+ A
A -
الدوحة- الوطن
انتهى مركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة قطر من إعداد دراسة علمية تحت عنوان: سيناريوهات النظام الإيراني ما بعد خامنئي -قراءة في النماذج والخيارات، وذلك بمشاركة مجموعة من الباحثين، والإصدار متاح، حاليًا، على موقع المركز.
وتأتي هذه الدراسة في سياق «المواكبة» التي تُعد إحدى الركائز الاستراتيجية لمركز ابن خلدون. ويُقصد بالمواكبة «السعي الحثيث لمعرفة الواقع وتطويره»، وذلك في تناغم مع بقية أطر المركز الاستراتيجية المتمثلة في التجديد والمثاقفة والتجسير والأقلمة. ولن يتسنى للمركز أن يحقق أيا من هذه الأطر دون معرفة دقيقة بالواقع، لكن المعرفة الدقيقة بالواقع ليست أمرا ميسورا دائمًا، لتعدد عوامل صناعة الواقع، واختلاف اتجاهات وأيدلوجيات من يتصدى لقراءة الواقع، وتنوّع أدوات النظر والتحليل؛ ولذلك فلن نطمع، والحالة هذه، في الحصول على قراءة واحدة للواقع الواحد، بقدر ما نطمع أن تتوفر لدينا قراءات تتقارب وتتباعد بتقارب وتباعد المشارب الفكرية للباحثين والمناهج البحثية التي يعتمدون.
أما حينما يُرجى من «قراءة الواقع» أن تكون خطوة أولية نحو «التنبؤ» بما عسى أن يقع في «المستقبل» فإن الأمور تصبح أكثر تعقيدا وصعوبة. وسيبدو الفرق كبيرًا بين علوم الطبيعة التي يتحدث أصحابها بثقة وجرأة عن مستقبل الظواهر التي يدرسون، والعلوم الإنسانية والاجتماعية التي لا يملك أصحابها إلا الحديث بحذر، نسبة لسيولة الظواهر التي يبحثون، ولكثرة الاحتمالات والمتغيرات التي يواجهون.
فيما يتعلق بهذه الدراسة فإنها تستمد أهميتها من الأهمية المتنامية للفاعل الإيراني في النظام الدولي عمومًا والنظام الإقليمي على وجه الخصوص، فلا شك أن فاعلاً بحجم الفاعل الإيراني -الذي يكاد يكون اللاعب الإقليمي الأكثر نشاطًا والأقوى تأثيرًا في الشرق الأوسط- لا يمكن تجاهل مجرياته الداخلية والخارجية، ولعل أبرز ما تتشوّف له أنظار المراقبين في المرحلة الحالية هي مسألة التحوّل القادم في منصب القائد الأعلى للثورة، وما يترتب عليها من استحقاقات لا سيما في المشهدين المحلي والإقليمي.
copy short url   نسخ
23/06/2021
12528