+ A
A -
سلط الملتقى القطري للمؤلفين خلال حلقة جديدة من المبادرة الأسبوعية «ما بين الرفوف» التي يقدمها كل من الكاتبين الأستاذ حسن الأنواري والأستاذة ريم دعيبس الضوء على كتاب السيرة الذاتية «عشت لأروي» للكاتب والروائي الكولومبي غابرييل ماركيز الصادر سنة 2002. وقدم الأستاذ الأنواري في مستهل الحلقة نبذة عن الكاتب غابرييل ماركيز وعرفه بكونه روائيا وصحفيا وناشرا وناشطا سياسيا كولومبيا قضى معظم حياته في المكسيك وأوروبا، تضاربت الأقاويل حول تاريخ ميلاده إلا أن الكاتب حسم الجدل وأكد في كتابه «عشت لأروي» أنه ولد سنة 1927.
ويعد ماركيز من أشهر كتّاب الواقعية العجائبية، حيث إن كتاب «مائة عام من العزلة» هو الأكثر تمثيلًا لهذا النوع الأدبي، ويشتمل إنتاجه الأدبي على العديد من القصص والروايات والتجميعات، إلى جانب كتابات أخرى، وتتناول الغالبية العظمى منه مواضيع مثل البحر وتأثير ثقافة الكاريبي والعزلة.
وحصل ماركيز على جائزة نوبل للآداب عام 1982 وذلك تقديرًا للقصص القصيرة والروايات التي كتبها، والتي يمتزج فيها الخيال بالواقع في عالم هادئ من الخيال المثمر، والذي بدوره يعكس حياة وصراعات القارة.
واستعرض الأنواري أهم كتابات ماركيز وهي «الأوراق الذابلة» الصادر سنة 1955 و«ليس للكولونيل من يكاتبه» 1961 و«في ساعة نحس» و«جنازة الأم الكبيرة» سنة 1962 إضافة إلى أشهر أعماله «مائة عام من العزلة» وكتابه «خريف البطريرك» الصادرين سنة 1967.
كما كتب خلال الثمانينات «وقائع موت معلن» سنة 1981 و«الحب في زمن الكوليرا» سنة 1985 و«الجنرال في متاهته» 1989، وكان له في تسعينات القرن الماضي كتاب واحد وهو «عن الحب وشياطين أخرى» سنة 1994.
ولخصت الأستاذة ريم محتوى الكتاب الذي افتتحه صاحبه بعبارة «الحياة ليست ما يعيشه أحدنا بل ما يتذكره وكيف يتذكره ليرويه»، حيث جال ماركيز في هذا الكتاب بين الينابيع الأولى لحياته وكتاباته وعائلته وأصدقائه وعرض خريطة الطريق التي اوصلته إلى ما هو عليه اليوم، موضحة أنه لا يكتب خيالا بقدر ما يكتب عن وقائع تحكي عن مأساة عايشها في طفولة صعبة وممزقة بين بيت جديه في قرية صغيرة في منطقة الكاريبي وفي مساره وتاريخه الشخصي.
وأكدت أن ماركيز ينسي القراء أن النص هو مذكرات أو سيرة وليس رواية بفضل قدرته على جمع العناصر وحبكها ليكشف الفارق الضئيل بين الأدب والحياة الذي يعتبره مجرد خطأ بسيط في الشكل.
وأشارت إلى أن الزمن في «عشت لأروي» ليس متسلسلا، بل يبدو دائريا يتسع لرؤى كثيرة ومشاهد تطل وتغيب كل مرة تجعل القارئ يطرح الكثير من الأسئلة حول طريقة وصول ماركيز إلى الجامعة ودخوله مجال الصحافة أو الأدب ليكتشف في النهاية أنه ثمة علم آخر ومدرسة ثانية في الحياة والشارع والطبيعة.
فمن خلال هذه السيرة الذاتية يكشف ماركيز النقاب عن مقومات طفولته وأول قصة كتبها وعلاقته بالكتابة وشعوره وقت الكتابة الذي عبر عنه بقوله «كان الشعور إما أن أكتب أو أموت. أو في تعبير آخر: إذا كنتَ تظن أنك قادر على العيش من دون كتابة فلا تكتب».
ولفتت الأستاذة ريم إلى أن الشهرة التي اكتسبها خلال حياته لم تكن كقاص أو شاعر أو روائي، بل كخطيب سياسي إثر خطبة القاها بعد الحرب العالمية الثانية.
وعاد الأستاذ الأنواري ليتحدث عن مسيرة كفاح الكاتب الذي كتب في مستهل مسيرته الصحفية ريبورتاجات طولها متر أو متر ونصف المتر وكان ينام على الورق ويصل الليل بالنهار، مشيرا إلى أن الكاتب شهد مصادفات كثيرة في حياته من بينها أنه كتب قصة روايته الثالثة ساعة الشؤم في الحي اللاتيني في باريس ثم جعل من أوراقها لفافة لربطة العنق ودفنها في قاع الخزانة ثم فازت بجائزة قيمتها ثلاثة آلاف دولار في مسابقة شركة آسو الكولومبية يوم ولد ابنه الثاني عام 1962.
كما تحدث عن مأساته الشخصية المستمرة في الكتابة وهي الإملاء، فبعد سبعة عشر كتابا لا يزال مصحّحوه يصفون أخطاءه بأنها مجرد أخطاء مطبعية إضافة إلى أزمته مع العائلة بسبب سهره ليلا ونومه نهارا.
وأوضح أن ماركيز تميز بعبقرية أسلوبه ككاتب وموهبته في تناول الأفكار السياسية، كما كانت تربطه صداقه مع الزعيم الكوبي فيدل كاسترو وقد تسببت هذه الصداقة في الكثير من الجدل في عالم الأدب والسياسة، وختم الأستاذ حسن الحلقة بالحديث عن ظروف وفاة الكاتب الذي توفي في 17 أبريل 2014 في منزله في مكسيكو بعد بضعة أيام من نقله إلى المستشفى إثر إصابته بالتهاب رئوي، وقد أعلن رئيس كولومبيا في خطاب رسمي متلفز الحداد الوطني عليه لمدة ثلاثة أيام.
copy short url   نسخ
26/07/2021
495