+ A
A -
قام مركز اللغات التابع لمعهد دراسات الترجمة في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة حمد بن خليفة، بتصميم ووضع اختبار إجادة اللغة العربية ليقيس المهارات اللغوية الأربع وقدرة مستخدمي اللغة العربية على التواصل بطلاقة ودقة، وقد صُمم الاختبار لتقييم القدرات اللغوية للمستخدمين في المستويات المتوسطة والعالية (المستويات المتقدمة وإتقان اللغة).
يتكون هذا الاختبار من أربعة عناصر: الاستماع والتحدث والقراءة والكتابة، كما يتضمن خطط وضع الدرجات ومعاييرها ودرجات النجاح التي تحددها الجهة المُمُتَحِنَة ووضع الدرجات بكل سهولة وموثوقية، حيث يتكون قسم الاستماع والفهم بهذا الاختبار من نصي استماع يقيسان القدرة على الفهم مع أسئلة الاختيار المتعدد.
ويتطلب قسم التحدث من الشخص الخاضع للاختبار أن يتحدث عن أحد الموضوعين المقدمين له، أما قسم القراءة، فيتكون من قطعتين قراءة وفهم فضلاً عن أسئلة الاختيار المتعدد ووضع علامة «صواب» أو «خطأ»، في حين يتطلب قسم الكتابة من المُمْتَحَن كتابة فقرات جيدة ومتماسكة ومتناسقة حول موضوعين محددين.
ويستغرق اختبار إجادة اللغة العربية ساعتين و40 دقيقة ويشتمل على قدر كبير من التطبيقات العملية، بحيث يمكن إدارة الاختبار وتصحيحه بسهولة. ويُفترض أن يخضع الشخص المُمتَحَن للاختبار بصفة شخصية. وبإمكان السفارات والمنظمات والشركات التي تحتاج إلى توظيف أفراد يتحدثون اللغة العربية إجراء هذا الاختبار لتقييم قدرات التواصل لدى المتقدمين للوظائف. وقد قامت إحدى السفارات في دولة قطر بتطبيق هذا الاختبار بالفعل كجزء من عملية توظيف كوادر تتحدث اللغة العربية تحتاج هذه السفارة إلى خدماتهم. كما يمكن للمؤسسات التعليمية أن تجري اختبار إجادة اللغة العربية لقياس كفاءة طلابها في المستويات المتوسطة والعالية (المتقدمة ومستوى الإجادة التامة).
التقييم لشغل الوظائف
ويبحث المتحدثون والمتعلمون للغة العربية عن فرص للاستفادة من إجادتهم للغة العربية من أجل تأمين وظائف، ومواصلة تعليمهم أو استخدام اللغة العربية لأغراض سياسية ودبلوماسية وثقافية، وفيما يتعلق بالمؤسسات والمنظمات والشركات المختلفة، يستلزم هذا الموقف قياس مدى إتقان اللغة العربية لمن يتحدثون بها كأحد متطلبات القبول أو ضمن معايير المواصفات الوظيفة المطلوبة ومع ذلك، فإن عدد اختبارات إجادة اللغة العربية لا سيما تلك الاختبارات التي وضعتها الجامعات العربية وتديرها محدود.
وقد أدى ذلك إلى تحفيز متخصصي مركز اللغات التابع لجامعة حمد بن خليفة لتصميم ووضع اختبار إجادة اللغة العربية، لتلك المؤسسات والمنظمات والشركات التي توظف الكوادر ممن تعتبر إجادتهم للغة العربية وسيلة ضرورية لتيسيير أعمال هذه المؤسسات.
وفي إطار التزام جامعة حمد بن خليفة باللغة العربية والعمل على جعلها لغة مستخدمة في العلوم الحديثة في عصر المعلومات، يقوم معهد قطر لبحوث الحوسبة التابع لجامعة حمد بن خليفة بتعزيز مكانة اللغة العربية عبر إجراء أبحاث في تقنيات اللغة العربية.
وأكد المعهد أن الحرص على ازدهار اللغة العربية في العالم الرقمي هو من أولويات أبحاثنا، وتتعرض مشاريع بحثنا الحالية لتحديات مرتبطة بانعدام المحتوى وأخرى لا تقل أهمية حول استخراج هذا المحتوى.
كما يسعى معهد قطر لبحوث الحوسبة ليصبح الرائد في تقنيات اللغة العربية في المنطقة والعالم وذلك في مجالات البحث واسترجاع المعلومات والتحليل ومعالجة اللغات المتعددة والترجمة الآلية المتقدمة كما يبذل جهداً لزيادة المحتوى العربي على الإنترنت وإغنائه.
وأوضح المعهد إلى أن الباحثين يعملون جاهدين لإغلاق الفجوة الناجمة عن انعدام محتوى عربي قيم على الويب وذلك عبر مجاراة جهود رامية إلى زيادة هذا المحتوى وإغنائه، وقد شكلت شراكتهم مع مؤسسة ويكيبيديا أول خطوة في هذه المبادرة، وبفضل تعاونهم مع المجموعة العربية على «ويكيبيديا» فقد زاد عدد المحررين وارتفعت إنتاجيتهم، لافتة إلى عمل جامعات ومؤسسات تربوية لتضمين ويكيبيديا في المناهج مما سيساعد أيضاً على زيادة وإغناء المحتوى على الإنترنت عبر زيادة المعارف واستهلاكها.
