+ A
A -
تمتلك دولة قطر القدرة والمقوّمات التي تُمكّنها من ردم الهوة بين الشمال والجنوب، ومن لعب دور رئيسي في تعزيز «الحوار الصعب» المرتبط بكيفية معالجة التغير المناخي؛ هذا ما أكدّه أحد خبراء مؤسسة قطر البارزين في مجال الاستدامة خلال مشاركته في مؤتمر عالمي هامّ تنظمه الأمم المتحدة حول موضوع الطاقة.
ورأى عمران حمد الكواري، الرئيس التنفيذي لمؤسسة قطر الدولية (QFI)، والمستشار في تكنولوجيا المناخ وتحوّل الطاقة أن تأثير ارتفاع درجات الحرارة سيطال منطقة الخليج أكثر من مناطق أخرى، ما يعني أن دول هذه المنطقة لديها «مصلحة راسخة» في اتخاذ الإجراءات التي تؤدي إلى التخفيف من ظاهرة الاحتباس الحراري.
وخلال مشاركته في إحدى المنتديات الوزارية المواضيعية المتعلقة بتحوّلات الطاقة- والتي تأتي تمهيدًا للحوار رفيع المستوى الذي من المقرر أن تعقده الأمم المتحدة حول الطاقة في شهر سبتمبر المقبل- سلّط الكواري الضوء على مكانة دولة قطر المتقدّمة في المؤشر العالمي نتيجة التزامها ببناء مجتمع أكثر استدامة، وعلى جهود مؤسسة قطر الرائدة في هذا المجال.
في هذا السياق، قال عمران الكواري: «نؤمن في قطر بقدرتنا على تقليص الهوة بين جنوب الكرة الأرضية وشمالها وتعزيز الحوار فيما يتعلق بالتغيّر المناخي وتحوّلات الطاقة. من خلال موقعنا الجغرافي، وقيادتنا الرشيدة، ومواردنا، يُمكننا أن نعزز هذا الحوار وندفعه للمضي قدمًا بطريقة مسؤولة».
وأضاف:«العالم لا يحتاج إلى مجرّد القبول بالتحوّل نحو الاقتصاد الأخضر فحسب، وإنما اعتناقه. نحن في قطر نتطلع إلى القيام بدورنا في هذا المجال والاستفادة من مواردنا بطريقة مسؤولة. في مثال على ذلك، أصبحت قضية التغير المناخي جزءًا من مساعينا اليومية في مؤسسة قطر، ومن محادثاتنا، لأننا نؤمن منذ البداية أن رسالتنا تكمن في نقل مجتمعنا إلى مجتمع قائم على المعرفة؛ ولأننا نُدرك أن دعم التحوّل نحو الاقتصاد الأخضر هو الخطوة الصحيحة التي يجب القيام بها».
وتابع الكواري: «من المفارقات المهمّة أنه رغم وجودنا في منطقة الغاز والنفط، إلا أننا سنتأثر بارتفاع درجات الحرارة بشكل أكبر من مناطق أخرى، حيث إنه مقابل ارتفاع حرارة العالم درجة واحدة، سنشعر بارتفاع الحرارة ثلاث درجات في منطقة الخليج. هذا يعني أننا سنتأثر بشكل مباشر وبالتالي لدينا مصلحة راسخة في التخفيف من ذلك، وفي إدارته، بما يُساعدنا على التكيّف والاستفادة من مواردنا ومهاراتنا في هذا المجال».
في هذا الإطار أيضًا، تطرّق الكواري وهو باحث?دكتوراه في كلية لندن الجامعية، معهد الموارد المستدامة بالمملكة المتحدة، إلى أهمية دور المنظمات غير الربحية في التصدي لهذا التحدي، مشيرًا إلى دور مؤسسة قطر في هذا المجال، ومعتبرًا أن المؤسسة تؤدي «دورًا فريدًا من نوعه» في التحوّل نحو الطاقة الخضراء، قائلًا: «يُمكننا العمل مع الحكومات ومع القطاع الخاص. نحن في مكانة جيدة لسدّ الفجوات المرتبطة بالابتكار».
كذلك استعرض الكواري خبرته في بداية عمله بصناعة النفط والغاز وقال:«لقد تعمّقتُ في موضوع تحوّل الطاقة وإزالة الكربون وما يعنيه ذلك للعالم في المستقبل»، مضيفًا: «قد لشهدنا العديد من التحولات في مجال الطاقة على مدى الأعوام الـ200 الماضية، ونحو صادر الطاقة المتجددة. لكن اليوم عملية تحوّل الطاقة مختلفة؛ إنها هادفة».
وتابع الكواري: «بالنسبة لي كان من المهمّ أن أفهم الوجهة التي يتجه إليها الاقتصاد والتكنولوجيا، وأن أُؤدي دوري كفرد فاعل وأفعل كلّ ما وسعي للمساعدة في ردهم الهوّة بين الأوساط الأكاديمية وعالم الأعمال والسياسية. سيكون هناك فائزون وكذلك هناك خاسرون، ولكن لكلّ منا دور نسعى من خلاله إلى الحدّ من عدد الخاسرين قدر الإمكان».
وختم عمران حمد الكواري حديثه بالقول: «يتمتع طلابنا في مؤسسة قطر بالمعرفة، والتطوّر، والرغبة في المشاركة، ونحن نرى في ذلك فرصة لإحداث التغيير الإيجابي في العالم، وهي فرصة لا تُقدّر بثمن لا سيما في مجال التغيّر المناخي والتحوّل نحو الطاقة الخضراء. نصيحتي لجميع الشباب والشابات: انطلقوا للبحث عمّا ترغبون بتحقيقه، وابحثوا عن المجال الذي يُمكّنكم من أداء دوركم. واتخذوه تخصصًا لكم».
copy short url   نسخ
25/06/2021
748