+ A
A -
فاطمة المزيعل
كل الذين استرخصوك، وقللوا من قيمتك واحترامك، واستكثروا نفسهم عليك، وبعدم تقديرهم أهانوك ونبذوك وببشاعة أهملوك!
أصدقاء، أحباء، اخوة أو أقرباء، فهم جميعاً كانوا أشخاصاً يتغلغلون كل زاوية من زوايا حياتك، وفجأة ! في يوم وليلة، جافوك وتدريجياً عن حياتهم أبعدوك، هدموك وهدموا ثقتك بنفسك، وتخلوا عنك، وتركوك دون اسباب مقنعة وكأنهم لا يعرفوك!
وبغبار جهلهم أساءوا لك وهمشوك، وصاروا ينقبون عن ابسط سلبياتك فقط ليعايروك ويعيبوك ويجرحوك.
وسرعان ما نسوا طيبك وكرم مواقفك معهم وحبك الجم لهم، وكأنهم لن يعرفوك يوماً ما أو يفهموك!
خيبوا ظنك للأسف وخذلوك، وصاروا على الدوام فقط يسيئون لك وينتقدوك.
وكهؤلاء اشخاص فقط اتركهم! وارحل عنهم، لا تعاتب، لا تجامل أو حتى تلوم، اتركهم ولا تبوح لهم بشيء
ابداً كي تقنعهم بك أو بحسن نواياك تجاههم، اتركهم ولا توضح مدى حبك لهم!
اتركهم! واياك في يوم من الايام ان تتعشم خيراً بهم، أو تفكر بهم! اتركهم وابتعد عن كل ما يزعج مسامعك منهم ويسرق أنفاسك، ويشل جوارحك، فهم لا يستحقوك، فلا تتعب نفسك وترهقها بالتفكير من أجلهم!
قَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ -رَحِمَهُ اللهُ:
[كَانَ لَنَا أَصْدَقَاءُ وَإِخْوَانٌ أَعْتَدُّ بِهِمْ، فَرَأَيْتُ مِنْهُمُ الْجَفَاءَ، وَتَرْكَ شُرُوطِ الصَّدَاقَةِ وَالْأُخُوَّةِ عَجَائِبَ، فَأَخَذْتُ أَعْتِبُ، ثُمَّ انْتَبَهْتُ لِنَفْسِي فَقُلْتُ: وَمَا يَنْفَعُ الْعِتَابُ]؟!
فقيمتك كإنسان جيدً، هو ان تفهم أن حياتك لن تتوقف على وجود أو رحيل أشخاص كهؤلاء، فتقدير الذات هو أن تكون أنت أهم الناس في حياتك، وأن تكون صديق نفسك المفضل، وحبيبك الأقرب إلى قلبك، وليس بالضرورة ان تكون الاقرب إلى قلبهم!
copy short url   نسخ
19/06/2021
513