وقال أن الهدف المبدئي هو إضافة 10 آلاف مقال ذي جودة عالية باللغة العربية، ولا يقتصر المحتوى على الإنترنت على الوثائق إذ تعمل الجامعة أيضاً مع «يوتيوب، غوغل» على محتوى الفيديو وكذلك مع وسائل الإعلام الاجتماعية كتويتر. أحد المكونات الأساسية للمبادرة هو إنشاء برنامج للتواصل مع مستخدي الإنترنت باللغة العربية لزيادة الوعي وإيصال المعلومات المطلوبة.
ولا تتطرق مبادرات معهد قطر لبحوث الحوسبة لانعدام المحتوى فحسب بل تتعداها إلى مسألة استرجاع هذا المحتوى في حال توفره بحيث يمكن للمستخدمين الوصول إليه وأيضاً توفير المعلومات بحيث تتجاوز الحواجز اللغوية، وتجري تطويرات في هذا الخصوص لمعالجة اللغة العربية في مجال البحث مثل استخدام تحليل الكلمات الصرفي وتمييز الكيانات وتقنيات تعلم البيانات وذلك لاكتشاف محتوى ملائم يمكن استخدامه في عمليات تحليل أدق، بالإضافة إلى ذلك فإن تطوير أدوات تصحيح الأخطاء اللغوية والأخطاء المطبعية وتحديد اللغة والتعامل مع الأشكال المختلفة للغة العربية كاللهجات المحلية واللغة العربية المكتوبة باستخدام الحروف اللاتينية.
وتبذل جهود كبيرة في معهد قطر لبحوث الحوسبة على تحسين الترجمة الآلية للنصوص والكلام على حد سواء، وربط نظام تحويل الكلام إلى نصوص، مما يسمح بكتابة محتوى الفيديو فورياً بنظام الترجمة الآلية للتعامل مع اللغة العربية، كذلك يسمح بالوصول إلى الأخبار المذاعة وتلك المنشورة على الويب، هذا وستركز الأبحاث في المستقبل على تطبيقات من قبيل ترجمة المحاضرات.
ويعمل معهد بحوث الحوسبة في البحث واسترجاع المعلومات، فقد طور المعهد خدمات تجاوزت حدود وظائف البحث الأولية لتسمح ببحث استكشافي أوسع وبالتالي تحليل أفضل لنتائج البحث، كما طوروا وظائف بحث أكثر مرونة وحساسة أكثر للغات، وينجز قسم كبير من عمل بحوث الحوسبة في مجال وسائل الإعلام الاجتماعية، إلا أنه قابل للاستخدام في مجالات أخرى، وقد ساعدت خبرات الباحثين في معالجة اللغات الطبيعية والترجمة الآلية على إرساء أسس هذه البحوث.
كما عملت جهود جامعة حمد بن خليفة على ردم الهوة الموجودة في المجال التربوي عبر تأسيس مشاريع متعلقة بالتربية الالكترونية (e-education) ليتمكن الناس من استخدام مواد بلغة غير لغتهم الأم وتعلمها، كمثال على هذه الأدوات نذكر تطوير قارئ كتب إلكترونية بدعم للغة العربية بالإضافة لتطوير أدوات مساعدة لتعليم اللغة، وستكون هذه الأدوات ذات أثر مباشر على المجتمع والتعلم.
كذلك العمل والتعاون في العديد من مشاريع المعهد مع عدة منظمات محلية وعالمية مثل الجزيرة و(MIT) ووزارة التعليم، وتتضمن بعض الإنجازات والمجالات التي ركزنا عليها: تمييز الكلام باللغة العربية وفهمه باللغة العربية الفصحى وأيضاً بعدة لهجات عربية عامية وخليط من هذه اللهجات، الترجمة الآلية للمحتوى غير العربي (الأخبار والمقالات العلمية الخ) وجعلها متاحة على الويب لوصول أسهل من قبل الناطقين باللغة العربية، تخزين المعلومات العربية واسترجاعها عبر فهرسة الكلمات المفتاحية والمحتوى الدلالي والبحث والتلخيص والفهم، والبحث متعدد اللغات ويتضمن ترجمة فورية لمحتوى غير عربي يجيب على عملية بحث باللغة العربية، إنشاء نماذج لغوية حوسبية للغة العربية الفصحى الحديثة تكون ملائمة للتعامل معها لوغاريتمياً وتدعم العمليات المذكورة أعلاه، تطوير نظم تعليم اللغة العربية ليتعلمها الناطقون بها كلغتهم الأم للطلاب في كافة مراحل تعليمهم بالإضافة للبالغين في عملهم ممن ليست العربية لغتهم الأم.
ومن الجدير بالذكر أنه ووفقًا لموسوعة «ويكيبيديا»، يتحدث اللغة العربية بلهجاتها المختلفة حوالي 422 مليون ناطق بها، سواء من ذوي الأصول العربية أو غير العربية في العالم العربي، وكذلك بين المجتمعات من أصول عربية في الشتات، مما يجعلها واحدة من أكثر خمس لغات تحدثًا في العالم.
copy short url   نسخ
19/06/2021
1209