+ A
A -
الدوحة - قنا - أكد فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية على الآثار السلبية والكبيرة لفيروس كورونا كوفيد 19 على اقتصاديات الدول لا سيما النامية والفقيرة منها، وما صاحب ذلك من انكماش في الاقتصاد العالمي، فضلا عن الزيادة في أسعار المواد الغذائية.
واستعرض فخامته لدى مخاطبته «منتدى قطر الاقتصادي بالتعاون مع بلومبرغ» أمس، عبر تقنية الاتصال عن بعد، الجهود التي قامت بها بلاده للتغلب على أزمة الجائحة وتجاوزها، بما في ذلك توفير اللقاحات وتقديمها كذلك للدول الشقيقة والصديقة التي لم تحصل على اللقاحات الكافية، من منطلق أن العالم عبارة عن أسرة واحدة، وبالتالي يتعين التضامن العالمي في هذا الخصوص، مشيرا إلى أن الدراسات أثبتت أن 75 من الدول الفقيرة لم تتسلم بعد اللقاحات.
وقال إن تركيا أصبحت في مقدمة الدول التي كافحت الجائحة وتخلصت من تأثيراتها، لتكون بذلك ورغم الجائحة، من الأعلى نسبة نمو في دول العشرين، وتحتل المرتبة الثانية، وأضاف قائلا «ننظر بإيجابية للمستقبل، والتقارير تقول إن اقتصادنا يتقدم بنسبة 7 بالمائة في عام 2021، وسنكون أفضل مستقبلا».
وأعرب فخامته عن الأسف جراء ما تسببت فيه الجائحة من تغيرات على الاقتصاد العالمي، لافتا إلى أن تركيا مستعدة لهذه النتائج والتغيرات وتنظر لنتائجها على جميع المستويات بسبب ما ترتب عليها من مخاطر على الدول في المجالات كافة وبالأخص الجوانب الاقتصادية منها.
وتابع «حتى الآن وفي غضون السنوات العشر الأخيرة تطورنا بوتيرة أسرع، وطورنا من خططنا كذلك قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى من أجل التقدم والنمو، وبدأنا إصلاحات على كافة المستويات».
كما شدد على ضرورة أن تتاح الأدوية واللقاحات، ويتم توزيعها بعدالة للجميع، وقال إن ذلك هو ما نركز عليه، ونتمنى أن تكون اللقاحات متوفرة ومتاحة قبل نهاية العام الجاري.
وأشاد فخامة الرئيس التركي في ختام كلمته باستضافة دولة قطر تحت القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، لهذا المنتدى الاقتصادي الهام، معربا عن شكره وتقديره لكل من ساهم في انعقاده وتنظيمه.
اليوم الثاني
وكان منتدى قطر الاقتصادي بالتعاون مع بلومبرغ قد استأنف أعماله في يومه الثاني أمس تحت شعار «آفاق جديدة للغد» بالتطرق ومناقشة العديد من المواضيع والقضايا المهمة المتصلة باقتصاديات العالم في ظل جائحة كورونا كوفيد 19 وما بعدها، وتوقعات الأعمال بعد الدخول السريع في كل ما هو رقمي.
وتطرق المتحدثون ضمن أجندة أمس إلى احتمالية المخاطر في عالم شديد الترابط، وما إذا كان من شأن انترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي والجيل الخامس مساعدة الشركات التي تضررت جراء الوباء من الدخول إلى صناعات مدفوعة رقميا، فضلا عن استعراض الفرص التي تلوح في الأفق في هذا السياق، والثمن الذي من المتوقع أن يتكبده المجتمع.
كما جرى التطرق للصدمة التي خلفها وباء كورونا كوفيد 19 على مجمل حياة الناس واقتصاديات العالم، وتأثير ذلك على الأجيال والأغنياء والفقراء، الكبار والصغار، وما يمكنهم فعله لإعادة تقييم حياتهم من جديد.
ومن المواضيع المدرجة في أجندة أمس ما يتعلق بالجرائم الإلكترونية ومدى قدرة شركات التأمين في حماية الناس من المخاطر الإلكترونية الشاملة، بجانب تناول موضوع الفضاء الإلكتروني وعصر انترنت الأشياء والصناعة، وما يمكن فعله بهذا الصدد في عالم يصبح فيه كل شيء مترابطا والجميع معرضون للخطر.
كما سيتم من بين أمور أخرى الحديث عن دور دولة قطر في تدفقات التجارة العالمية والشؤون الدولية وثقافتها في الماضي والحاضر والمستقبل، وكذا تناول موضوع عالم العملات المشفرة سريع التغيير وكيفية الارتقاء بالتجارة العالمية لمستويات ما قبل الفيروس، وسلاسل التوريد في عالم ما بعد الجائحة ومستقبل السفر الجوي، بعد أن تحولت المطارات التي كانت تعج بالحركة إلى أضرحة افتراضية فيما فقد ملايين العاملين في قطاع الطيران حول العالم وظائفهم.
وتطرقت جلسات أمس كذلك إلى المواضيع المتعلقة باللقاحات ورفع قيود السفر وإحياء قطاع الطيران الحيوي لإنعاش اقتصاد العالم، وحلقة الوصل بين الاقتصاد والأمن، ونموذج الأمان الجديد، والنقل الرقمي الكهربائي والاقتصاد السلعي والعقارات، وتحولات الطاقة والممرات البحرية والسماوية والطرق البرية باعتبارها شرايين تحرك التجارة العالمية، وما إذا كانت التوترات الجيوسياسية المتصاعدة تشكل تهديدا في هذا الخصوص وتعزيز الاستدامة بجانب حلقات نقاشية حول الصناعة والانتعاش الأخضر.
ويعقد منتدى قطر الاقتصادي بالتعاون مع بلومبرغ تحت شعار «آفاق جديدة للغد» ويشارك في نسخته الأولى التي تعقد عبر تقنية الاتصال المرئي، ويتم إنتاجها من قبل «بلومبرغ مباشر» عدد من رؤساء الدول والحكومات.
كما يشارك في المنتدى الذي بدأت أعماله «الإثنين» وتختتم اليوم «الأربعاء» نخبة عالمية تضم أكثر من 2000 شخص من رؤساء تنفيذيين، وشخصيات ملهمة وصنّاع قرار في مجالات التمويل والاقتصاد والاستثمار والتكنولوجيا والطاقة والتعليم والرياضة والمناخ.
copy short url   نسخ
23/06/2021
749