+ A
A -
بيروت - الأناضول ــ قال رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري، أمس، إن بلاده تتدهور اقتصاديا واجتماعيا كل يوم.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقب لقائه مفتي لبنان عبد اللطيف دريان، أعقبه اجتماع مع أعضاء المجلس الشرعي الأعلى في دار الفتوى بالعاصمة بيروت.
وأوضح الحريري: «وضعت المفتي في أجواء ما حدث خلال الفترة الماضية، وعيني وعين المفتي على البلد وما يهمّنا هو البلد (..) لبنان يتدهور اقتصاديا واجتماعيا كل يوم».
ولم يعقب الحريري على أسئلة الصحفيين بشأن قرار اعتذاره عن تشكيل الحكومة اللبنانية المتعثرة منذ أشهر.
وتداولت وسائل إعلام محلية، أمس، من بينها صحيفة «النهار»، أنباء حول أن الحريري حسم قراره بالاعتذار عن تشكيل الحكومة.
وفي 18 مايو الماضي، قال الرئيس اللبناني ميشال عون، في رسالة وجهها إلى مجلس النواب، إن الحريري بات عاجزًا عن تأليف حكومة قادرة على الإنقاذ والتواصل مع مؤسسات المال الأجنبية والصناديق الدولية والدول المانحة.
وردا على رسالة عون، دعا البرلمان اللبناني، الحريري إلى الاستمرار في مساعي تشكيل الحكومة بالاتفاق مع الرئيس ميشال عون.
وجراء خلافات سياسية بين ميشال عون والحريري، يعجز لبنان عن تشكيل حكومة لتخلف حكومة تصريف الأعمال الراهنة، برئاسة دياب، التي استقالت بعد 6 أيام من انفجار المرفأ في أغسطس الماضي.
ويعاني لبنان من أزمة اقتصادية، كما يشهد منذ أكتوبر 2019 احتجاجات شعبية تتهم النخبة السياسية الحاكمة بـ«الفساد وانعدام الكفاءة» في إدارة البلاد.
من جهة أخرى قالت مصادر لبنانية، السبت، إن رئيس الحكومة المكلف، سعد الحريري، ينوي "الاعتذار" عن تشكيل الحكومة، وأنه "قد يعلن القرار" خلال الأيام الثلاثة المقبلة.
يأتي هذا التطور بعد 7 أشهر على تكليف الحريري بتشكيل الحكومة، لكن خلافات بينه وبين الرئيس اللبناني، ميشال عون، تحول دون توصلهما إلى اتفاق بشأن ذلك.
وقال مصدران مقربان للحريري في تصريحات خاصة للأناضول، إن "رئيس الوزراء المكلف ينوي الاعتذار عن تشكيل الحكومة".
وأضاف المصدران، اللذان رفضا الكشف عن هويتهما كونهما غير مخولين بالحديث للإعلام، أنه "قد يعلن هذا القرار خلال الأيام الثلاثة المقبلة".
وأوضح المصدر الأول أن "الحريري لديه النية في تقديم اعتذاره عن تشكيل الحكومة في ظل استمرار عرقلة مهمته من قبل الفريق السياسي التابع لرئيس البلاد عون".
وأشار المصدر الثاني إلى أن "الحريري ينوي الاعتذار، لكنه تريث قليلاً بعد تشجيع من المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى في دار الفتوى اللبنانية على الاستمرار في جهوده لتشكيل الحكومة".
وحذّر من أن "اعتذار الحريري قد يؤدي إلى مزيد من تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد"، وبيّن أنه "لذلك قرر التريث بضعة أيام".
وكان محتجون لبنانيون قد قطعوا طرقات رئيسية في البلاد لبعض الوقت، قبل أن يتم فتحها، اعتراضاً على استمرار الانهيار الاقتصادي والاجتماعي، في وقت سجلت العملة المحلية مزيداً من الهبوط.
وشهدت شوارع رئيسية في بيروت أعمال قطع طرقات متفرقة من قبل محتجين، لا سيما في مناطق كورنيش المزرعة والكولا، وذلك احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية، حسب ما أفاد مراسل الأناضول.
كما قطع محتجون بواسطة الإطارات المشتعلة طريقاً سريعاً في منطقة الناعمة يربط العاصمة بيروت بجنوب البلاد، احتجاجا أيضاً على استمرار الأزمة الاقتصادية والمعيشية، حسب المصدر ذاته.
وللأسباب ذاتها، أشعل شبان غاضبون الإطارات المطاطية في وسط طريق رئيسي يربط بين منطقتي الشويفات وضاحية بيروت الجنوبية.
وفي النبطية (جنوب) قطع عدد من المحتجين الطريق الرئيسي في المنطقة بواسطة العوائق الحديدية، كما أشعلوا الإطارات في وسط الطريق.
وردد المحتجون هتافات تندد بتردي الأوضاع المعيشية وفقدان مادة الوقود.
وتصاعدت أزمة شح الوقود في لبنان خلال الأيام الماضية، ما أدى إلى إقفال معظم المحطات أبوابها بسبب نفاذ مخزونها من البنزين، في حين يشهد القليل مما تبقى من محطات مفتوحة طوابير طويلة من السيارات والدراجات النارية.
وفي البقاع، قطع محتجون طريقاً رئيسياً يؤدي إلى أحد المعابر الحدودية مع سوريا بواسطة الأتربة والأحجار ومستوعبات النفايات، احتجاجاً على استمرار الانهيار المعيشي.
copy short url   نسخ
13/06/2021
646