+ A
A -
نيويورك - قنا - اعتبرت سعادة السفيرة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني، المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، أن الأزمة الصحية العالمية هي تذكير للجميع بالمصير المترابط للعالم، ودافع لتجديد الالتزام بالتعاون الدولي وزيادة الدعم للمؤسسات الدولية لمواجهة التحديات الجديدة، مبينة أن دولة قطر اتبعت مقاربة شاملة إزاء مواجهة واحتواء الجائحة وآثارها على المستويين الوطني والدولي.
جاء ذلك في بيان ألقته سعادتها في جلسة مجلس الأمن الدولي بصيغة «آريا» حول تأثير جائحة (كوفيد 19) على الجهود الدولية لمنع ومكافحة الإرهاب والتطرف العنيف المنعقدة بتاريخ 16 يونيو الجاري.
وأوضحت سعادة السفيرة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني، أنه يتعين على الدول والجهات الفاعلة الأخرى أن تجهد في معرفة كيفية التعامل مع آثار جائحة (كوفيد 19) ومع ما نجم عنها من تحول في بيئة وطرائق السياسات والممارسات، لافتة إلى أن الأمر نفسه ينطبق على مكافحة الإرهاب ومنع التطرف العنيف ومكافحته، لاسيما أنه يعتبر أحد أكبر التحديات، حيث يواجه الجميع نوايا خبيثة تكنها الجماعات الإرهابية لاستغلال مواطن الضعف الناجمة عن الجائحة وعن الاستجابة لها بهدف تمرير مخططاتها وأنشطتها الإجرامية.
وقالت إن «هذه الجماعات ما برحت تسعى إلى زيادة التجنيد والتحريض على مزيد من الكراهية والخوف عبر استغلال المظالم الاجتماعية والاقتصادية المتزايدة، والقيود المفروضة على حقوق الإنسان، وتفشي المعلومات المضللة»، مشيرة إلى أنه «إضافة إلى ذلك، أبرزت الجائحة التهديد الذي تمثله الأشكال الناشئة للإرهاب، كالهجمات السيبرانية ضد البنى التحتية الحيوية».
ولفتت سعادة المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، إلى أن تحويل الموارد نحو توفير الرعاية الصحية ومواجهة الجائحة قد أدى إلى إثقال كاهل قطاعات أخرى بينها مكافحة الإرهاب ومنع التطرف العنيف ومكافحته، كما أعاقت تدابير مواجهة الجائحة، مثل القيود على السفر، النطاق الواسع للأنشطة اللازمة للتصدي للتهديد الإرهابي المتعدد الأوجه.
وأفادت سعادة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني، بأن دولة قطر، وإدراكا منها لضرورة حصول الجميع على العلاج واللقاحات لتسريع التعافي، قامت بتقديم الدعم إلى المؤسسات الدولية المختصة والبلدان المتضررة من الجائحة وذلك بتوفير اللوازم الطبية والاحتياجات الأخرى المتعلقة بمواجهة الجائحة، مثلما ساهمت بمبلغ 20 مليون دولار للتحالف العالمي للقاحات والتحصين، وبمبلغ 10 ملايين دولار لمنظمة الصحة العالمية، ودعمت المبادرة الإنسانية لجمع 100 مليون دولار لتوفير اللقاحات، مع التركيز على الفئات الأكثر ضعفا والبلدان الأكثر احتياجا.
كما بينت سعادتها أن دولة قطر، بصفتها داعما رئيسيا للأولويات الاستراتيجية لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، يسعدها أن ترى المرونة الكبيرة التي أظهرها المكتب على مدار العام الماضي لضمان استمرارية الأعمال والمشاركة من دون انقطاع مع الجهات المعنية المختلفة وتنفيذ برامجه الحيوية، مستفيدا في ذلك من الدعم المالي المتوفر من دولة قطر، متابعة قولها «لقد كيف المكتب بسرعة أساليب عمله مع الواقع الجديد باعتماد طريقة عمل تمزج بين المشاركة الشخصية والافتراضية وبتطوير قدراته الرقمية وباعتماد حلول مبتكرة وافتراضية، وأتاح الأسبوع الافتراضي لمكافحة الإرهاب الذي نظم في يوليو 2020 تحت عنوان «التحديات الاستراتيجية والعملية لمكافحة الإرهاب في بيئة تسودها جائحة عالمية» فرصة لإجراء أول مناقشة دولية شاملة حول تداعيات (كوفيد 19) على الإرهاب ومكافحة الإرهاب، حيث كان أداء بعض برامج المكتب أفضل بالفعل في ظل الجائحة، إذ أتاحت مرونة أشكال التواصل الافتراضية زيادة المشاركة على الصعيد العالمي».
وفي ختام بيانها، نوهت سعادة السفيرة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني، المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، إلى أنه رغم ما طرحته الجائحة من تحديات إضافية وتسببت به من نكسات في ما يتعلق بمنع التطرف العنيف والإرهاب ومكافحتهما، فإن الحلول المبتكرة التي أوجدتها جميع الجهات الفاعلة للتخفيف من الصعوبات الناجمة عن الجائحة والالتفاف عليها يمكن أن تشكل موردا قيما لاستجابة أكثر فعالية في حقبة ما بعد الجائحة.
copy short url   نسخ
19/06/2021
313