+ A
A -
يحتفل العالم في 23 يونيو سنويًا بيوم الأمم المتحدة للخدمة العامة، ويأتي هذا اليوم للاحتفاء بأهمية الخدمة العامة وقيمتها الإنسانية وتعزيز دورها في عملية التنمية، ولتشجيع المجتمع على القيام بدور اجتماعي فاعل. في هذا التحقيق نستعرض آراء بعض أخصائيي مركز التطوع والخدمة المجتمعية في جامعة قطر حول أهمية ترسيخ العمل التطوعي.
في البداية، تحدث ا. عماد أبو دية، أخصائي برامج تعلم خدمي في مركز التطوع والخدمة المجتمعية بالجامعة عن دور الجامعة في نشر مفهوم العمل التطوعي، وقال: «أسهمت جامعة قطر بشكل كبير في نشر وترسيخ مفهوم العمل التطوعي لدى طلبتها بشكل خاص والمجتمع القطري بشكل عام، وذلك من خلال توفير مئات البرامج التطوعية لآلاف الطلبة والطالبات وأفراد المجتمع. وقد استهدفت تلك البرامج مختلف مجالات التطوع والخدمة المجتمعية لتتناسب مع اهتمامات جميع أفراد المجتمع، وفي الوقت ذاته تقديم التشجيع الدائم لمنتسبيها على الانخراط في تلك البرامج وتبيان أهميتها والفائدة المرجوة منها والتي ستعود عليهم كأفراد وعلى المجتمع. كما نظمت الجامعة العديد من المناسبات والفعاليات التي تهدف إلى تسليط الضوء على أهمية العمل التطوعي، وجهود المتطوعين وأهم المبادرات التطوعية في الدولة وخارجها، على سبيل المثال احتفالية اليوم العالمي للتطوع».
وأضاف أبودية: «رصدت الجامعة جائزة تشجيعية سنوية تُمنح للطلبة أصحاب العطاء والمشاركات الفعالة في العمل التطوعي بهدف تشجيعهم على الاستمرار وحث بقية منتسبي الجامعة على الانخراط في هذا المجال. إلى جانب كل ذلك طرحت الجامعة برنامج الخدمة الاجتماعية الذي تطرحه كلية الآداب والعلوم والذي يعد من التخصصات الأكاديمية المهمة التي تشهد إقبالًا متزايدًا من الطلبة مع مرور السنوات، وتسعى الجامعة من خلاله إلى تدريس الطلبة النظريات العلمية المختلفة في المجال، وتعزيز الخبرات ذات الكفاءة العلمية والبحثية لتكون قادرة على تعزيز مفهوم العمل الاجتماعي والتطوعي بشكل مبني على أسس علمية صحيحة، كما تقوم الجامعة بطرح مقررات دراسية عامة ومتاحة لجميع الطلبة، بهدف دراسة المفاهيم المتعلقة بالعمل التطوعي والخدمة المجتمعية من ناحية عملية تساعدهم على اكتساب المهارات الشخصية والقيادية المطلوبة؛ ليكونوا قادرين على أداء دورهم اتجاه المجتمع بالشكل الفعّال. إلى جانب العديد والعديد من البرامج والمبادرات الأخرى التي تقدمها الجامعة لتعزيز المفاهيم الصحيحة، وتصحيح المفاهيم الخاطئة المرتبطة بالعمل التطوعي والمجتمعي».
وبدوره، قال ا. مبارك الدوسري – أخصائي أول برامج خدمة مجتمعية: «إنَّ البرامج التطوعية التي توفرها جامعة قطر تلعب دورا بارزًا في صقل مهارات الطلبة وتطوير المعرفة لدى الطالب، وذلك لما يكسبه الطالب من خلال الفرص والتجارب التطوعية والانخراط بها؛ لتشكِّل منه شخصية قيادية مؤثرة في مسيرة حياته العملية والعلمية، لذا فإنه يجب توفير البرامج النوعية والتي تتسم بالعديد من الأهداف والمخرجات والتي ستكون نتائج ثمارها على المجتمع المحيط به، كما سيُسهم بدوره من تعزيز الثقافة التطوعية بين أفراد هذا المجتمع بالإضافة إلى المساهمة في تطوير عجلة التنمية البشرية بالدولة، والتي هي أساس استمرار تطور وتقدم المجالات الأخرى».
ومن جانبها، وضحت ا. مها المري أخصائي برامج تطوعية أن مركز التطوع والخدمة المجتمعية في جامعة قطر يعد من أهم المراكز التطوعية في المجتمع، كما أن التطوع الافتراضي هو جزءٌ من سياسة المركز، لا سيما بعد اجتياح وباء (كوفيد - 19) للعالم، حيث تضاعفت أهمية التطوع تزامنًا مع تضاعف أهمية أن تكون المؤسسة التطوعية لديها آلية في تنفيذ المهام التطوعية بشكل افتراضي. فمركز التطوع برز جليًّا في المجتمع المحلي كونه أحد الجهات الأساسية في حملة التطوع الوطنية للتصدي لهذه الجائحة تحت شعار (من أجل قطر).
وأضافت المري: «ولأن مركز التطوع والخدمة المجتمعية لديه معظم الأساسيات التكنولوجية ومدرَّبٌ عليها بشكل ممتاز؛ فإن استخدام هذه الطريقة من التطوع كجزءٍ من سياسة العمل كان سلسًا. ونستطيع القول هنا إن في ظل هذه الأزمة الصحية تم اخراط العمل التطوعي التقليدي بالتطوع الافتراضي حسب الاحتياجات والإمكانيات المتاحة».
من جانبِ آخر، قالت ا. شيخة الكواري- أخصائي أول برامج تطوعية: «تتيح البرامج التطوعية المتنوعة لطلبة جامعة قطر القيام بالمشاركة الفعالة في المجتمع، من خلال التخطيط والتنفيذ ووضع الحلول اللازمة وتبادل الأفكار الإبداعية. كما أن التطوع في هذه البرامج يسهم في زيادة ثقة الطالب بنفسه والشعور بالفخر والاعتزاز والرضى عن النفس، حيث إنه كلما تحسن شعور الشخص تجاه نفسه زادت نظرته الإيجابية نحو أهدافه وخططه المستقبلية، إلى جانب تطوير المهارات الاجتماعية والتواصل مع الآخرين خاصة للطالب الخجول، حيث إن العمل التطوعي هو عمل جماعي في جوهره، ويُتيح للطالب فرصة الالتقاء بالآخرين ممن لديهم اهتمامات مشتركة، بالإضافة إلى الاستفادة المستقبلية من المهارات المكتسبة خلال العمل التطوعي وإبرازها في سوق العمل».
copy short url   نسخ
23/06/2021
26257