+ A
A -
محمد موسى
كاتب لبناني
هل انتهت لغة المبادرات وتبخرت إمكانية الحوار والتفاهم في بلد، يطمح أن يشكل نقطة الحوار في العالم؟ هل يجوز كسر الأمل في حكومة لبنانية جديدة لبلد يسعى لأن يرتكز العالم عليه ليؤسس أكاديمية الحوار والأديان؟
لقد سقطت المبادرات واحدة تلو الأخرى منذ مبادرة مؤتمر سيدر لدعم لبنان، الذي كان الملجأ الأول لانتشال الاقتصاد اللبناني من أزماته، ولكن سقطت مبادرة سيدر بفعل سياسة الاستهتار بلبنان الإنسان والوطن وغياب الإصلاحات الحقيقية، ثم توالى سقوط الوساطات والمبادرات مع مختلف الشخصيات الدولية والعربية والمحلية: فالرئيس الفرنسي ماكرون زار لبنان مرتين ونفخ روح الحياة في أرض الموت بعد انفجار المرفأ، ولكن بكل أسف كان تمترس القادة السياسيين أقوى من ماكرون وعقوباته، وإن كان معه كل الأوروبيين. وعليه جاء لودريان مرات ومرات دون جدوى، حتى أطلق تهديداته بزوال لبنان وبقاء حقوق الطوائف وغرق التيتانيك اللبنانية بجبل الجليد المبني على المكابرة والاستعصاء، حيث المواطن يموت كل يوم؛ من باب الصيدلية إلى باب المشفى ومحطة البنزين وعلبة الحليب، والله يعلم ما القادم.
وفي ظل هذا الجو الاقتصادي والاجتماعي الضاغط، تذكر المعنيون من النواب قانون الكابيتال كونترول؛ الذي كان لا بد من إقراره منذ اليوم الأول لثورة تشرين؛ حماية للمودعين ومنعا لإقفال المصارف وسياسة الاستنسابية المتبعة، فهل عندما وصلنا إلى حافة الاحتياطي القانوني الإلزامي تذكرتم الكابيتال كونترول؟!
إن الكابيتال كونترول لا يشبه المأمول من الناس والمودعين في حفلة ضياع الحقوق.
وبالمحصلة، في معادلة سقوط المبادرات والإفلاس المالي والتخبط الاقتصادي هل يكفي أن نستيقظ للحديث عن الكابيتال كونترول؟ لا سمح الله، إن سقطت آخر المبادرات السياسية لن يجدي كابيتال كونترول ولا من يحزنون.{ عربي 21
copy short url   نسخ
13/06/2021
326