+ A
A -
الدوحة الوطن
نظم الملتقى القطري للمؤلفين الجلسة السابعة عشرة من مبادرة «مرقاة قطر للخطابة» التي يقيمها الملتقى ضمن فعاليات الدوحة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2021. استهل الجلسة السيد محمد الشبراوي، الشريك اللغوي للمبادرة، مرحباً بالحضور والمشاهدين، حيث أقيمت الحلقة عبر قناة الملتقى على «يوتيوب»، مؤكداً أن الحلقة تعد الرابعة ضمن حلقات «الخطب الارتجالية».
وقال: «قيل قديماً إن الارتجال قتل الرجال، وأرادوا بذلك القول إن الإنسان لا يستطيع الارتجال إلا إذا تمكن من جمع حصيلة لغوية تؤهله وتساعده للحديث أمام الجمهور، ليأتي اليوم لنختبر فيه قدرات الخطباء في الحديث أمام الجمهور، وفي تجميع الفكرة والتعبير عنها إمتاعاً أو إقناعاً، أو أنها فقط لمجرد تزكية الوقت».
وقد أعلن الأستاذ محمد الخليل في نهاية الجلسة نتائجها، حيث فاز بالمركز الأول الخطيب عامر هائل، بينما فاز بالمركز الثاني الخطيب آيات حماد، فيما فاز بالمركز الثالث الخطيب مريم السبيعي.
وأشاد محمد الخليل بهذه التجربة من المرقاة والتي وصفها بالجيدة، «وهي ميزة كبيرة، وذات جوانب مضيئة يقدمها الملتقى القطري للمؤلفين».
وقد ألقت الخطيب مريم السبيعي إحدى خطب قس بن ساعدة الإيادي والذي تسمى باسمه هذه الحولية.
من جانبه، ألقى الشيخ شقر الشهواني، كلمة مرقاة قطر للخطابة، والتي جاءت بعنوان «براعة الاستهلال».
وقال فيها الشيخ شقر: إن الخطيب الموفق هو الذي ينتقي موضوعاً يلامس به واقع الناس،، فأي موضوع يتم الحديث عنه، لا بد من ربطه بما يحدث هذه الأيام، سواء كان ذلك حدثًا محليًا أو عالميًا. وخاطب الخطباء قائلاً: إياكم والحديث في موضوع، يكون فيه الناس في واد، وأنتم بحديثكم في واد آخر، فأيما موضوع تريد الحديث عنه، فيجب أن تلامس فيه واقع الناس، وبشيء يشعرون به، وبذلك تكون موفقاً، وتجذب فيه الآذان للاستماع إلى خطبتك.
وتناولت الفقرة الرئيسة، إلقاء الخطب الارتجالية، وقدمت الخطبة الأولى لاما ساحوري، ومعها الخطيب مريم السبيعي، والتي ألقت خطبتها، وتعرضت فيها لمشاكل الحياة، والتي يكون مواجهتها بالصبر، وتعرضت الخطيب مريم السبيعي إلى أهمية الصبر، والاستعانة به لمواجهة ما قد يتعرض له الإنسان من ابتلاءات في الدنيا.
أما الخطبة الارتجالية الثانية، فقدمها السيد خالد الأحمد، ومعه الخطيب آيات حماد، والتي ألقت الخطبة الأولى لها في المرقاة، وسألها الأحمد: أطلب العلم ولو..، وهنا أجابت الخطيب حماد: اطلب العلم ولو في الصين، وانطلقت من هذه المقولة للحديث عن أهمية العلم، وحث الدين الإسلامي عليه، وأهمية الجهد والطاقة في الحصول عليه، وخاصة في العصر الحالي في ظل ما يشهده من جائحة كورونا.
وقدم الخطيب عامر هائل الخطبة الأخيرة في هذه الجلسة من المرقاة، ومعه المحكم الدكتورة رانيا مصطفى التي سألت عامر هائل قائلة: من شب على شيء..، فأجابها هائل بخطبة، استكمل فيها هذا المثل: «من شب على شيء شاب عليه»، واعتبره من الأمثال الكثيرة والشائعة، التي تنقل الفكرة للمستمع، بكلمات قليلة، لتكون أكثر إيضاحاً. وألقى في ذلك خطبته الارتجالية، مؤكداً أن هذا المثل من الأمثال المعروفة لدى العرب، ويبرز العديد من الصور والمشاهدات العينية.
وكانت الفقرة التالية هي فقرة التحكيم، حيث قامت المحكم لاما ساحوري بتحكيم الخطبة الأولى للخطيب مريم السبيعي، وقالت لاما إن الخطبة الارتجالية، تكون فرصة لتعلم مهارات التحدث أمام العامة بسرعة بديهة، وهذا أمر ليس سهلاً، ولكنه يتمتع بفائدة عظيمة، أبرزها الذكاء والفطنة، فكانت مريم السبيعي على مستوى ذلك، وبمهارة فائقة كانت تتوقف لتجعل المستمع، ينتظر منها القول التالي. وخاطبتها قائلة: صوتك كان واضحاً، وتباينت طبقاته، وألفاظك كانت سهلة.
أما المحكم المهندس خالد الأحمد، فحكم الخطبة الثانية للخطيب آيات حماد. وقال الأحمد إنها ارتجلت، بدون وجل أو خوف، والتقطت محور السؤال، وأجابت عنه بكل ثقة، وأتت بمثال من الواقع، ومنه المعاناة في هذه الأيام، وهي كورونا، وتناولت أهمية العلم. ودعاها إلى الانتباه إلى الصوت، حتى لا يكون على وقع واحد، وحينما تكون هناك حاجة إلى الصوت المرتفع، فيجب الاتيان به، الأمر الذي يتطلب أهمية التنوع بين الصوت المرتفع، والآخر المنخفض.
من جانبها، حكمت د. رانيا مصطفى خطبة عامر هائل، وقالت د. رانيا: إن عامر قتل الارتجال، وأنه دخل في صلب الموضوع، وقدم العديد من الأمثلة، فطبقات الصوت لديه صحيحة، وكانت لديه ثقة واضحة على المنصة، وقدم معاني واضحة للموضوع، وأدى المعنى في ذلك.
بدورها، قدمت الأستاذة حفصة ركراك، فقرة «العثرات اللغوية»، وكيفية تصحيحها. وقالت: لم تكن هناك أخطاء بالغة، غير أننا نحرص في المرقاة على الوقوف على العثرات البسيطة، لتحويلها إلى هدايا تُسدى، وهي العثرات التي قد تأتي نسيانا وليست عمداً، وخاصة في الخطب الارتجالية، ووجهت حديثها إلى الخطباء قائلة: «لا تخشوا أخطاءكم، فقد تكون خير معلم لكم».
وذكرت بعض الأخطاء النحوية المحدودة التي وردت على ألسنة بعض الخطباء وقاموا بتصويبها.
copy short url   نسخ
28/07/2021
442