتخبنا الوطني خوض لقاء المنتخب الأميركي بنفس التكتيك الذي لعب به مباريات دور المجموعات والدور ربع النهائي، وكما اعتمد على نفس التشكيل الذي خاض به لقاءي الهندوراس والسلفادور من خلال اعتماده على ثلاثة مدافعين وهم خوخي بوعلام في قلب الدفاع وإلى جانبيه عبدالكريم حسن في اليسار وبسام الراوي على اليمين، ويساعدهم كلٌ من همام الأمين وبيدرو ميجيل الثلاثي في أدوارهما الدفاعية، بينما تواجد في الارتكاز اللاعبان كريم بوضياف وعبدالعزيز حاتم، وللمرة الثالثة على التوالي في البطولة لعب حسن الهيدوس قائد منتخبنا الوطني أساسيا خلال المباراة بعد أن كان احتياطيا في مواجهة واحدة وكان ذلك أمام جرينادا، وهي التشكيلة التي كان يعول عليها الجهاز الفني لمنتخبنا لاختراق دفاع المنتخب الأميركي القوي الذي لم يتلقَ سوى هدف واحد في مبارياته الماضية، لهذا فضل سانشيز أن يلعب بنفس الطريقة التي تمكن فيها منتخبنا من تسجيل 12 هدفاً كأقوى هجوم في البطولة.
وهذا ينطبق أيضا على جريج برهالتر مدرب المنتخب الأميركي الذي اختار هو الآخر أن يلعب بنفس التشكيلة والطريقة التي خاض بها مباريات مرحلة المجموعات وكذلك الدور ربع النهائي أمام منتخب جامايكا، من خلال الاعتماد على أربعة لاعبين في الدفاع وثلاثة في الوسط، فيما قاد الثلاثي أريولا ودرايك ديك ولاعب شالكه هوب هجوم الفريق.
المبادرة الهجومية الأولى
بادر منتخبنا الوطني هجوميا أمام صاحب الأرض وهذا كان منتظراً وتكرر في كل مواجهاته خلال مرحلة المجموعات أو الدور ربع النهائي، لهذا لم يكن غريباً على أقوى هجوم في البطولة حتى الآن، فيما حاول المنتخب الأميركي أن يدافع على مرماه حتى لا يتلقى هدفاً مبكراً، وهذا السيناريو كان ينتظره حتى مدربهم لسرعة نقل الهجمة من الدفاع إلى الهجوم التي تميز بها العنابي في هذه البطولة.
وسنحت لنجوم منتخبنا فرصتان للتسجيل في أول ربع ساعة من الشوط الأول بواسطة الهداف المعز علي الذي مرت تسديدته بقليل على حارس مرمى المنتخب الأميركي «مات تيرنر»، والثانية بواسطة أكرم عفيف الذي حاول من خلالها التوغل في منطقة عمليات الخصم، وهما الفرصتان اللتان جعلتا برهالتر ينهض من مكانه مطالباً لاعبيه بالصعود.
مشعل برشم
يعيد الثقة للاعبين
بعد أول محاولتين من جانب منتخبنا الوطني ومطالبة مدرب المنتخب الأميركي لاعبيه بعدم ترك المساحات للاعبي العنابي، حاولوا فيها الاستحواذ على الكرة لأطول فترة ممكنة لحرمان لاعبينا منها حتى لا تكون لديهم فرص أخرى بعد هاتين الفرصتين، في نفس الوقت سنحت لهم أول فرصة في اللقاء عبر اللاعب جيانلوكا بوسيو الذي سدد كرة قوية تصدى لها مشعل على مرتين، الأولى من خلال محاولته إمساك الكرة والثانية لما ارتدت للاعب ماثيو هوب حيث كان تدخل حارس منتخبنا في الوقت المناسب لإبعادها.
هذان التدخلان كانا كافيين لإعادة الثقة للاعبي منتخبنا الذين استعادوا بعدها مباشرة سيطرتهم من حيث الفرص التي سنحت لهم في أول نصف ساعة من الشوط الأول.
هجمات منظمة تنقصها اللمسة الأخيرة
سنحت لمنتخبنا العديد من الفرص خلال الشوط الأول وكلها كانت قريبة للتسجيل، من خلال هجمات منظمة لكنها كانت تفتقد للمسة الأخيرة.. وأبرزها محاولة عبدالكريم حسن داخل منطقة العمليات، وتلتها فرصة عبدالعزيز حاتم الذي تلقى كرة من عبدالكريم حسن لكن تسديدته كانت بعيدة على مرمى المنتخب الأميركي وذلك في الدقيقة 30.
