+ A
A -
بحضور عدد من الأكاديميين والمعاقين بصريا، أقامت مؤسسة أصدقاء ذوي الإعاقة البصرية في قطر فعاليتها الشهرية لشهر يوليو 2021م بعنوان «أيها الكفيف أمسك قلمك»، وتحدث فيها السيد مختار خواجة حول أهمية تثقيف المكفوفين، وتنمية مواهبهم والطرق العملية لتحقيق ذلك.
وأشار مختار خواجة إلى أهمية اكتشاف مواهب المكفوفين، وتناول آليات ذلك، وطرق إدارة الموهبة بعد اكتشافها وصقلها، متطرقا في حديثه عن تاريخ المبدعين من المكفوفين من الشعراء في حضارتنا بداية من الصحابي أبو أحمد بن جحش وابن أم مكتوم رضي الله عنهما إلى الأعمى التطيلي والمعري وابن برد وانتهاء بطه حسين.
وقال إنه من المهم الاكتشاف المبكر للموهبة، والاعتماد على الإدراك الذاتي لها، فعلى الكفيف ألا ينتظر اكتشاف الآخرين له، بل عليه بداية الشعور بذاته، وبصورة موضوعية، وأن يتبع ميوله، وأن ينطلق في القراءة والاطلاع، والتعبير عن الذات، وحينها سيجد الكفيف موهبته، ويكتشفها، وينطلق معها.
وأكد على ضرورة النقد الذاتي والبناء والابتعاد عن النقد الهدام، وأن يحيط المرء نفسه بأشخاص إيجابيين، بنائين، يعتبر أيضا من العوامل المحفزة وفقا لخواجة في حديثه، كذلك اعتبر خواجة أن الموهبة تحتاج صقلا بعرض المنتج المكتوب على الآخرين والالتفات لنقدهم والاعتناء به، مع أهمية الصقل للموهبة بالكتابة والتطوير والقراءة المستمرين.
وأوضح خواجة أن الكتابة لا يشترط أن تكون أدبية حتى نعتبر أن الكفيف موهوب، بل يمكن أن تكون علمية أكاديمية أو في حقل معرفي معين، مشيرا إلى أن المواصلة والمتابعة كفيلة بتطوير الأداء والأسلوب، ونصح الكفيف بإدارة الوقت وعدم تضييعه، وتطوير قدراته وأدواته التقنية، والاعتناء بأسلوبه وحديثه، والمواصلة في مسار التعليم باختلاف أنواعه ومستوياته، لأسباب كثيرة، فالتعليم ليس كتابا مدرسيا، بل معلم قدوة، وصديق مؤثر، وجماعة ينتمي إليها في مدرسة تمثل مجتمعا صغيرا، لافتا نظر الكفيف لحقيقة هامة، وهي أن الواقع الافتراضي لا يكفي ليكون الإنسان مبدعا وخلاقا، بل النجاح الافتراضي يتأسس على النجاح على الأرض.
وعقب السيد حسين خليل نظر مدير المؤسسة على حديث السيد خواجة بأن القراءة اليوم غدت متاحة عبر كثير من الوسائط التقنية المميزة، وأن لا حجة للكفيف في عدم تطويره لنفسه، مؤكدا أن المجتمع سيتقبل الكفيف ما دام قادرا على الوصول والنجاح، وسيحترمه بلا شك.
copy short url   نسخ
26/07/2021
131