+ A
A -
نيويورك - قنا - الأناضول - تستضيف العاصمة الألمانية برلين، اليوم الأربعاء، «مؤتمر برلين الثاني حول ليبيا» على مستوى وزراء خارجية الدول الرئيسية المعنية بالصراع في ليبيا، وتشارك فيه لأول مرة الحكومة الانتقالية الليبية.
وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمم المتحدة وفقا لما أورده موقع «أخبار الأمم المتحدة»، أن الاجتماع يهدف إلى تقييم التقدم المحرز في المسارات السياسية والأمنية والاقتصادية والإنسانية وحقوق الإنسان منذ اجتماع برلين الأخير الذي عقد في يناير 2020، مضيفا أن الاجتماع سيناقش ويتصدى للتحديات المتبقية في تنفيذ خريطة طريق منتدى الحوار السياسي الليبي.
وأشار دوجاريك إلى أن السيدة روزماري ديكارلو وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية، ستشارك في المؤتمر وتقود وفد الأمم المتحدة إلى مؤتمر برلين الثاني حول ليبيا، وذلك نيابة عن الأمين العام للأمم المتحدة.
من جهتها، قالت ديكارلو في تغريدة على حسابها على موقع التواصل الاجتماعي «توتير»: «سنعمل على الدفع نحو إحراز تقدم في اتفاق وقف إطلاق النار -بما في ذلك احترام حظر الأسلحة وسحب المرتزقة- وخارطة الطريق السياسية والانتخابات».
وكان يان كوبيش، رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا «أونسميل»، قد تحدث في إحاطته الافتراضية أمام مجلس الأمن في مايو الماضي عن استمرار وجود العناصر الأجنبية والمرتزقة «مما يرسخ انقسام ليبيا».
وأضاف: «ينص اتفاق وقف إطلاق النار على أنه يجب على جميع الوحدات العسكرية والجماعات المسلحة إخلاء جميع خطوط المواجهة والعودة إلى معسكراتها، وبموازاة ذلك، يجب أن يغادر جميع المرتزقة والمقاتلين الأجانب الأراضي الليبية برا وجوا وبحرا». ودعا إلى التخطيط وضمان المغادرة المنتظمة للمقاتلين الأجانب والمرتزقة والجماعات المسلحة، بالإضافة إلى نزع سلاحهم وتسريحهم وإعادة دمجهم في بلدانهم الأصلية.
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت أن المؤتمر يشكل فرصة مهمة للجمع بين المجتمع الدولي لتقييم الوضع الحالي في ليبيا، وتقديم الدعم لليبيين فيما يتعلق بالإعداد لإجراء الانتخابات الوطنية المقرر عقدها في 24 ديسمبر العام الجاري.
ويرأس عبد الحميد الدبيبة رئيس الحكومة الليبية الوفد الليبي الرسمي للمشاركة في مؤتمر «برلين 2» حول ليبيا.
من جهتها، أعلنت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، أمس، أن بلادها ستطرح خلال مؤتمر «برلين 2» مبادرة للمصالحة الوطنية وتوحيد الجيش دون انحياز لأي طرف. جاء ذلك في تصريحات متلفزة للنقوش نشرتها الصفحة الرسمية للوزارة استعرضت خلالها ما أنجزته الوزارة على الصعيدين المحلي والدولي.
وقالت المنقوش: «المبادرة ترتكز على بنود خريطة الطريق التي قررها ملتقى الحوار السياسي الليبي».
وأضافت: «لاحظنا منذ مؤتمر برلين الأول إلى اليوم أنه رغم توحد السلطة التنفيذية وتوقيع وقف إطلاق النار وبوادر فتح الطريق الساحلي، إلا أن هناك تباطئا في تنفيذ بقية البنود».
وأردفت المنقوش: «لذلك استدعى الأمر أن نفكر بصيغة عملية نطرحها في هذا المؤتمر (برلين 2) تهدف إلى وضع برنامجٍ زمنيٍّ محددٍ لتنفيذ قرارات مجلس الأمن بالخصوص وخلاصات برلين فلا يُمكن أنْ نقبلَ بأن تظلّ النصوصُ حِبراً على ورقْ».
وأشارت إلى أن «أول مادة ستنص عليها المبادرة هي بسط السيادة الوطنية على كامل الأراضي الليبية وإنهاء الوجود الأجنبي، وتحرير القرار السياسي الوطني من أي إكراه داخلي أو خارجي».
وتابعت المنقوش: «كما تتضمن المبادرة إطلاق مصالحة وطنية شاملة، والأهم من ذلك أن يكون هدفها الأسمى هو تنظيم الانتخابات البرلمانية والرئاسية في 24 ديسمبر 2021».
وأوضحت المنقوش أن المبادرة «ستطرح إنشاء مجموعة عمل دولية تترأسها ليبيا، تنعقد بصورة دورية على مستوى وزراء الخارجية بهدف دعم وتعزيز الرؤية الليبية لحل الأزمة بما يتضمنه ذلك من تكريس السيادة الوطنية وتحرير القرار الليبي ودعم ومساندة السلطات في تنفيذ خططها السياسية والأمنية والاقتصادية والمالية بما يخدم مصالح شعبنا».
وشددت المنقوش على أن المبادرة ستركز على خلق آليات تنفيذية لحل المشكل الأمني والاقتصادي، تهدف إلى توحيد الجيش الليبي تحت قيادة واحدة، وتفعيل اتفاق وقف إطلاق النار وتنفيذ شروطه بما في ذلك وضع برنامج زمني واضح لانسحاب كافة القوات الأجنبية والمرتزقة.
وعلى الجانب الآخر، استنكر المجلس الرئاسي الليبي، أمس، دعوة روما وزارة خارجية بلاده إلى عقد ملتقى مصالحة في إيطاليا، دون التنسيق معه.
جاء ذلك وفق رسالة وجهها رئيس المجلس محمد المنفي إلى وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، اطلعت عليها الأناضول.
وقالت الرسالة: «من خلال متابعاتنا لملف المصالحة الوطنية تبادر إلى علمنا قيام وزارة الخارجية بالاستعداد لابتعاث وفد من أطياف الجنوب الليبي لزيارة إيطاليا وفقا للدعوة المقدمة من قبل الخارجية الإيطالية لعقد ملتقى مصالحة فوق الأراضي الإيطالية دون التنسيق المسبق مع المجلس».
وأضافت أن المجلس «يستنكر ما أقدمت عليه وزارة الخارجية الإيطالية، ويطالب بإلغاء الملتقى المشار إليه وإخطار الجانب الإيطالي بضرورة احترام مبادئ السيادة الداخلية ومراعاة علاقات حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدولة».
copy short url   نسخ
23/06/2021
650