+ A
A -
الدوحة- قنا- أكدت سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني، نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع والرئيس التنفيذي للمؤسسة، أن الوقت قد حان لتغيير منظومة العمل التي لا تلبي احتياجات المرأة وتطلعاتها مع سعيها لتحقيق التوازن بين واجباتها المهنية والأسرية، وذلك في إطار مشاركتها في منتدى قطر الاقتصادي بالتعاون مع بلومبيرغ، إلى جانب هيلاري رودهام كلينتون، وزيرة الخارجية السابعة والستين للولايات المتحدة الأميركية.
وخلال الجلسة التي عقدت أمس بعنوان: «أجندة جريئة للقيادات النسائية»، ضمن فعاليات المنتدى تحدثت سعادة الشيخة هند عن أن الإخفاق في تغيير «أطر منظومة العمل» بصورة تتناسب مع دور المرأة واحتياجاتها، قد يهدد «بتعطل مجتمعاتنا مستقبلا».
كما ركزت الجلسة على مناقشة كيف أثرت جائحة كوفيد 19 بشكل أكبر وأوسع على النساء مقارنة بالرجال في ظل تزايد الأعباء الوظيفية مدفوعة الأجر من جهة، وأعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر من جهة أخرى، علاوة على قلة فرص العمل المتاحة لهن. وتناولت الجلسة كذلك الحديث عن الدروس العالمية المستفادة من الجائحة حول التعليم، ودور الشباب في قيادة الجهود العالمية لمكافحة تغير المناخ.
وقالت سعادة الشيخة «لا تمتلك النساء في جميع أنحاء العالم الإمكانات التي كانت لديهن قبل عام من الآن لرعاية أطفالهن، وهذا يدل على أن منظومة العمل العالمية الحالية لا تلبي نمط حياة المرأة، وكذلك هو الحال بالنسبة للمنظومة التي سبقتها»، مضيفة: «لماذا يجب على النساء الفصل بين المهام الوظيفية والأسرية؟ إذا ما نظرنا إلى النساء على مر التاريخ، لم تكن تلك الطريقة التي يعملن بها، لأنه في حقيقة الأمر لا وجود للفاصل بين العمل والحياة».
وتابعت سعادتها: «آمل أن نأخذ الوقت الكافي لنفكر مليا في الدور الذي يمكن أن نؤديه، سواء كنا منظمات حكومية وغير حكومية، أو حكومات أو قطاعا خاصا، من أجل تغيير أطر العمل الحالية في العالم، وأنها لا تلبي تطلعات المرأة واحتياجاتها ونمط حياتها. مازلنا نناقش باستمرار قضايا مثل فجوة الأجور بين الجنسين، والمساواة في الفرص، وهذا يعني أننا لم نتوصل للحل بعد، والحل يكمن في أن نعمل على مراعاة دور المرأة المختلف عن الرجل، وتحقيق المرونة اللازمة، وأن ندرك ضرورة مشاركة المرأة في حياة أطفالها، وأن يكون لها دور فاعل وذو مغزى في حياتها، فعدم القيام بذلك قد يتسبب في تعطل مجتمعاتنا في المستقبل، وقد حان الوقت الآن لنحدث التغيير المنشود». وسلطت سعادتها الضوء على أعداد النساء الحاصلات على درجة البكالوريوس في العالم، موضحة أن هذا «يعبر عن الدور الفاعل الذي سوف يتقلده العنصر النسائي في قطاع العمل، ومن هنا سيكون لهن دور في محاولة إعادة صياغة منظومة العمل الحالية».
وخلال النقاش، شددت سعادة الشيخة هند أيضا على ضرورة عدم فصل أولياء الأمور عن عملية تعليم أبنائهم قائلة: «لا ينبغي أن ننظر إلى المدارس كمؤسسات تستبعد دور الأسرة، بل يجب دمجها لتتكامل مع الحياة الأسرية. ومن الضروري أن ندرك مستوى أداء أطفالنا في التعليم وأن نكون جزءا من هذا المجتمع الذي ينتمون إليه، وإلا فسينعكس ذلك سلبا على الأبناء وأولياء الأمور على حد سواء، كما يجب أن نفكر في كيفية بناء مجتمعات تضمن استمرارية تجربة التعلم خارج أسوار المدرسة».
وتناولت سعادتها أيضا الحاجة إلى معالجة «اختلال توازن القيم في المجتمع» لكي نتمكن من معالجة التحديات العالمية مثل تغير المناخ. وقالت: «نحتاج إلى غرس المفاهيم التي تمكننا من إدراك أن الأمر لا يتعلق بالأمور التي نحصل عليها، بل فيما نحن بحاجة للوصول إليه، وما هو كاف بالنسبة لنا».
وأضافت سعادتها: «لن نتمكن من حماية مجتمعاتنا إذا فكرنا في أنفسنا فقط. وأنا لدي الثقة بأن الجيل الجديد يدرك ذلك جيدا، ومن واجبنا أن نضمن أن تكون تلك علامة نجاح بالنسبة لهم، فالنجاح لا يرتبط بمقدار الأموال التي نجنيها، ولكن بدورنا في رعاية مجتمعنا وحماية كوكبنا».
واختتمت قائلة: «من المهم أن نفكر مجددا فيما يعنيه الاقتصاد الناجح، قد يستغرق هذا الأمر أجيالا، لكن الوقت الأفضل لنبدأ هو الآن».
من جهتها، أوضحت هيلاري كلينتون، أن «العديد من الوظائف التي كانت تشغلها النساء في ظل الجائحة، لم تعد موجودة، أو تعرضت إلى التغيير»، قائلة: «الخلاصة هي أن الجائحة أثرت بالتأكيد على الجميع وفي كافة أنحاء العالم، أينما كانوا وأيا كان المكان الذي يعيشون فيه، لكن آثارها انعكست على النساء بصورة غير متكافئة».
وتابعت: «لقد شهدنا آثارا اقتصادية، وتزايدا في المسؤوليات وواجبات الرعاية الملقاة على عاتق النساء. وقد تسبب هذا العبء، إضافة إلى كل التحديات الأخرى التي كان على النساء مواجهتها، في ظهور العديد من التداعيات الأخرى. ومع سعينا إلى التصدي لهذه الجائحة، يجب على كل من الحكومات والشركات والمنظمات غير الربحية مراعاة ضمان الاعتراف بالأعباء الواقعة على كاهل النساء، وآمل أن يسهم ذلك في تعافي النساء بجميع أنحاء العالم».
كذلك أوضحت كلينتون أن الاقتصادات والمجتمعات تضع صعوبات بالغة على الأفراد «لإدارة وتأمين متطلبات الحياة»، مضيفة: «نحن بحاجة لمعرفة كيفية تنظيم مجتمعاتنا واقتصاداتنا بشكل أفضل حتى يكون للأفراد في قطاع العمل لاسيما النساء، الفرصة لتحقيق تطلعاتهم».
copy short url   نسخ
24/06/2021
1138