+ A
A -
بين حي العتبة الشعبي وحي الحسين الأثري في وسط قاهرة المعز ممرات ضيقة لا يوجد بها حيز من فراغ يسمح بوضع قدم، حيث الباعة في كل مكان وحركة البيع والشراء تشغل المكان بشكل لافت، فلا صوت يعلو على صوت الباعة، والمحلات متراصة في تجاور غريب بنفس نوع البضاعة، ورغم ذلك تجد الزحام هو بطل المشهد في المكانين.
وفي وسط هذا الزحام يوجد سوق اسمه «درب البرابرة»  متخصص في تجارة مستلزمات الأفراح.
وقد شهد السوق  انتعاشا ورواجا كبيرا في فترة عيد الأضحى المبارك نظرا لكثرة الأفراح وإقبال العرائس لشراء مستلزماتها، فالبعض يطلق على السوق (سوق العروسة) والبعض يطلق عليه (سوق الفرح) لما يحمله من كل شيء باللون الأبيض المبهج. 
يقول حامد هارون: السوق عمره أكثر من 100 عام وتميز في منطقة درب البرابرة لأنه المورد الرئيسي لكل عروس فهو مصدر سعادة البنات، ويتسم بأنه مرتب وعبارة عن شوارع صغيرة كل شارع متخصص في شيء معين في فستان العروس واكسسواراتها والأسعار تبدأ من 5 جنيهات لقطعة الاكسسوار الصغيرة حتى 10 آلاف جنيه لأغلى وأثمن الأشياء أو تكاليف الفستان مع اكسسواراته. 
وأضاف حامد: يوجد  في  السوق هواة لتصنيع اكسسوارات العروس من النساء منذ أكثر من 50 عاما ما بين بوكيه الورد وتاج الشعر وطرحة العروس وزهور الدانتيل والفستان نفسه  فيوجد بيننا مبدعات  ويعتمد السوق عليهن فكل محل تجاري هنا يمتلك ورشة صغيرة للتصنيع الفوري لأي شيء يطلبة الزائر وبأفضل جودة فسمعة السوق تكفي للشراء، لذلك السوق مزدحم للغاية على مدار اليوم وخاصة انه قريب من سوق العتبة وأن زائري العتبة دائمو الزيارة لدرب البرابرة. 
وأكد ناجي محمد، صاحب محل تجاري في درب البرابرة: السوق لا يقتصر فقط على المصريين بل هناك زوار من كل الدول العربية خاصة السوريين والعراقيين والفلسطينيين  بالإضافة إلى الأجانب لأنه من أقدم الأسواق الموجودة في مصر على الإطلاق وابواب الدرب تفتح من الساعة الثامنة صباحا أمام الزوار حتى الساعة 11 مساء ويوجد في الشارع أكثر من 300 محل تجاري ناجح. 
وأوضح ناجي، أن السوق يحرص على الظهور يوميا بشكل متجدد فنحن لا نقف عند تصميمات ثابتة، بل نتابع الموضة الأوروبية لذلك سمعة السوق جيدة ولها صدى خارج الحدود، والسوق به كل مستلزمات الأفراح من الحلوى والأدوات التي تقدم فيها وأدوات السبوع وأحدث أشكال النجف للزينة. 
وتقول أسماء محمود- إحدى الفتيات العاملات في التصنيع اليدوي لتاج العروس من الورد والطرحة بأشكالها-: أعمل في السوق منذ أكثر من 10 سنوات  وتعلمت الكثير من كبار الصناع هنا من الرجال والنساء وجميعهم ذوو خبرة عالية ويحضر العشرات من الفتيات للتعلم منهم يوميا فالسوق مدرسة لتعليم الصناعة اليدوية دون توقف وفرصة لإبداع الفنانين والفنانات لإضفاء روح البهجة على المنتجات وتتنافسن الفتيات على تصنيع الأشكال الجميلة والأكثر إقبالا والقطعة التي تحصل على إعجاب الجميع في التصميم يطلق عليها اسم من قام بتصنيعها. 
وأشارت أسماء: معظم زوار السوق عرائس يحضرن بأنفسهن إلى السوق للشراء وأكبر مدة زمنية لتصنيع أكبر شيء في اكسسوارات العروس مثل تزيين فستان الفرح الأبيض بالزهور ساعة واحدة فقط وطرحة العروس لا تستغرق سوى نصف ساعة والتاج نصف ساعة وأي نوع من التطريز لا تزيد مدته على ساعة زمنية. 
وتابعت: السوق مصنع كبير للإنتاج ويعد تراثا متوارثا يتداوله جيل تلو الآخر وهو أكبر سوق لجلب الفرحة للعروس في مصر، وما يسعدنا يوميا اننا نقدم التهاني والتبريكات للعروس أثناء زيارتها لنا، وزيارات الأجانب للمكان معظمها للشراء وتشجيع الفتيات على العمل والإبداع، والاقبال يومي بشكل كثيف إلا أن أكثر الايام ازدحاما يكون في فصل الصيف والمناسبات في الأعياد لكثرة الأفراح.
copy short url   نسخ
17/09/2016
4286