+ A
A -
فاطمة المزيعل
كاتبة كويتية
كثيراً ما نمر بظروف تعكر علينا صفو حياتنا، وتسلب منا سعادتنا وراحة بالنا، إلى أن صادقنا الحزن وأصبح البؤس رفيقاً لنا، كما أنها حيّرتنا وفي نفس الوقت أتعبتنا وأرهقتنا.
ظروف من الطبيعي جداً أن نمر بها من حين لآخر وعلى غيرنا، بسبب أمور كثيرة قد تكالبت وتراكمت علينا، زادت من توترنا وضغوطاتنا وهمومنا، إلى أن اعتقد البعض أننا سننحني بكل سهولة أمامها، وأمام كل تلك العواصف التي واجهتنا.
لكنهم نسوا للأسف أننا رغم كل ما يحدث لنا، خيراً كان أم شراً، نؤمن إيماناً تاماً بأن كل شيء مقدر من الله سبحانه وتعالى ومكتوب في اللوح المحفوظ لنا.
قدّرت لنا إما لأهداف أو أسباب معينة، أو لحكمة يريدنا الله أن نتعلم منها، حكمة تدلنا على طريق آخر وجديد من خلاله قد يعتدل فكرنا وسلوكنا، ويجعلنا نغير حتى من طباعنا ونمط حياتنا، لذلك تأكد أنه مهما اشتدت عليك المواجع والآلام والأحزان تبقى في النهاية حالة مؤقتة، ومهما كنت غارقا في النعم والأفراح والأحلام أيضا تبقى حالة مؤقته، تيقن أن لا شيء يدوم على حاله أبدا، فكل ما نمر به قابل للتغيير، شئنا أم أبينا.
لا تعتمد أبداً في حياتك على نمط واحد لا غير، تتمسك وتتشبث به لا تتركه، وضع في عين الاعتبار دائماً بأن حياتنا بمجملها عبارة عن مراحل مؤقتة، فلا تجعل تركيزك منصباً فقط على أمور من السهل جداً أن تزول منك، وتهمل في المقابل ما هو دائم معك إلى آخر نفس في صدرك، واجعل من الوسطية والاعتدال معيارا ‏أساسيا في جميع أمور حياتك، دون إفراط أو تفريط، كي لا تشعر بالشتات وتفقد في ذات الوقت سعادتك.
ثق أن هذه الدنيا فانية، وإياك أن تصبح كأولئك الذين تغيرت قلوبهم، فأصبحوا يتوكلون ويؤملون في دنياهم وأرزاقهم على خلق مثلهم، راجين قبولهم، رضاهم، رأيهم، منتظرين حبهم وودهم، ناسين للأسف ربهم مدبر أمورهم ومصرف دهورهم، فكل منا له طريق خاص مناسب ينتظره، طريق ينعش روحه ومشاعره، ويريح قلبه، طريق يغير حتى أسلوب حياته.
copy short url   نسخ
12/06/2021
494