+ A
A -
غزة - رام الله - الأناضول - بحث الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع رئيس المخابرات المصرية عباس كامل، أمس، آخر مستجدات جهود التهدئة الشاملة وإعادة إعمار قطاع غزة. جاء ذلك خلال لقائهما بمقر الرئاسة الفلسطينية برام الله، في إطار زيارة يجريها رئيس جهاز المخابرات المصرية العامة للضفة الغربية، وفق وكالة الأنباء الرسمية (وفا).
وذكرت الوكالة أنه «تم استعراض آخر المستجدات المتعلقة بالتهدئة الشاملة، بما يشمل القدس والضفة وغزة، وإعادة إعمار القطاع». وأضافت أن اللقاء شهد مباحثات بشأن «ملف الحوار الوطني الفلسطيني، والأفق السياسي، الذي يعتبر مدخلاً للاستقرار والأمن والسلام في المنطقة». بدوره، نقل اللواء عباس كامل، تأكيد رئيس بلاده عبد الفتاح السيسي، بمواصلة مصر التنسيق والعمل مع السلطة الفلسطينية في جميع الخطوات والمبادرات، حسب المصدر ذاته.
وفي وقت سابق أمس، وصل كامل الأراضي الفلسطينية، بالتزامن مع زيارة يجريها وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي لمصر، للتباحث بشأن التهدئة وإعادة إعمار غزة.
وفجر 21 مايو الجاري، بدأ تنفيذ وقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية في غزة وإسرائيل بوساطة مصرية ودولية، بعد هجوم شنته تل أبيب على القطاع استمر 11 يوما، وأدى لاستشهاد 255 فلسطينيا في القطاع.
وعلى الجانب الآخر، اتفق وزير الخارجية المصري سامح شكري، أمس، مع نظيره الإسرائيلي غابي أشكنازي، على «مواصلة التشاور بين البلدين والسلطة الوطنية الفلسطينية لحل جمود مسار السلام»، المتوقف منذ 2014.
جاء ذلك في بيان للخارجية المصرية، عقب لقاء الوزيرين في القاهرة، التي وصل إليها أشكناري، الأحد، في أول زيارة لوزير خارجية إسرائيلي منذ 13 عاما، ولم يُعلن عن مدة الزيارة. وأوضحت الخارجية أن «الزيارة تأتي في إطار تواصل مصر مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لتثبيت وقف إطلاق النار بين إسرائيل وقطاع غزة». وبحث شكري وأشكنازي «سبل العمل على تسهيل عملية إعادة إعمار قطاع غزة بشكل عاجل خلال المرحلة المُقبلة»، كما «اتفقا على مواصلة التشاور بين البلدين والسلطة الوطنية الفلسطينية لبحث كيفية الخروج من الجمود الحالي في مسار السلام»، وفق البيان.
وعلى الجانب الآخر، بحث رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، أمس، مع المبعوث الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط سفين كوبمانز، ملف إعادة إعمار قطاع غزة، وإحياء مفاوضات السلام.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) إن «اشتية بحث في مكتبه برام الله، أمس، مع المبعوث الأوروبي الجديد لعملية السلام في الشرق الأوسط سفين كوبمانز، آخر تطورات ملف إعادة إعمار قطاع غزة، وإطلاق مسار سياسي جاد لإعادة إحياء العملية السياسية».
وأضافت أن اشتية «شدد على أهمية ملء الفراغ السياسي من خلال بلورة أوروبا مبادرة لإعادة إحياء العملية السياسية، ومشاركة أطراف الرباعية الدولية فيها، بهدف إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية».
وأشار اشتية إلى أنه «تم تشكيل فريق تقني يعمل على ملف إعادة الإعمار»، مؤكدا «أهمية وجود ضمانات دولية بعدم تكرار العدوان الإسرائيلي وتدمير ما تم إعماره».
من جهة أخرى، قالت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، أمس، إن إسرائيل ارتكبت 19 مجزرة بحق عائلات، خلال عدوانها الأخير الذي استمر نحو 11 يوما.
وأضافت الوزارة أن إجمالي الفلسطينيين الذين استشهدوا في المجازر الـ19، بلغ 91 فلسطينيا، بينهم 41 طفلا، و25 سيدة.
وبحسب رصد الوزارة، فإن عائلة «الكولك» الفلسطينية، شهدت مجزرة راح ضحيتها العدد الأكبر من الشهداء وبلغ 21، بينهم 8 أطفال و6 سيدات.
بينما فقدت عائلة «أبو عوف» 9 أفراد بينهم طفل و5 سيدات، جرّاء استهداف مباشر لمنزلهم بمدينة غزة، بحسب الوزارة.
ووثّقت الوزارة استشهاد 6 فلسطينيين من عائلة الطناني، شمالي قطاع غزة، في استهداف إسرائيلي لمنزلهم، بينهم 4 أطفال وسيدة. فيما فقدت عوائل «المصري، والعطّار، والحديدي، وأبو حطب، واشكنتنا، والإفرنجي»، 5 أفراد من كل عائلة، بحسب الوزارة.
وأشارت أن عائلتي «شرير وأمن» فقدتا 8 أفراد، بواقع 4 من كل عائلة، مشيرة إلى أن عائلة «صالحة» فقدت 3 أفراد أيضا.
ورصدت الوزارة فقدان فردين من كل من عوائل «التلباني، وعيسى، وعرفة، وأبو داير، وبركة، والزبدة، والمنسي».
من جهة أخرى قالت منظمة حقوقية فلسطينية، إن إبادة عائلات بأكملها خلال العدوان الإسرائيلي على غزة «نمط مدروس ومتعمد». جاء ذلك في «ورقة حقائق» أصدرتها الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق الإنسان «ديوان المظالم» (حكومية) بعنوان: «إبادة العائلات خلال العدوان الحربي الإسرائيلي على غزة مايو 2021».
وقالت المنظمة إن جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف «عشرات المنازل والوحدات السكنية بشكل مباشر ومتعمد، ودمرها فوق رؤوس قاطنيها، مما أدى إلى إبادة عائلات بأكملها ومحوها من السجل المدني».
وتستحضر الهيئة معطيات للمرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان وثق فيها 31 حالة قصف مباشر بغارات إسرائيلية استهدفت عائلات ممتدة، وأدت إلى مقتل 96 شخصا، بينهم 44 طفلا، و28 امرأة (في قصف استهداف عائلات).
ووفق المرصد، فإن بين الشهداء رجل وزوجته وطفلته، أمهات وأطفالهن، أشقاء وأبناء لهم، 7 أمهات مع أربع أو ثلاث من أطفالهن.
وطالبت الهيئة المستقلة المحكمة الجنائية الدولية بـ«البدء بتحقيق جنائي في جرائم العدوان والحرب ضد الإنسانية التي ارتكبها جيش الاحتلال».
copy short url   نسخ
31/05/2021
533