+ A
A -
سري القدوة كاتب فلسطيني
تلك الوقائع والأحداث التي شهدتها شوارع وأزقة قطاع غزة لا يمكن أن تمر في الذاكرة وتكون مجرد أحداث عابرة وطالما نفكر في تلك الأحداث ونقف لنحلل ما جرى من وقائع باتت تثقل الحالة السياسية الفلسطينية وتوجع أبناء الشعب الفلسطيني، لقد كان يوم 14 يونيو 2007 بمثابة النكبة الثانية للشعب الفلسطيني للأسف، حيث كانت تلك الأحداث ليست بالعابرة والتي هي الأولى من نوعها في التاريخ الفلسطيني، وكانت هذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها مثل هذا الانقسام، حيث طالما يجمع أبناء الشعب الفلسطيني على أهمية تجسيد الوحدة والتوحد في كل الميادين، فهذه الثقافة الدخيلة واللعينة هي التي قسمت شعبنا، وفرضت الحصار، وانتشرت ثقافة الكراهية والعنصرية، وتاهت البوصلة وانحرفت المسيرة الوطنية، ولم نعد قادرين على التوحد.. بالرغم من كل النداءات والمواقف الداعية إلى طي هذه الصفحة السوداء، إلا أن المصالح الخاصة هي التي كانت تنتصر وتحقق التقدم على الهم الوطني والمصلحة الوطنية للشعب الفلسطيني.
وأمام كل هذا الدمار وما خلفه الانقسام نجد أنفسنا اليوم في أمسّ الحاجة إلى الحكمة ولغة العقل لتتوحد الجهود أمام ما يجري من مؤامرات تستهدف الحقوق الوطنية والتاريخية للشعب العربي الفلسطيني، وأمام هذا الاحتلال والعدوان والاستيطان الاستعماري الظالم الذي يبتلع الأرض والحقوق والهوية الفلسطينية.
لقد أدى هذا الانقلاب إلى تقسيم قطاع غزة والضفة الغربية، وهو ما أضعف القضية الفلسطينية، وكانت القوة التي تحتل أرضنا هي التي خرجت مستفيدة من تلك الحالة والضعف الفلسطيني الذي ينهش بالجسد الواحد لنزداد تفسخا ولهيب الانقسام يحرق مستقبل اطفالنا والأجيال القادمة.
لا أريد ولا مجال هنا للخوض في تفاصيل الماضي وما نتج عن هذا الانقسام والنتائج التي وصلنا إليها، ولكن لا بد من التطرق إلى المستقبل، حيث لا يمكن لنا أن نكون دون تحديد أولويات للوحدة الوطنية والحوار الوطني بدلا من استفراد الاحتلال فينا واستغلال الانقسام لإجهاض حلم الشعب الفلسطيني ودولته المستقلة.
لا بد هنا ومن جديد العمل من أجل المستقبل الواعد للأجيال، وإعادة بناء المؤسسات الفلسطينية، ووضع حد لكل المشاكل التي أوجدتها الحقبة السوداء والبناء على ما تم التوافق عليه في الماضي، وضرورة التأكيد على أهمية الدور المصري والعمل المشترك لإعادة إطلاق الحوارات تحت إشراف جهاز المخابرات المصرية، وأهمية التوافق على ضرورة إنهاء الانقسام فورا وبدون أي شروط مسبقة، وتجسيد رؤية الإجماع الفلسطيني والكل الوطني على تنفيذ واتخاذ الخطوات الجادة، من أجل دعم المصالحة، وإنهاء الانقسام، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، لوضع حد لكل أشكال الانقسام.
copy short url   نسخ
18/06/2021
211