وكما شهدت الدقيقة 33 فرصة للمعز علي الذي تلقى كرة في العمق من أكرم عفيف لكن تسديدته هي الأخرى مرت بعيدة عن مرمى المنافس، وكانت عملية بناء الهجمات أكثر من رائعة من خلال التنويع بين الأجنجة عبر الثنائي بيدرو ميجيل وهمام الأمين وتارة أخرى بواسطة عبدالكريم حسن الذي كان يتحول في العديد من المرات لظهير أيسر فيما كان همام يقوم بتغطية مركزه، إلى جانب العمق لإرباك دفاع المنافس عبر أكرم عفيف، لتكون من إيجابيات الشوط الأول الذي كان رائعا من جانب منتخبنا، فقد وصلت إحصائياته إلى 13 تسديدة للعنابي مقابل 3 تسديدات فقط للمنتخب الأميركي، وهذا يظهر سيطرة منتخبنا على مجرياته.
نقطة تحول المباراة
واصل منتخبنا الوطني الضغط على منافسه في الدقائق الأولى من الشوط الثاني من خلال المحاولات المستمرة لتسجيل هدف التقدم، ورفض حكم المباراة في الدقيقة 55 احتساب ركلة جزاء للعنابي بعد عرقلة أكرم عفيف في منطقة العمليات التي كانت واضحة، لكن تقنية الفيديو أنصفت أكرم حيث احتسبها بعدها الحكم بعد الاستعانة بالـVAR، وكانت بمثابة فرصة حقيقية للتقدم في النتيجة لكن حسن الهيدوس أضاعها بعد أن اختار أن يسددها على طريقة بانينكا التي نجح من خلالها في تسجيل هدف في مرمى بنما، فيما لم تنجح أمام المنتخب الأميركي، فحتى قبل تنفيذها كان مرتبكا قليلاً بسبب الضغط الكبير من لاعبي المنتخب الأميركي الذين كان يحتجون عن ركلة الجزاء.
ركلة الجزاء التي أضاعها الهيدوس جعلت العنابي يتحمل بعدها مباشرة ضغط المنتخب الأميركي، حيث حاولوا نقل الخطر لمنطقة منتخبنا من خلال تكثيف هجماتهم على مرمى مشعل برشم، فقد كانت بمثابة نقطة التحول في اللقاء.
ثلاثة تغييرات مرة واحدة لبرهالتر
بعد شعور مدرب المنتخب الأميركي جريج برهالتر بالخطر خاصة بعد حصول منتخبنا على ركلة الجزاء التي أضاعها الهيدوس، قام بثلاثة تغييرات مرة واحدة من خلال إدخال كل من جياسي زارديس وكريستيان رولاند وريجي كانون مكان كل من داريل ديك وجيانلوكا باسيو وشاكيل مور هذا الأخير لكي يتفادى البطاقة الصفراء الثانية، وهي التغييرات التي جعلت المنتخب الأميركي يكون أخطر هجوميا لغاية الدقائق العشر الأخيرة حيث سنحت لهم ثلاث فرص خطيرة، كما استحوذ فيها على الكرة بشكل أكبر وصل لـ61 %، وفي نفس الوقت رد عليه فيليكس سانشيز بتغييرين بإدخال الثنائي محمد مونتاري وعبدالله الأحرق مكان كل من أكرم عفيف وحسن الهيدوس.
هدف قاس
ركلة الجزاء التي أضاعها حسن الهيدوس أثرت سلبيا على مستوى منتخبنا الذي تراجع للخلف خاصة في الدقائق العشر الأخيرة التي كان فيها المنتخب الأميركي الأفضل، وهذا ما جعل دفاعنا يتحمل ضغط المباراة، بالرغم من أن الدفاع قام بواجبه من خلال غلق المساحات أمام مهاجمي المنتخب الأميركي خاصة على الأجنحة التي تعتبر نقطة قوتهم وهذا ما تحدثنا عنه قبل اللقاء، بما أن أغلب أهدافهم في الأدوار السابقة كانت من خلال بناء الهجمات على الأطراف، لتأتي الدقيقة 86 التي قام فيها نيكولاس جواتشيني بعرضية لزميله جياسي زارديس هذا الأخير سجل من خلالها هدف المباراة الوحيد، ويمكن القول إنه سيناريو قاسٍ لكون هجمات منتخبنا كانت الأخطر طيلة اللقاء.
نجومنا لم يستسلموا
رغم أن الهدف الذي سجله المنتخب الأميركي كان في الدقيقة 86 إلا أن نجوم منتخبنا لم يستسلموا حيث حاولوا الوصول لمرمى منافسهم لتسجيل هدف التعادل، وسنحت لهم بعض الفرص وأخطرها رأسية أحمد علاء في الدقيقة 94 التي مرت بقليل عن حارس مرمى المنتخب الأميركي.
copy short url   نسخ
31/07/2021
612