+ A
A -
مريم كريم هاشم الخالدي كاتبة عراقية
تعد الشائعة خطرا كبيرا يهدد المجتمعات فقد تؤدي إلى تفكك وتدهور المجتمع من خلال دورها في خفض الروح المعنوية أو في اشاعة الفوضى، ومن خلالها تتبدل وتتغير مواقف الافراد وعلاقاتهم وتفاعلاتهم، فالشائعات يمكن ان تؤثر في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والنفسية وايضا يمكن أن يكون لها تأثير في العلاقات الدولية واستقرار المجتمعات، فحالة القلق والخوف التي يعاني منها الإنسان تعد دافعا لترويج الشائعات.
وكلما انتشرت الشائعات بين أفراد المجتمع ساءت العلاقات الاجتماعية في ما بينهم، وسادت الأمراض النفسية من غل وبغض وكراهية في قلوبهم، وهناك من يستغل الشائعات بذكاء وبطريقة مؤذية قد تؤدي إلى كوارث داخل البلد الواحد، فكم من إشاعة أدت إلى تعطيل الاستثمار أو تقليل ثقة المواطن وزرع الشكوك في المجتمع وعدم الثقة بين الحكومة والشعب، وهناك من يستغل موسم الانتخابات لتسقيط المرشحين بعيدا عن التنافس الانتخابي الدستوري وإثارة البلبلة وافتعال الأزمات والإساءة لسمعة الآخرين بقصد التقليل من شأنهم، وكذلك تحوير الاتجاهات نحو أو ضد بعض الأشخاص أو المواقف ونشر معلومات غير مطابقة للواقع بصورة خاطئة وغير صحيحة والتشهير والإساءة لأشخاص بعينهم، وهو ما نلمسه في واقعنا من تصديق المستخدمين لأي خبر ينشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أصبحت الشائعات من أهم أدوات زعزعة الثقة وتجب مواجهة الشائعات والتصدي لها ولا يصح الصمت الرسمي على الشائعات، فالإجراء الرسمي الأول ينبغي أن يكون التكذيب وعدم الصمت الذي يزيد الأمر غموضا، وان الشائعة هي سلوك مخطط ومدبر تقوم به جهة ما أو شخص ما لنشر معلومات أو افكار غير دقيقة بهدف التشهير والتسقيط أو استعمال برنامج معلوماتي أو تقنية معلوماتية في معالجة معطيات شخصية للغير لربطها بمحتوى منافٍ للآداب العامة لإظهارها بطريقة من شأنها المساس باعتباره أو شرفه.
copy short url   نسخ
27/07/2021
494