+ A
A -
الدوحة - قنا - يتوجه صباح اليوم الجمعة الناخبون الإيرانيون إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس جديد للجمهورية خلفا للرئيس حسن روحاني الذي ينهي ولايته الثانية والأخيرة، حسب الدستور.
ويأتي ذلك فيما تعبر البلاد مفترق طرق حاسما يحدد المعالم السياسية الداخلية والخارجية للرئيس القادم، وسط توقعات بانخفاض نسبة المشاركين في هذه الانتخابات التي تعتبر الثالثة عشرة منذ قيام الجمهورية الإسلامية في إيران عام 1979 وحضور قوي لمرشحي التيار المحافظ على حساب مرشحي التيار الإصلاحي.
وقد بدأت في إيران أمس مرحلة الصمت الانتخابي بعد انتهاء الحملات الدعائية للانتخابات الرئاسية.
وسيختار الإيرانيون واحدا من أربعة مرشحين هم: إبراهيم رئيسي الرئيس الحالي للسلطة القضائية في إيران، ويخوض المنافسة الانتخابية للمرة الثانية، ففي عام 2017 كان المنافس الأقوى للرئيس حسن روحاني المنتهية ولايته، وأمير حسين قاضي زاده هاشمي (50 عاما)، وهو سياسي محافظ يشغل حاليا منصب النائب الأول لرئيس البرلمان الإيراني، ومحسن رضائي (67 عاما) وهو الأمين العام لمجلس تشخيص مصلحة النظام، ويوصف بأنه (مرشح دائم في الانتخابات الرئاسية) وكان قائدا للحرس الثوري لمدة 17 عاما.
وقد يعلن الأخيران انسحابهما قبل فتح مراكز الانتخاب صباح غد لصالح رئيسي.
أما المرشح الرابع عبد الناصر همتي (64 عاما)، محافظ البنك المركزي الإيراني حتى إعلان ترشيحه، فهو رجل اقتصاد، ويخوض السباق الانتخابي لأول مرة مستقلا، بالرغم من علاقاته القوية مع المعسكرين سواء الإصلاحي أو المحافظ. وفي الآونة الأخيرة وخاصة بعد انهيار العملة الإيرانية، تعرض همتي للكثير من الانتقادات، التي قد تؤثر في فرص فوزه في الانتخابات الحالية. وكان مجلس صيانة الدستور، قد صادق في مطلع يونيو الجاري على قائمة من سبعة مرشحين نهائيين من بين 592 مرشحا (من بينهم 40 امرأة) سجلوا للانتخابات.
ويبلغ عدد الناخبين في إيران 59 مليونا و310 آلاف و307 أشخاص، وتوقعت استطلاعات الرأي المحلية التي أجريت في الفترة الماضية، أن تكون نسبة المشاركة في حدود 40 بالمائة، علما بأن آخر عملية اقتراع في الجمهورية الإسلامية (الانتخابات التشريعية لعام 2020)، شهدت نسبة 43 بالمائة.
وألقى المرشد الأعلى للثورة علي خامنئي بثقله ليحث الناخبين على المشاركة «الحاسمة والفاعلة» في الانتخابات، وقال في كلمة مباشرة بثها التليفزيون الحكومي الإيراني إن «الشعب الإيراني سيضمن يوم الجمعة ماء وجه البلاد عبر حضوره الفاعل في الانتخابات» التي وصفها بأنها «مصيرية ومؤثرة». وقال خامنئي إن «استعراض القوة على هذا النحو سيخفف الضغوط الخارجية على الجمهورية الإسلامية»، وأشار إلى أن انخفاض المشاركة يعني زيادة الضغوط على البلاد، ولا سيما الاقتصادية. وأضاف: «في أقل من 48 ساعة سيقع حدث بالغ الأهمية في البلاد.. بحضوركم وتصويتكم ستحددون في الواقع مصير البلاد في جميع القضايا الرئيسية».
وتأتي الانتخابات الرئاسية الإيرانية في ظل أزمة اقتصادية حادة في البلاد، تعود بالدرجة الأولى إلى العقوبات التي أعادت الولايات المتحدة فرضها اعتبارا من العام 2018، بعد قرار رئيسها السابق دونالد ترامب الانسحاب بشكل أحادي من الاتفاق حول برنامج طهران النووي.
وينظر إلى هذه الانتخابات أنها تجري على وقع المفاوضات الجارية في فيينا لإعادة الاتفاق النووي الإيراني إلى الحياة، مما يعني أن نجاحها أو فشلها يرتبطان بشكل وثيق بالمشهد الانتخابي في إيران. وربما تعمل القوى المؤثرة في المفاوضات وبخاصة الإدارة الأميركية على توسيع أمدها بانتظار إعلان نتيجة الانتخابات والتعرف على مؤشرات السياسة التي ستنتهجها الحكومة الإيرانية ورئيسها الجديد الذي تشير استطلاعات الرأي إلى أنه سيكون رئيس السلطة القضائية إبراهيم رئيسي، باعتباره الأوفر حظا للفوز بهذا المنصب.
ووفقا لمنظومة الحكم التي استقرت منذ العام 1979، فإن الرئيس الإيراني يعتبر الرجل الثاني في إيران ومهامه تنفيذية، بعد المرشد الأعلى للثورة الإيرانية الذي يرى المراقبون أن رؤيته في الانتخابات الإيرانية، هي الانسجام مع ما سماه المرحلة الثانية، التي يتم فيها بناء صف جديد من القيادة الشابة، وهو ما تحقق في انتخابات البرلمان العام الماضي، وتشكل الانتخابات الرئاسية الخطوة الثانية من رؤيته، التي من شأنها تعزيز فرص المحافظين في حسم منصب الرئيس المقبل.
وسيكون أمام الرئيس الجديد لإيران مهام تنفيذية قادمة تبدو صعبة وسط ظروف سياسية معقدة داخلية وخارجية، على رأس تحدياتها التي يتعين عليه اجتيازها، الجمع بين حرص التيار المحافظ على ضمان الحضور السياسي الإيراني الإقليمي الراهن الذي يصطدم بكثير من اعتراضات قوى إقليمية وخارجية، وفي الوقت نفسه تحسين الظروف المعيشية الصعبة لمواطنيه جراء العقوبات المفروضة على إيران منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني. ا يمكن للمراقبين تلمس آفاق المرحلة الإيرانية القادمة، إلا مع ظهور ما ستسفر عنه مفاوضات فيينا وأطرافها الذين ينتظرون بدورهم التوجهات الجديدة لإيران وأول معالمها من سيكون الرئيس الجديد.
copy short url   نسخ
18/06/2021
637